واشنطن - العرب اليوم
يترقب سكان فلوريدا قدوم "الثلج الأسود" والذي بات يُهددهم بشكل مباشر، فبالنسبة لسكان مقاطعة غلادس، وهي سلسلة من المدن الريفية الفقيرة التي يسكنها، في الغالب، أميركيون من أصل أفريقي، وتنتشر على الشاطئ الجنوبي لبحيرة أوكيتشوبي بولاية فلوريدا، فإن بداية موسم قصب السكر السنوي في شهر أكتوبر /تشرين الأول تعني وصول «الثلج الأسود».
والمقصود بـ«الثلج» هنا هو «جزيئات ثانوية محمولة جواً»، نتيجة لممارسة «مُختلف عليها» تتمثل في حرق حقول قصب السكر قبل الحصاد، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية.
وعلى مدى أجيال، يُضرم مزارعو قصب السكر في فلوريدا النار بشكل قانوني في حقولهم قبل الحصاد، ولا يتركون سوى القصب، وهي ممارسة تقلل من تكاليف النقل، لأنهم يشحنون القصب فقط دون النباتات المحيطة به.
وتقول كانياه باترسون (12 عاماً)، التي تعيش مع أمها وجدتها في مشروع سكني محاط بالعديد من حقول قصب السكر الكبيرة، وهي تتنهد، «هذه الأشياء السوداء تزعجني... أحياناً لا أستطيع التنفس»، وتضيف أن الجزيئات الناتجة عن الحرائق «تملأ أنفها وتلطخ ملابسها».
وقام سكان مقاطعة غلادس وحدهم، والمقدرون بأكثر من 40 ألف شخص، بحرق أكثر من 1.5 مليون فدان من قصب السكر بين عامي 2008 و2018، وهي مساحة تعادل حجم ولاية ديلاوير.
وفي العديد من البلدان الرئيسية المنتجة للسكر مثل البرازيل، يتم التخلص التدريجي من هذه الممارسة، بسبب المخاوف الصحية المتعلقة بها.
وأسفرت الأبحاث التي أجريت في فلوريدا عن وجود آثار صحية ضارة لحرق قصب السكر مثل المعاناة من «ضيق التنفس» بصورة أكبر، كما أن الهواء معرض للتلوث بنسبة أعلى.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، تم رفع دعوى قضائية جماعية ضد 10 شركات سكر في المنطقة، بدعوى أن الحرائق تهدد جودة الهواء بمواد مسرطنة سامة، وتقلل من قيمة الممتلكات الخاصة. إلا أن شركات السكر تؤكد أن أساليبها في الحرائق آمنة ومُراقبة عن كثب ومنظمة للغاية.
ويشترط قانون ولاية فلوريدا على شركات السكر أن تأخذ في الاعتبار اتجاهات الرياح قبل بداية موسم الحرائق، لتجنب المناطق المأهولة بالسكان، ولكن يقول السكان القريبون من حقول قصب السكر إنهم يحصلون على الدخان دائماً على أي حال.
قد يهمك أيضاً:
أرسل تعليقك