تغير المناخ يمكن أن يشكّل أنهارا في السماء تجلب معها مستويات قياسية من الأمطار
آخر تحديث GMT09:28:30
 العرب اليوم -

تغير المناخ يمكن أن يشكّل "أنهارا في السماء" تجلب معها مستويات قياسية من الأمطار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تغير المناخ يمكن أن يشكّل "أنهارا في السماء" تجلب معها مستويات قياسية من الأمطار

التغير المناخي
واشنطن ـ العرب اليوم

كشفت دراسة جديدة أن أجزاء من شرق آسيا يمكن أن تشهد تشكّل "أنهار في السماء" بسبب تغير المناخ، ما يؤدي إلى مستويات قياسية من هطول الأمطار معها. وابتكر العلماء نموذجا للتحقيق في سلوك الأنهار الجوية والأمطار الشديدة في شرق آسيا في ظل نتائج مختلفة لتغير المناخ. ويستخدم مصطلح الأنهار الجوية لوصف مسارات طويلة وضيقة من بخار الماء المتكثف. ويمكن أن تتسبب هذه المسارات الضيقة من الرطوبة المركزة في السماء في حدوث فيضانات بسرعة عندما تصطدم بحاجز مثل سلسلة جبلية، ما يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من المياه في فترة زمنية قصيرة. ووفقا لنماذج العلماء، ستكون أحداث هطول الأمطار في شرق آسيا أكثر تواترا وأكثر حدة في العقود القادمة مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. سيتم نقل المزيد من المياه عبر الهواء، وسيهبط المزيد من الأمطار على الأرض.

وأجرى العلماء هذه الدراسة بعد أن عانت منطقة شرق آسيا من هطول أمطار غزيرة للغاية في يوليو 2018 ويوليو 2020 بسبب الأنهار الجوية. ولفهم التأثير، استخدم الفريق نماذج محاكاة عالية الدقة لدورات الغلاف الجوي العالمية التي تعيد فعليا خلق الظروف في الغلاف الجوي. ونظروا في نماذج مناخية إقليمية أخرى، وقارنوا عمليات المحاكاة القائمة على بيانات حقيقية للأرصاد الجوية من 1951 إلى 2010 مع تنبؤات لعام 2090. واستخدم المؤلفون سيناريو المناخ الذي من شأنه أن يؤدي إلى 7.2 درجة فهرنهايت (4 درجات مئوية) من الاحترار، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وهو أكثر بكثير من الهدف 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية) المحدد كجزء من اتفاقية باريس للمناخ .

ووجد العلماء من جامعة تسوكوبا باليابان، أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 7.2 درجة فهرنهايت (4 درجات مئوية)، فإنه في أسوأ السيناريوهات، سيتم تعزيز الأنهار الجوية، ما يؤدي إلى مستويات قياسية غير مسبوقة لهطول الأمطار في جميع أنحاء شرق آسيا. ورغم أنهم نظروا إلى شرق آسيا فقط، يقول الفريق إلا أن توقعاتهم ستنطبق أيضا على مناطق خطوط العرض المتوسطة ذات السلاسل الجبلية شديدة الانحدار، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية. ويسمح إنشاء عمليات محاكاة تستند إلى نتائج مختلفة لتغير المناخ للعلماء بالتنبؤ بتأثير أحداث الطقس المختلفة مع ارتفاع درجة حرارة العالم. ويقول الفريق الياباني إنهم رأوا بالفعل علامات واضحة على ارتفاع درجة حرارة الأرض التي تضرب أجزاء من البلاد، لذلك أرادوا معرفة كيف يمكن أن تسوء الأمور. وكتبوا: "لقد أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن الاحتباس الحراري يعني أكثر من مجرد ارتفاع درجات الحرارة".

وأصبحت الأحداث المتطرفة، مثل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات وموجات الحر، أكثر تواترا وشدة في جميع أنحاء العالم. وحذر العلماء من أن هذا "يخلق حاجة ملحة للتنبؤ بهذه التغييرات والاستعداد لها" في المستقبل، عند مناقشة الحاجة إلى عملهم. ويتمثل أحد الأحداث المناخية المتطرفة المدمرة بشكل خاص في زيادة هطول الأمطار إلى مستويات غير متوقعة وغير مسبوقة، ما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات. وللمساعدة في التنبؤ بأحداث هطول الأمطار، نظر العلماء في أحد الأسباب: تفاعل الأنهار الجوية مع سلاسل الجبال.

وشرح الفريق: "كما يوحي الاسم، فإن الأنهار الجوية عبارة عن نطاقات طويلة وضيقة من بخار الماء المركز الذي يتدفق عبر الغلاف الجوي. وعندما يلتقي أحد هذه النطاقات مع حاجز، مثل سلسلة جبال، يمكن أن ينتج عنه مستويات قصوى من الأمطار أو تساقط الثلوج".

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور يويتشي كاماي، إن عمليات المحاكاة تتنبأ بنقل بخار الماء المعزز، فضلا عن زيادة هطول الأمطار بمستويات غير مسبوقة.

وفي عمليات المحاكاة، حدثت أكبر كميات من الأمطار المرتبطة بالنهر في الغلاف الجوي على المنحدرات الجنوبية والغربية للجبال في شرق آسيا، بما في ذلك اليابان وشبه الجزيرة الكورية وتايوان وشمال شرق الصين. وسيكون أكبر هطول للأمطار على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبال الألب اليابانية. واقتصرت الدراسة على شرق آسيا بسبب وقت الكمبيوتر وقيود المعالجة، لكنهم توقعوا أنها ستطبق على مناطق أخرى حول العالم. وأوضح البروفيسور كاماي: "من المحتمل أن تكون نتائجنا قابلة للتطبيق أيضا في مناطق أخرى من خطوط العرض الوسطى حيث تلعب التفاعلات بين الأنهار الجوية والجبال شديدة الانحدار دورا رئيسيا في هطول الأمطار، كما هو الحال في غرب أمريكا الشمالية وأوروبا. وقد تتعرض هذه المناطق أيضا لظواهر هطول شديدة أكثر تواترا وشدة مع ارتفاع درجة حرارة المناخ". ونُشرت نتائج الدراسة مفصلة في مجلة Geophysical Research Letters.

قد يهمك ايضا 

بعثة علمية إلى أقاصي العالم لدراسة تأثير التغير المناخي على المياه

العالم يسعى لعدم زيادة درجة حرارة الأرض لـ 1.5 حتى عام 2100

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغير المناخ يمكن أن يشكّل أنهارا في السماء تجلب معها مستويات قياسية من الأمطار تغير المناخ يمكن أن يشكّل أنهارا في السماء تجلب معها مستويات قياسية من الأمطار



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab