يحصل 51 في المئة من اليمنيين على جزء كبير من الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية، إذ تزايدت معدّلات الاعتماد عليها منذ عام 2014، بعدما فاقم اضّطراب الأوضاع الأمنية والسياسية والحرب أزمة الوقود والكهرباء، وفقاً لنتائج دراسة أصدرتها "مؤسّسة برسنت لبحوث الرأي" اليمنية، شملت عيّنة وطنية من ألف مستجيب في كل المحافظات اليمنية.
وقال 21 في المئة من المستطلعين إنهم يعتمدون على مصادر تقليدية أخرى منها الشبكات العامة و المولّدات، في حين لا يتوافر لدى 28 في المئة منهم أي مصدر من مصادر الكهرباء للحصول على الضوء أو تشغيل أجهزة منزلية، يعيش نحو 25 في المئة منهم في مناطق حضرية.
وأفادت الدراسة بأن استخدام الألواح الشمسية مصدراً للكهرباء يقتصر على توفير الضوء وتشغيل التلفاز أحياناً، بسبب تردّي الوضع الاقتصادي للسكان وارتفاع كلفة هذه التقنية.
وقال ثلث مستخدمي الألواح الشمسية إنهم بالكاد يستخدمونها لتشغيل مصابيح الإضاءة، في حين ذكر بعضهم أنهم يستخدمونها لتشغيل التلفاز والمصابيح، فيما نسبة قليلة جداً تستخدمها لتشغيل أجهزة كهربائية أخرى.
ولفتت إلى أن المحافظات الشمالية والوسطى هي الأكثر استخداماً لألواح الطاقة الشمسية مصدراً للطاقة، سواءً كانت المصدر الوحيد أو أحد مصادر الطاقة، وتقل النسبة كلّما اتّجهنا جنوباً وشرقاً.
وعزت إلى توافر مصادر تقليدية للطاقة في هذه المناطق لفترات أطول من غيرها، مؤكدة أن الوضع الاقتصادي السيئ كان حاسماً في الحد من قدرة اليمنيين على الحصول على بدائل.
ولم تأخذ الدراسة في الاعتبار مدّة توافر الكهرباء والتي قد تكون لساعات محدودة، سواء من المصادر التقليدية أو غيرها.
ولم تغطِّ تفاصيل كثيرة متعلّقة بحجم استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، لكنها أشارت إلى أن أنواعاً من المصابيح الاقتصادية اكتسحت السوق اليمنية خلال هذه الفترة، خصوصاً في مناطق استخدام الطاقة الشمسية، وانتشرت مصابيح وأجهزة كهربائية تعمل بنظام 12 فولتاً بدلاً من 220.
واعتبرت الدراسة أن تجربة هذا المصدر للكهرباء في شكل عملي، وارتفاع أسعار الوقود إلى مستويات عالية جداً، دفعا البعض إلى استخدامه في القطاع الزراعي لتشغيل مضخّات المياه، لكن هذه التجربة لا تزال محدودة ومكلفة جداً بالنسبة الى معظم المزارعين.
وتراوح كلفة منظومة الطاقة الشمسية لتشغيل مضخّة بين 12 و27 ألف دولار، وفقاً للمزارعين.
وقدّر دليل الطاقة الشمسية في اليمن 2017، الصادر أخيراً عن "مؤسّسة مساندة للتنمية" بالتنسيق مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "جي آي زد"، عدد الشركات العاملة في سوق الطاقة الشمسية في اليمن بـ500 شركة تقدّم الألواح الشمسية والعاكسات والمضخّات ومنظِّمات الشحن والبطّاريات ومضخّات المياه.
ومنذ 13 نيسان/أبريل 2015، حُرمت المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإنقلابية من الكهرباء تماماً، نتيجة توقّف محطّة مأرب الغازية، بقدرة 341 ميغاواط والمزوّد الرئيس للكهرباء، عن الخدمة بسبب الاعتداءات التخريبية والحرب، فيما تشهد المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية انقطاعات متكرّرة للكهرباء ولساعات طويلة.
أرسل تعليقك