واشنطن ـ العرب اليوم
أظهرت دراسة حديثة نشرت في دورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز" أن القطب الشمالي شهد تحذيرات بيئية متزايدة على مدار الأربعين عامًا الماضية، وأشارت إلى أن عدة مناطق في سيبيريا، الأقاليم الشمالية الغربية الكندية، وألاسكا هي الأكثر تأثرًا بتغير المناخ.
دراسة الباحثين في هذه المنطقة سلطت الضوء على الأنظمة البيئية في القطب الشمالي التي تشهد تغييرات سريعة في المناخ أكثر من أي مكان آخر على كوكب الأرض، موضحةً أن هذه المناطق تحتوي على "تربة صقيعية" وهي الأرض التي تظل مجمدة طوال العام. وقد تعرضت هذه المناطق لارتفاعات شديدة في درجات الحرارة والجفاف في السنوات الأخيرة، مما يزيد من القلق بشأن المستقبل البيئي لتلك المناطق.
باستخدام بيانات جغرافية طويلة الأمد تمتد لأكثر من 30 عامًا، قام فريق من الباحثين من مركز "وودويل" لأبحاث المناخ وجامعتَي "أوسلو"، و"مونتانا"، ومعهد أبحاث النظم البيئية، وجامعة "ليدا" بتحديد "النقاط الساخنة" البيئية في القطب الشمالي، التي تعرضت لتغيرات مناخية ملحوظة.
ووفقًا للدراسة، فإن أكبر زيادات في درجات الحرارة بين 1997 و2020 كانت في التندرا السيبيرية الشرقية، حيث شهدت 99% من منطقة التندرا في أوراسيا زيادة ملحوظة في درجات الحرارة. وفي الوقت نفسه، تم تسجيل زيادات في الفيضانات في بعض مناطق أمريكا الشمالية مثل ألاسكا وكندا الوسطى، في حين سجلت مناطق أخرى، مثل سيبيريا والأقاليم الشمالية الكندية، المزيد من الجفاف.
وتعد "التربة الصقيعية" عنصراً مشتركاً في معظم المناطق التي تعرضت لتأثيرات كبيرة من تغير المناخ. ويُعتبر ذوبان هذه التربة من أكبر القضايا البيئية التي تثير القلق، حيث أنها تحتوي على كميات ضخمة من الكربون الذي قد يتم إطلاقه على شكل غازات دفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يسهم في تسريع وتيرة الاحترار العالمي.
يُظهر الباحثون أن ذوبان "التربة الصقيعية" قد يؤدي إلى تغييرات بيئية كبيرة، بما في ذلك زيادة الفيضانات الناتجة عن ذوبان الجليد وارتفاع المياه السطحية، بالإضافة إلى تأثيره الكبير على الأنظمة البيئية المحلية من حيث التنوع البيولوجي.
وأوضحت الدراسة أن خرائط "النقاط الساخنة" البيئية ستكون أداة فعالة في اتخاذ قرارات إدارة المناخ، حيث توفر رؤية دقيقة للظروف المتغيرة التي تشهدها الأرض، مما يساعد في وضع استراتيجيات للحفاظ على البيئة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
التقاط لحظة اصطياد الدب القطبي لحيوان الرنة لأول مرة في الدائرة القطبية الشمالية
الدب القطبي يعيش مع نزلاء فندق صيني في إقليم هيلونغجيانغ
أرسل تعليقك