من المتوقع أن يكون لتغير المناخ الناتج عنه ارتفاع مستويات البحار وفترات الجفاف المتكررة، تأثيرات مدمّرة على المجتمع، ولكن بالنسبة لشركة "آبل" للهواتف الذكية، فإن تغير المناخ قد يعني بالنسبة لها زيادة ولاء العملاء والطلب على أجهزة "آيفون".
ذلك وفقًا لأحد الاستنتاجات التي قدمتها شركة آبل عن أعمالها، والذي نُشر يوم الثلاثاء من قبل "سي بي دي"، وهي منظمة غير ربحية تجمع معلومات من الشركات بشأن تأثيرها البيئي، حيث تعد آبل من بين العديد من المؤسسات الكبيرة، بما في ذلك شركة "والت ديزني" و"بنك أوف أميركا"، التي تقدّم تقارير مماثلة إلى المنظمة التي تحدد المخاطر والفرص "المتعلقة بالمناخ" مع إمكانية التأثير جوهريًا على أعمالها، ويتضمن التقرير المفاجئ، بنودًا بشأن المخاطر والفرص والموظفين المعينّين في الشركة الذين يشرفون على برنامج آبل البيئي.
وأكدت آبل أن الإجابات قد تم تقديمها بالنيابة عن الشركة، وأن التقرير طوعي وغير مطلوب من قبل جهة تنظيمية حكومية، علمًا أنه في حين تستند التقديرات على المعلومات العامة، يقدم التقرير تقييما مثيرا للطريقة التي تنظر بها آبل إلى تأثير تغير المناخ على أعمالها.
وقالت شركة آبل إنه من "الأرجح" أن تعزّز الحكومات المختلفة قوانينها بشأن الكيفية التي تحتاج إليها الإلكترونيات الموفرة للطاقة، وأوضحت "سنكون في وضع جيد للاستفادة من مثل هذه اللوائح بسبب تركيزنا المستمر على كفاءة الطاقة لمنتجاتنا."
وبشأن الفائدة المحتملة، توقّع التقرير مكاسب بنحو 2.3 مليار دولار، محسوبة بتقدير زيادة افتراضية في إجمالي مبيعات "آبل"، حيث أوضح أيضا أن الأحداث المناخية القاسية المتزايدة قد ترفع من الطلب على أجهزة "آيفون"، وأضافت الشركة في التقرير أن التغيرات المناخية القاسية المتزايدة قد تزيد من الطلب على أجهزة آيفون.
وكتبت آبل: "يمكن للهواتف المحمولة أن تكون بمثابة شبكة الاتصالات الأساسية في حالات الطوارئ وشبه الطوارئ ويمكن أن تكون بمثابة مصباح يدوي أو صفارات إنذار؛ حيث يمكنها تقديم تعليمات الإسعافات الأولية؛ والعمل كراديو، بالإضافة إلى انه يمكن أيضا حملهما لعدة أيام وشحنها ببطاريات السيارات أو حتى السواعد اليدوية.. ومع مرور الوقت، من المتوقع أن يبدأ الناس في تجربة شديدة تزيد من احتمالية التأهب في مجال السلامة الشخصية، وتابعت "هذه الحاجة ستعزز وجود الاتجاه الذي نعتقد أنه موجود بالفعل بعد أحداث 9/11، إعصار كاترينا، وإعصار ساندي، وهارفي".
وقالت "آبل" إن خدمات مثل "إس أو إس"، التي تمكن هواتفها وساعة آبل من الاتصال بخدمات الطوارئ بسهولة، يمكن أن تؤدي إلى "زيادة ولاء العملاء والطلب عليها"، مضيفة أن التأثير الإيجابي الناجم عن تغير المناخ قد يصل إلى 920 مليون دولار وتم حساب ذلك بإضافة نسبة افتراضية إضافية قدرها 0.5٪ إلى قيمة علامتها التجارية الحالية، وفقًا لتقدير "Interbrand".
أقرأ أيضًاا
- الأرصاد البريطانية تحذر من أن الحرارة ستسجل ارتفاعًا عام 2019
وتابعت الشركة "على مدار السنوات القليلة الماضية، على سبيل المثال، قمنا بتطوير أيفون لتلقي تنبيهات الطوارئ اللاسلكية، بما في ذلك التنبيهات من خدمة الطقس الوطنية وتطبيق القانون المحلي. كما تظهر هذه التنبيهات على ساعة آبل. كما نقدم أيضًا تطبيق البحث عن الأصدقاء مجانًا، ومصباح يدوي سريع الوصول ". وأشارت إلى إنها يمكن أن تصنع منتجات تجذب الأشخاص الذين لديهم مخاوف بشأن تغير المناخ أو ارتفاع أسعار الكهرباء.
معالجة المخاطر
ولكن بالإضافة إلى الفرص، لا تزال هناك مخاطر شديدة على أعمال شركة آبل التي قد تنتج عن تغير المناخ، على سبيل المثال، قالت الشركة إن الأحداث المناخية القاسية يمكن أن "ترهق أنظمة البنية التحتية" التي تحتاجها لتصنيع وبيع منتجاتها، والتكلفة المحتملة 300 مليون دولار - وهو مبلغ كبير، على الرغم من انه قد يكون جزء صغير من نفقات التشغيل لشركة آبل عام 2017 .
ولفتت إلى أن الوعي البيئي أمر مهم لسمعتها. وكتبت آبل: "إذا لم تكن شركة آبل شفافة ولا تشرح إجراءاتها بشكل كافٍ، فإن سوء الفهم العام قد يخلق إدراكًا بأن الشركة ليست مسؤولة بيئيًا"، وأضافت "قد يؤدي الافتقار الملحوظ للشفافية إلى الانتقاص من قيمة العلامة التجارية للشركة، ويمكن أن يقلل من ميل الناس إلى الشراء من الشركة أو الاستثمار فيها أو العمل بها".
حتى الآن، وفقا للتقرير، لم تتأثر العديد من جوانب أعمال آبل، ولكن آبل تخطط للمستقبل بشكل جيد وأحد الأمثلة على ذلك أن آبل في مقرها الجديد، قامت بتركيب أشجار مقاومة للجفاف وبناء حوائط ترابية - وهو استثمار يبلغ حوالي 60 مليون دولار.
وتقوم الشركة بإصدار تقرير بيئي كل عام، كما أن 100٪ من متاجرها ومكاتبها وعملياتها الأخرى تعمل بالطاقة المتجددة، وفقا لما تقوله الشركة، فيما وتتصدر جهود آبل البيئية الداخلية، ليزا جاكسون، الرئيس السابق لوكالة حماية البيئة الأميركية، التي ترفع تقاريرها مباشرة إلى تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل.
وقالت جاكسون في خطاب نُشر في نيسان / أبريل الماضي "اليوم، ما زلنا نركز على ثلاث أولويات نؤمن بها نحن وعملائنا بأن شركة آبل يمكن أن تحدث فارقا"، مشيرة إلى أن تغير المناخ، والحفاظ على الموارد، واستخدام مواد أكثر أمانًا هي الأولويات الرئيسية التي تركز عليها الشركة.
تعتبر شركة آبل من بين 30 شركة مقرها الولايات المتحدة تحصل على تصنيف "A" من CDP.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
- عام 2019 يدعو إلى التفاؤل بشأن البيئة وقضايا المناخ
- نهاية مأساوية لهندي اقتحم قفص أسود دون استئذانٍ
أرسل تعليقك