أديس أبابا - العرب اليوم
في مشاهد لا تجدها إلا في إثيوبيا، وعلى الطرقات والشوارع العامة بمحافظة سلطي بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، تجد الضباع إلى جانب الكلاب تتشارك الرزق فيما بينها، من قطع اللحوم الملقاة هنا في منطقة قيبت بمحافظة سلطي، تعيش الضباع المتوحشة مع الحيوانات الأليفة في وئام وانسجام، كما أن سكان المدينة يتعاملون مع الأمر بشكل شبه مألوف، وما بين الضباع والكلاب والمواطنين معاملات يسودها الاحترام المتبادل وتعد محافظة سلطي واحدة من عدة مناطق لها إدارة خاصة بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، وتقطنها إحدى قوميات إثيوبيا ذات الأغلبية المسلمة.
وقال أشنافي خضر، أحد سكان المنطقة، يمكن أن ترى الكلاب والضباع تأكل في هذه المنطقة، وحتى أهالي المنطقة لا يخافون من الضباع لأنهم واثقون بأن هذه الحيوانات التي تعتبر متوحشة لا تضرهم ولا تتعرض إلى مواشيهم أيضا وأوضح خضر، أن الضباع في هذه المناطق تخرج من مخابئها قبيل وقت المغرب وتتجول في المنطقة، مشيرا إلى أن أهالي المنطقة يعرفون أن الضباع لن تؤذيهم أما متكو، من سكان المنطقة أيضا، فركز حديثه على الصفات التي يمتاز بها الضبع في منطقته، وقال إن "الضبع يمتاز بأمانته ومدى تعايشه مع أهالي المنطقة، ولم أسمع قط أن الضبع هاجم أو أوقع أذى على الناس وممتلكاتهم، كما لم أسمع أن مواطنا أذى أي ضبع وكأن بينهما اتفاقا"، مشيرا إلى أن الضباع بالمنطقة تشرب من المياه التي يقدمها لهم المواطنون أمام المنازل.
وتحولت العلاقة بين الضباع وسكان المنطقة إلى علاقة حميمة لأبعد مستوى، فهناك شباب ينشطون في توزيع اللحوم بين الضباع والكلاب، وهو ما زاد من اقتراب هذه الحيوانات من بعضها. وأما هيوت شاني، التي تحدثت بفخر عن كيفية تعايش السكان مع الضباع، فقالت: "تغذية الضباع باليد يمكن أن تشاهدها في مدينة هرر شرق إثيوبيا التي اشتهرت بذلك، لكنها تتم في الظلام" وأضافت: "تتميز منطقتنا بأن المواطنين يتعاملون مع الضباع وسط النهار، وهو ما يميز هذه المنطقة، حيث يأتي الضبع إلى المدينة نهارا ودون خوف، وحتى صباحا يمكن أن تشاهد الضبع على الشارع".
وأشارت شاني إلى أن هذه الظاهرة الغريبة والفريدة يمكن أن نستفيد منها كآلية لجذب السياحة أو للمتخصصين في إجراء الدراسات والبحوث حول الحيوانات المتوحشة وسلوكياتها ومدينة هرر التي أشارت إليها هيوت شاني خلال حديثها، هي إحدى مدن شرق إثيوبيا وهي رئاسة إقليم يحمل اسم المدينة نفسها وتشتهر مدينة هرر بتقليد إطعام الضباع من قبل السكان عند أبواب المدينة، حيث يضعون الطعام في طرف عصا قصيرة يمسكونها بالفم، ليقترب الضبع كثيرا منهم ويلتقط الطعام ولا يعرف أصل هذا التقليد تحديدا، وهو يمثل نقطة جذب سياحية وميزة تتفرد بها تلك المدينة التاريخية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
اكتشاف أقدم دليل لاستئناس الكلاب في الجزيرة العربية في العُلا
الضباع تنهش شيخًا وهو نائم في كوخه بزيمبابوي
أرسل تعليقك