هيومن رايتس ووتش تفضح سوء الخدمات وأوضاع المعيشة في البصرة العراقية
آخر تحديث GMT19:14:55
 العرب اليوم -

يخرج سكان المدينة منذ سنوات في مظاهرات احتجاجية ضد الفساد وتلوث المياه

"هيومن رايتس ووتش" تفضح سوء الخدمات وأوضاع المعيشة في "البصرة" العراقية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "هيومن رايتس ووتش" تفضح سوء الخدمات وأوضاع المعيشة في "البصرة" العراقية

مياه شرب
بغداد - العرب اليوم

رسم تقرير مطوّل مؤلَّف من أكثر من 100 صفحة أصدرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، أمس، صورة قاتمة لحالة الخدمات، خصوصاً تلك المتعلقة بقضية مياه الشرب، وأوضاع المعيشة في محافظة البصرة العراقية الغنية بالنفط.

ووجدت المنظمة العالمية في تقريرها الذي وضعت له عنوان «البصرة عطشانة» أن أزمة المياه في البصرة وقعت «نتيجة عوامل معقدة»، وتوقعت أن الأزمة «ستؤدي على الأرجح إلى تفشي الأمراض المنقولة بالمياه في المستقبل واستمرار المصاعب الاقتصادية»، في حال عدم قيام السلطات العراقية على المستويين المحلي والاتحادي بما يكفي لمعالجة الظروف الكامنة التي تسببت بهذه المشكلة.

ويخرج سكان البصرة منذ سنوات في مظاهرات احتجاجية، في فصل الصيف، ضد سوء الخدمات والفساد وتلوث مياه الشرب التي أدت العام الماضي إلى التسبب بتسمم عشرات الآلاف من السكان المحليين.

ووجهت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة في «هيومن رايتس ووتش» لما فقيه، انتقادات لاذعة إلى الساسة العراقيين واتهمتهم بـ«قصر النظر» لأنهم «يتخذون من زيادة هطول الأمطار سبباً لعدم حاجتهم للتعامل بشكل عاجل مع أزمة البصرة المستمرة»، في إشارة إلى ما يردده بعض الساسة من أن نسبة هطول الأمطار العالية في الشتاء الماضي أدت إلى تراجع اللسان الملحي في شط العرب وتقليل نسبة التلوث في المياه. وخلصت المنظمة في تقريرها الذي شمل مقابلات مع السكان ومسؤولين محليين ومسؤولين في الوزارات ذات العلاقة، إضافة إلى مراجعة اختبارات عينات المياه من نهر شط العرب، إلى أن «البصرة ستستمر في مواجهة نقص حاد في المياه وأزمات تلوّث في السنوات المقبلة، مع عواقب وخيمة، إذا لم تستثمر الحكومة الآن في تحسينات مُستهدَفة وطويلة الأجل ومطلوبة بشدة».

اقرأ أيضا:

قطع مياه الشرب عن 4 مناطق في محافظة القاهرة

واتهمت السلطات العراقية بـ«غض الطرف عن الأنشطة التي تلوّث موارد البصرة المائية». وأشارت إلى أنها ومن خلال مراجعة صور الأقمار الصناعية «اكتشفت تسرّبين نفطيين محتملين في شط العرب في وسط البصرة خلال 2018».

كما أشارت إلى «تقاعس» السلطات العراقية في تطبيق «دزينة قوانين تتعلق باستخدام المياه وإدارتها وتلوّثها» لضمان نوعية مناسبة من المياه.

وذكرت أن الأطباء «حددوا أعراضاً مَرضية مرتبطة بنوعية المياه» بعد دخول ما لا يقل عن 118 ألف مواطن إلى المستشفيات بسبب تلوث المياه عام 2018. واتهمت السلطات العراقية بـ«عدم نشر أي تحقيقات رسمية في سبب الأزمة الصحية».

ونقلت المنظمة عن المحاضِر في علوم البحار الأستاذ في جامعة البصرة الدكتور شكري الحسن، قوله إن «أزمة المياه في 2018 كانت ذروة سنوات من سوء الإدارة، تجاهلت خلالها السلطات الحقائق الواضحة والمسؤوليات المنوطة بها».

وذكر الحسن أن «محطات المياه العامة في البصرة غير مُجهزة بالتقنيات اللازمة لإزالة المكونات الذائبة الناجمة عن تسرب مياه البحر من شط العرب. هذه المكونات تجعل الكلور، وهو مادة كيميائية شائعة الاستخدام لمعالجة المياه، أقل فعالية في إزالة المواد الضارة».

ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن «سلطات المياه وجدت صعوبة في الحصول على كميات كافية من الكلور بسبب الضوابط الصارمة التي تهدف إلى منع هذه المادة الكيميائية من الوقوع بين أيدي جماعات مثل تنظيم (داعش) الذي استخدمها كسلاح»، ونتيجة لذلك «لم يتمكن بعض المحطات العامة من إضافة ما يكفي من الكلور إلى المياه لجعلها مأمونة».

ولم يصدر أي تعليق على تقرير المنظمة، سواء من السلطات المحلية في البصرة أو الاتحادية في بغداد، لكن المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان المستقلة علي البياتي، أيّد معظم ما ورد من معلومات في التقرير بشأن أزمة المياه في البصرة وتلوثها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال متابعتنا للكتب الرسمية المتبادلة بين المؤسسات العراقية التنفيذية، وجدنا أن هناك تقارير تحذر منذ سنوات، من أزمة قادمة ستتفاقم في البصرة والمحافظات القريبة». وأبدى البياتي أسفه «لعدم إيجاد السلطات حلولاً أو اتخاذها خطوات حقيقية وجذرية لحل مشكلة المياه في البصرة».

قد يهمك أيضا:

"انقطاع المياه عن 4 مناطق في القاهرة بسبب "المترو

تلوُّث مياه الشرب وارتفاع أسعارها كابوس يؤرق اليمنيين في صنعاء

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيومن رايتس ووتش تفضح سوء الخدمات وأوضاع المعيشة في البصرة العراقية هيومن رايتس ووتش تفضح سوء الخدمات وأوضاع المعيشة في البصرة العراقية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab