واشنطن - العرب اليوم
كشف تقرير جديد أن براز الفيلة والبقر والخيول يمكن أن يكون مصدرًا مستدامًا لعنصر أساسي وضروري في تصنيع الورق، وقد ظهرت فكرة الاستخدام غير المعتاد للبراز للمرة الأولى عندما لاحظ الباحث الدكتور ألكسندر بسمارك، شيئًا غريبًا في فضلات الماعز أثناء قضاء العطلة في اليونان، وتم إنتاج التقرير الجديد من قبل الباحثين في الجمعية الكيميائية الأميركية (ACS).
ولاحظ بسمارك أن بعض المعز يأكل الأعشاب الجافة في الصيف، وتوصل إلى استنتاج مثير للاهتمام فقال "أدركت أن ما يخرج في النهاية هو مادة نباتية مهضومة جزئيًا، لذا يجب أن تحتوي على سيليلوز، فتأكل الحيوانات الكتلة الحيوية منخفضة الدرجة التي تحتوي على السيليلوز، وتمضغها وتعرّضها إلى الإنزيمات والحامض في المعدة، ومن ثم تنتج السماد، واعتمادًا على الحيوان، 40% تقريبًا من هذا السماد يحوي السليلوز الذي يمكن الوصول إليه بسهولة، ولذلك، فإن تحويل المادة المهضومة جزئيًا إلى ألياف النانو السيليلوزية، سيحتاج إلى طاقة أقل بكثير من استخدام الخشب الخام".
وأوضحت الدراسة "بعد العمل مع روث الماعز، انتقل الباحثون إلى روث الخيول والأبقار، وفي النهاية الأفيال، فإن إمدادات المواد الخام كبيرة، فالحدائق في أفريقيا التي تؤوي مئات الأفيال تنتج كل يوم كميات كبيرة من الروث، بينما تنتج مزارع الأبقار الضخمة في الولايات المتحدة وأوروبا جبالا من السماد الطبيعي".
واستخدم الباحثون محلول "هيدروكسيد الصوديوم" لعلاج السماد الخاضع للاختبار، والذي أدى إلى إزالة جزء من اللجنين، وهو مركّب كيميائي مُعقّد يستخرج في أغلب الأحيان من الخشب، ويشكّل حوالي ربع إلى ثلث كتلته الجافة، من بين الشوائب الأخرى، مثل الخلايا الميتة والبروتينات، ومن أجل إزالة اللجنين تماما وإنشاء اللب الأبيض لإنتاج الورق، يجب أن يتم تبييض المادة باستخدام هيبوكلوريت الصوديوم، ولكن الدراسة أفادت بأن "السيليلوز يتطلب القليل من الطحن، إن وُجد، لتكسيره إلى ألياف نانوية استعدادًا لاستخدامه في الورق، على النقيض من الطرق التقليدية. كما أن البقايا النانوية الموجودة في البراز، يمكن أن تُستخدم لدعم أجهزة الترشيح التي تقوم بتنظيف مياه الصرف الصحي، قبل إطلاق المادة في البيئة".
وفي المناطق التي تحتوي على الكثير من حيوانات المزرعة مثل الأبقار، يمكن أن تكون إعادة تدوير الروث واستخدامه في المنتجات الورقية، طريقة رخيصة وسليمة بيئيًا للتخلص من هذه المخلفات الزراعية المنتشرة.
أرسل تعليقك