الرباط - العرب اليوم
في الوقت الذي ينخرط فيه المغرب، على المستوى الرسمي، في الجهود الأممية الرامية إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها من المخاطر المحدقة بها، والتي تتفاقم مع التغيرات المناخية، تعيش منطقة تضمّ أراض رطبة ضواحي القنيطرة وضعا بيئيا متردّيا، على الرغم من أنها تحظى بأهمية إيكولوجية على الصعيد العالمي.
وتقع "مرجة الفوارات" في المدخل الشمالي لمدينة القنيطرة، وهي واحدة من المناطق الرطبة المصنّفة على الصعيد القاري منذ سنة 1996.
كما تكتسي المرجة ذاتها أهمية إيكولوجية، إذ سُجلت ضمن قائمة "رامسار" للمناطق الرطبة ذات الأهمية الإيكولوجية على الصعيد العالمي سنة 2018.
وعلى الرغم من هذه الأهمية التي تكتسيها مرجة الفوارات بالقنيطرة، فإنّها تعيش، اليوم، وضعا كارثيا دفع بنشطاء في المجال البيئي إلى دقّ ناقوس الخطر وطلب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذها؛ لكنّ نداءاتهم لمْ تلْق أيّ تجاوب، إلى حد الآن.
"منذ سنة 2014 ونحن نوجه مراسلات إلى مختلف المسؤولين المفترض فيهم أن يوفروا الحماية لمرجة الفوارات، حيث راسلنا عشرين مؤسسة معنيّة بهذا الموضوع؛ لكن بدون نتيجة"، يقول أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة.
ويعود سبب الوضعية البيئية الكارثية التي ترزح تحتها الأراضي الرطبة بمرجة الفوارات إلى التخريب الذي يطالها منذ سنوات، والذي استفحل خلال السنوات الأخيرة، حيث تعرّضت أجزاء واسعة منها إلى الردم والطمر، وأنشئت فيها بنايات، على الرغم من خطورة البناء فيها.
ووصفت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة أعمال التخريب التي تطال مرجة الفوارات بـ"الجريمة البيئية"، مشيرة إلى أنّ هذه المنطقة الإيكولوجية أصبحت مصبّا لمقذوفات المياه العادمة الصناعية والمنزلية، والتخلص من النفايات الصلبة والحيوانات النافقة.
ووفق الإفادات التي قدمها أيوب كرير، فإنّ هناك حملة محمومة للاستيلاء على مرجة الفوارات، بالاستحواذ على أجزاء كبيرة منها، وتشييد بنايات عليها، طمعا في جني الأرباح الطائلة من بيعها أو استغلالها بعد إخضاعها لبرنامج إعادة الهيكلة، حيث سترتفع قيمة العقار فيها.
ونبّهت كل من جمعية أوكسجين للبيئة والصحة والجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، في رسالة موجهة إلى وزير الطاقة والمعادن والبيئة، إلى أنّ مرجة الفوارات "تعيش وضعا كارثيا، مناشدة إياه التدخل العاجل لإنقاذ هذا الفضاء الإيكولوجي من أشكال التدمير والتدهور التي تطاله".
وفي الوقت الذي لم تلْق المراسلات التي وجهها النشطاء البيئيون إلى القطاعات المعنية أي تفاعل، قال أيوب كرير إنهم سيلجؤون إلى مراسلة الديوان الملكي، لإحاطة الملك علما بما تتعرض له مرجة الفوارات من تدمير.
أقرأ أيضأ:
بعثة علمية "روسية - صينية" لدراسة التغيرات المناخية والبيئة في المحيط الهادئ
أحياء سكنية في الإسكندرية مهددة بالغرق بسبب التغيرات المناخية
أرسل تعليقك