الجفاف والتصحر يضربان العراق و أكثر من 12 مليون نسمة في  العراق وسوريا لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه
آخر تحديث GMT21:30:21
 العرب اليوم -

الجفاف والتصحر يضربان العراق و أكثر من 12 مليون نسمة في العراق وسوريا لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجفاف والتصحر يضربان العراق و أكثر من 12 مليون نسمة في  العراق وسوريا لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه

التصحر
بغداد - العرب اليوم

مع استفحال أزمة الجفاف والتصحر العاصفة في العراق وغيره من دول المنطقة، تشير أحدث التقارير التي تصدرها منظمات الإغاثة الدولية المعنية، إلى أن أكثر من 12 مليون نسمة في كل من العراق وسوريا، لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه والغذاء والكهرباء، داعية لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة أزمة المياه الحادة. وفي آخرها ما أصدره المجلس النرويجي للاجئين، الذي حذر من تفاقم الكارثة مع ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض مستويات الأمطار والجفاف في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي لحرمان الأهالي من مياه الشرب ومياه الري، ولعرقلة عمليات توليد الكهرباء نتيجة شح ونفاذ مياه السدود، وهذا يؤثر بدوره على عمل المرافق العامة الأساسية، بما في ذلك قطاع الخدمات الصحية.ويشير التقرير إلى أن أكثر من 7 ملايين مواطن في العراق مهددون جراء فقدان الوصول لمياه الفرات بالإضافة إلى الجفاف، الذي يعرض مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية لخطر الجفاف التام.ويؤكد التقرير أن المياه المغذية لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومصائد الأسماك ومنشآت توليد الطاقة ومصادر مياه الشرب قد جفت في العراق، ومن المتوقع أن إنتاج القمح سينخفض بنسبة 17 بالمئة في محافظة نينوى نتيجة للجفاف، أما في إقليم كردستان العراق فمن المتوقع أن ينخفض الإنتاج بمقدار النصف.وتعكس هذه الأرقام المفزعة، فداحة الأزمة التي تعصف بالعراق جراء الجفاف والتصحر وتراجع منسوب المياه الجوفية، وتراجع القطاعات الزراعية والانتاجية الأخرى المترابطة، بما يهدد الأمن الغذائي والمائي للبلاد .

يخسرون كل شيء

ويقول المزارع العراقي حسن عارف، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" :"مع الجفاف وشح المياه الحاد، وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وغيرها من مستلزمات زراعية، ومع ركود الأسواق جراء الأزمات الصحية والاقتصادية، فإن ما نصرفه من أموال على مزروعاتنا يذهب سدى، كوننا لا نستفيد شيئا وفقط بل ونخسر ماديا أيضا، ناهيك عن خسارة جهودنا وتعبنا".وللوقوف على مخاطر هذه الأزمة المركبة، التي تهدد بكوارث تطال لقمة عيش العراقيين وشربة مائهم، يقول رمضان حمزة كبير خبراء الإستراتيجيات والسياسات المائية، وعضو هيئة التدريس بجامعة دهوك العراقية، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية" :"يعاني العراق أزمة جفاف حادة، حيث تواجه المنطقة بأكملها ظروفا مناخية جافة بشكل غير طبيعي".وتابع حمزة: "وأكثر من 50 بالمئة منها تعاني بالفعل من جفاف شديد، فالعديد من الأنهار تشهد ندرة المياه ونفوق الأسماك وهبوط مناسيب الآبار المائية".

المؤشرات كلها سلبية ويضيف "ثمة العديد من الطرق لقياس الجفاف، ولكن جميع المؤشرات في العراق تروي لنا قصص كئيبة، فهطول الأمطار أقل من نصف المعدل الطبيعي تقريبا، وخزانات السدود على نهري دجلة والفرات تدنت مستوياتها بشكل قياسي، فمثلا مستويات التخزين في أكبر خزانين طبيعيين وهما الثرثار والحبانية هي بحدود 40 بالمئة، وهي أقل بكثير من المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام، وعيون وينابع كانت مصدر مياه شرب وزراعة للكثير من القرى والأرياف، لم تعد كما كانت في السنوات السابقة". ويتابع: "آثار الجفاف وظروفه القاسية التي تجتاح العراق الآن لها عواقب وخيمة على الناس والبيئة والطبيعة، فالمجتمعات الصغيرة والريفية، وكثير منها لديها نسبة أكبر من الأسر ذات الدخل المنخفض، غالبا ما يشعرون بأسوأ الآثار". ويضيف حمزة "تتعرض النظم البيئية للمياه العذبة لخطر جسيم من تدفقات المياه المنخفضة من دول الجوار المائي للعراق، تركيا وإيران، وارتفاع درجات الحرارة، وتتفاقم مشاكل جودة المياه بسبب زيادة تركيز الأملاح والملوثات وانخفاض مستويات الأكسجين، كما ويؤدي نقص المياه السطحية للزراعة إلى مزيد من ضخ المياه الجوفية، ويؤدي استمرار السحب على المكشوف إلى هبوط الأرض، وتجفيف الآبار المائية، والاخلال بتخزين ونسب المياه الجوفية".

وعن سبل تغلب المزارعين العراقيين على مشكلات الجفاف، يقول حمزة: "لمواجهة نقص المياه، يتعين على المزارعين البحث عن إمدادات وممارسات بديلة، مثل تغيير أنواع المحاصيل المزروعة، وتركيب أنظمة ري فعالة، مع توسع الجهود المبذولة لتنفيذ الإدارة المستدامة للمياه".ويردف: "لا بد من إستجابات مناسبة وفعالة لمكافحة الجفاف، لجهة تطوير كفاءة استخدامات المياه في المناطق الحضرية والزراعية، والتوسع في مصادر المياه غير التقليدية مثل حصاد المياه ومياه الأمطار والمياه المعاد تدويرها، والتغيرات الطوعية في السلوك الاستهلاكي، فكل ذلك يمكن أن يساعد في التقليل من حدة هذا الجفاف".ويستطرد: "حان الوقت لتتبنى الحكومة العراقية ترجمة خطط الأمن المائي لإجراءات ملموسة، ويجب أن تتوافق هذه الخطط مع الموارد المناسبة، وتوفير التمويل المستدام لمشاريع الري والمياه، وتأسيس الأطر التنظيمية الفعالة غير التقليدية ، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الأمن المائي من أجل التنمية المستدامة، لأن الهياكل الإدارية الحالية لكل من أنظمة مياه الشرب والري تتميز بضعف الإدارة وقوانين المياه غير المتسقة".

التراجع الرهيب بالموارد ويكمل الأستاذ في جامعة دهوك: "الميزان المائي في العراق اختل كثيرا، بمرور الوقت بحيث تحول العراق كدولة تتميز بالوفرة المائية، لدولة تعاني من شبح العطش، فهو لأواخر السبعينيات كان في حالة الفائض المائي، حينما كان حجم الموارد المائية أكبر من حجم الاحتياجات المائية لكافة القطاعات في العراق، وبعدها تحول لحالة التوازن المائي في الثمانينيات ولنهاية عام 2000، حيث كان يتعادل الطلب على المياه مع المتوفر منها".وأصبح العراق يعاني من حالة العجز المائي، حينما أصبحت موارده المائية أقل وبكثير من المطلوب لتلبية الاحتياجات اللازمة للزراعة والقطاعات الأخرى، وفق الأكاديمي العراقي.

قد يهمك ايضا 

الملايين في العراق وسورية ولبنان معرضون لفقدان الغذاء والمياه

العراق يضع خطة جديدة لتعزيز حماية أرتال التحالف الدولي مع استمرار هدنة الفصائل

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجفاف والتصحر يضربان العراق و أكثر من 12 مليون نسمة في  العراق وسوريا لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه الجفاف والتصحر يضربان العراق و أكثر من 12 مليون نسمة في  العراق وسوريا لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab