المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف
آخر تحديث GMT22:51:24
 العرب اليوم -

المغرب يعاني من "صداع" حرائق الغابات في الصيف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغرب يعاني من "صداع" حرائق الغابات في الصيف

تغير المناخ
الرباط - العرب اليوم

في صيف كل عام يسجل المغرب حصيلة ثقيلة من حرائق الغابات، إما نتيجة تغير المناخ أو بسبب التدخلات البشرية، مما يؤدي إلى تكبد البلاد خسائر مادية فادحة، فضلا عن التداعيات البيئية وكانت أحدث هذه الحرائق في منتصف مايو الجاري في غابات "الزميج" بمدينة طنجة شمال المغرب، وتمت السيطرة على الحريق من طرف عناصر الإطفاء وكان حريق ضخم شب في يوليو من العام الماضي في المنطقة ذاتها، وأتى على قرابة  36 هكتارا من أراضي الغابة التي يطلق عليها "الدبلوماسية" ويعتبر عدد الحرائق ومساحة الأراضي المتلفة مرتفعا نسبيا، مقارنة بمعدل التشجير الضعيف بالبلاد، وكذلك بسبب جفاف المناخ التي تصعب من عملية إعادة تشكيل المناطق المشجرة.

المنطقة الشرقية في الصدارة

ويقول الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ مصطفى بنرامل لموقع "سكاي نيوز عربية" إن حصيلة المساحات المتضررة من حرائق الغابات بالمغرب خلال 8 أشهر من عام 2020 قدرت بمساحة 1277 هكتارا واعتبر أن هذه الحصيلة تمثل انخفاضا بـ30 بالمئة مقارنة بالمعدل العشري (2010- 2020).

وأضاف أن هذه السنة تميزت بمحدودية عدد الحرائق والمساحات التي اجتاحتها النيران على الصعيد الوطني، حيث لم يتم تسجيل إلا 157 حريقا في الغابات، أي بانخفاض قدره 43 بالمئة مقارنة بالمعدل المسجل في الفترة نفسها خلال العشر سنوات الأخيرة و80 بالمئة من المساحة المتضررة تم تسجيلها في حريق واحد وهو حريق بمدينة المضيق شمال المغرب (غابة حوز الملاليين) واعتمادا على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحرائق، يؤكد الخبير البيئي، أن المنطقة الشرقية (الناظور، بركان وتاوريرت) تأتي في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق (60 حريقا)، حيث أن المساحة التي اندلعت فيها النيران تقدر بـ 244 هكتار.

وتليها منطقة الريف (شفشاون، تطوان، طنجة، العرائش ووزان) التي اجتاحت فيها النيران مساحة تقدر بـ106 هكتار من خلال 66 حريق وأما على مستوى التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة بالجنوب، يبرز بنرامل، أن المنطقة الجنوبية الغربية (تارودانت وتيزنيت وأكادير وشتوكة آيت باها)، تأتي في المقدمة، من خلال اندلاع 46 حريقا هم 535 هكتار، يليها الأطلس الكبير (الصويرة ومراكش وشيشاوة) بـ15 حريقا مس 239 هكتارا وحسب أرقام رسمية لقطاع المياه والغابات، فإن حوالى 19 بالمئة من المساحة الإجمالية للغابات بالمغرب تتهددها أخطار الحرائق الموسمية خلال فصل الصيف، أي ما يعادل مليون هكتار خصوصا أن 62 بالمئة من الحرائق التي يشهدها المغرب كلها تتركز بالمناطق الشمالية والشرقية.

 مطالب برفع درجة الوعي

وتتسبب هذه الحرائق في خسائر مادية كبيرة تؤدي لانعكاسات اقتصادية واجتماعية وبيئية وخيمة، مما يستوجب، حسب الخبير البيئي ذاته، ضرورة اتخاذ تدابير استباقية للحد من أسباب الحرائق، ورفع مستوى وعي المواطنين وتحسيسهم بمخاطر الحرائق، وتجهيز الوحدات الغابوية بآليات التدخل الأولي ومن جهته، قال حميل رشيل، وهو خبير بيئي لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المغرب يعد من البلدان المتوسطية التي تتأثر بحرائق الغابات حيث بلغ إجمالي المساحة المتضررة أكثر من 2414 هكتار، ومن ضمن المناطق المتضررة، منطقة الرباط التي أتى 11 حريقا على 70 هكتار،

بينما بمنطقة الشمال الغربي 31 حريق أتى على 54 هكتار ويصف رشيل أن حرائق الغابات تنعكس سلبا على التنمية المستدامة، مطالبا بتكثيف الجهود من أجل تجديد الغابة بالاعتماد على أنواع الشتائل الخاصة لهذه الرقع الخضراء، وتوفير تجهيزات من الحرائق، وتعزيز دوريات المراقبة للإنذار المبكر وطالب باستحداث أبراج جديدة للمراقبة والتنبؤ السريع، واتخاذ التدابير الوقائية والبرامج التحسيسية والتوعوية، وذلك في إطار مخطط محاربة الحرائق، ثم إحداث مركز وطني لتدبير المخاطر المناخية والإشراف على برنامج الوقاية والتنبؤ، وتحسين كفاءة وعلمية التنسيق للنهوض بالغابة بشكل تنموي.

استراتيجية وطنية للحفاظ على الغابة

وكان المغرب وضع استراتيجية وطنية (2020- 2030) تهدف إلى إعادة تغطية أكثر من 133 ألف هكتار من الغابات وخلق 27 ألف و500 منصب شغل مباشر إضافي، فضلا على بلوغ عائدات تثمين سلاسل الإنتاج والسياحة البيئية لبلوغ قيمة تجارية سنوية تصل إلى 5 ملايين درهم وتهدف الاستراتيجية الوطنية التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى معالجة إشكالية التدهور وإنشاء توازن بين الحفاظ على الغابة ومواردها وتطويرها وتسعى أيضا تعزيز تنافسية القطاع وضمان عصرنته، ومصالحة المواطنين مع الغابة، وتطوير موروث غابوي لفائدة كافة الأجيال والفئات الاجتماعية، حسب نموذج تدبير مستدام ومندمج ومدر للثروة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الإمارات تقدم طلبا لاستضافة الدورة 28 لمؤتمر بشأن تغير المناخ

تغير المناخ قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة النفايات الفضائية ويجعلها أسوأ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:53 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 22:04 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو يوسف يكشف تفاصيل فيلمه الجديد درويش
 العرب اليوم - عمرو يوسف يكشف تفاصيل فيلمه الجديد درويش

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 04:44 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

GMT 20:58 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

العملات المشفرة ترتفع وبيتكوين تتخطى 68 ألف دولار

GMT 07:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استئناف الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

GMT 04:52 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تؤجل اختبار صاروخها الفضائي الجديد

GMT 01:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف بلدة دبين جنوب لبنان

GMT 02:19 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن نقل 11 مصابًا جراء الصواريخ إلى المستشفيات

GMT 14:16 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تشن هجوما على ترامب وتنتقد تعليقه بشأن النساء

GMT 14:18 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تمنح 270 مليون دولار مساعدات للمتضررين من الفيضانات

GMT 07:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل مسلحة عراقية تعلن استهداف 6 مواقع حيوية داخل إسرائيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab