إنقاذ سلالة أبقار زرقاء فريدة من الانقراض في لاتفيا
آخر تحديث GMT05:35:14
 العرب اليوم -

إنقاذ سلالة أبقار زرقاء فريدة من الانقراض في لاتفيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إنقاذ سلالة أبقار زرقاء فريدة من الانقراض في لاتفيا

بقرة
لاتفيا _ العرب اليوم

يتفاجأ المسافر الذي يعبر ريف لاتفيا بمشهد بقرة لونها أزرق فاتح أو غامق ترعى بهدوء بين ماشية ذات ألوان بنية أو سوداء أو بيضاء فقد عادت هذه السلالة الفريدة التي اختفت عمليًا خلال الحقبة السوفياتية، بقوة في العقود الأخيرة، وأصبحت رمزًا غير عادي للهوية الوطنية في لاتفيا ويعتبر المسؤول عن حديقة «سيرولي» للحيوانات في قرية كالفينه التي تعد مركزًا لتربية الأبقار الزرقاء أرنيس برجمانيس أن «أيام الأبقار السيئة ولت» ويقول لوكالة «فرانس برس» وهو يفحص عجلا صغيرا إن «الأبقار الزرقاء فريدة من نوعها ورائعة»، مضيفًا «أنا سعيد لأننا نستطيع مساعدتها على النمو».

في العام 2000، لم يكن هناك إلا 18 بقرة زرقاء في لاتفيا، في حين يوجد حاليا نحو 1500 بقرة أصيلة وهجينة. وكان يقتصر وجودها على ساحل البلطيق في مقاطعة كورلاند، لكنها أصبحت معروفة أكثر في وسط البلاد ويقول برجمانيس يسعدنا أن نكون قادرين على مساعدة كل مزارع أو صاحب بيت ضيافة في الحصول على بقرة زرقاء خاصة به ويشتري أصحاب المزارع الريفية هذه الأبقار لجذب السياح، بينما يضيفها المزارعون إلى قطعانهم للاستفادة من غرائزها الأمومية القوية ويوضح برجمانيس إذا فقد عجل من أي نوع أمّه أو انفصل عنها، فستتبناه البقرة الزرقاء وتربيه كما لو كان ابنها ونمت الأبقار الزرقاء على الساحل؛ حيث عاشت أسلوب حياة صعبًا، واستطاعت الصمود من خلال قضم أغصان الشجيرات وعشب الكثبان الرملية، وهو علف غير صالح للأكل بالنسبة إلى الماشية الأخرى.

ويشاع أن هذه الأبقار حصلت على لونها الأزرق من البحر، رغم أنها تولد في الواقع بلون البيج وسرعان ما يتحول جلدها إلى الأزرق ويصبح داكنا على مر السنين وينتقل الصباغ إلى أنسجة الأبقار العضلية، منتجًا لحمًا داكنًا بشكل استثنائي ومع ذلك، لا يزال عدد الأبقار الزرقاء قليلًا لعمليات التسويق على نطاق واسع وعندما وصل الشيوعيون إلى السلطة في ظل الاحتلال السوفياتي، ركزوا على الإنتاج الضخم للحوم الأبقار والحليب ومشتقاته، مفضلين الماشية من السلالات الأكثر شيوعًا ما جعل الأبقار الزرقاء على شفير الزوال.

لكن عملا مسرحيا كان كفيلا في إنقاذ الوضع فبعد نجاح مسرحية «ذي بلو وان» للكاتب المسرحي جونارس بريده التي عرضت في السبعينيات، استعادت هذه البقرة المميّزة مكانتها في الوعي الجماعي للسكان، لتصبح أحد رموز الهوية الوطنية المهددة بالزوال وأسس مزارعون وعلماء ومهتمون العام 2006 جمعية البقرة الزرقاء لإنقاذ هذه السلالة، وأعطت الحكومة كذلك إعانات لمربي الأبقار الزرقاء وتنتج البقرة الزرقاء كمية حليب أقل من البقرة العادية، أي نحو خمسة آلاف لتر في السنة، مقارنة بثمانية آلاف لتر تنتجها بقرة أخرى من سلالة هولشتاين، لكن يُعتبر حليب البقرة الزرقاء صحيًا ومغذيًا أكثر ويتميز هذا النوع من الأبقار كذلك بقدرته على التكيف مع ظروف حياة صعبة، بحسب رئيس جمعية البقرة الزرقاء دايجا سيمكيفيكا.

ويقول لوكالة «فرانس برس» إن البقرة الزرقاء قوية ومستقلة ويمكنها البقاء في الهواء الطلق على مدار السنة حتى خلال صقيع الشتاء الذي لا تستطع سلالات أخرى تحمله. وتنظم الجمعية ندوات للمزارعين، وتحتفظ بسجلات دقيقة لتجنب التزاوج بين الأجناس المختلفة، وتعمل على تنمية أعداد الأبقار الزرقاء وتجري بحوثًا عليها ويقول سيمكيفيكا «نأمل مستقبلا في إجراء تحليل كامل للحمض النووي لتحديد الجينات الخاصة بالبقرة الزرقاء»، مضيفًا لم نر مطلقا بقرة زرقاء مصابة بفيروس ابيضاض الدم البقري، لذلك نأمل في تحديد جيناتها التي قد تكون مفيدة لأنواع الأبقار الأخرى.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الكويت تحظر استيراد الأبقار من بريطانيا والطيور الحية من عدة دول

"جنون البقر" يدفع الصين لحظر إستيراد لحوم الابقار البريطانية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنقاذ سلالة أبقار زرقاء فريدة من الانقراض في لاتفيا إنقاذ سلالة أبقار زرقاء فريدة من الانقراض في لاتفيا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
 العرب اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab