منازل تعيش على العطش في زاكورة المغربية ومحاولات لتحسين أوضاعهم
آخر تحديث GMT16:53:33
 العرب اليوم -

يصطف الأهالي في طوابير طويلة لأخذ حصتهم القليلة من الماء

منازل تعيش على العطش في زاكورة المغربية ومحاولات لتحسين أوضاعهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - منازل تعيش على العطش في زاكورة المغربية ومحاولات لتحسين أوضاعهم

أزمة المياه في زاكورة المغربية

الرباط ـ سعيد بونوار ينبغي عليك أن تشرب وتطبخ وتغتسل وتستحم وتنظف الملابس والبيت لأكثر من أسبوعين بخمسة لترات من الماء الصالح للشرب، في مواجهة درجة حرارة تتجاوز خمسًا وأربعين درجة في أحسن الأحوال، واقع مر يعيش عليه أبناء زاوية سيدي صالح في مدينة زاكورة المغربية، التي أضحت وجهة سياحية مفضلة لعشاق الصحاري، أسر وعائلات لا أحاديث لها غير الماء النادر وسبل الحفاظ عليه، إذ بات لزامًا على سكان تتجاوز أعدادهم الـ 2500 مواطن أن يصطفوا في طوابير طويلة لحصولهم على حصتهم من الماء من أنبوب شاحنة بصهريج تخلف موعدها مرارًا، وتمر مرة كل أسبوعين.
وتظهر على بعد كيلومترات من مركز القرية، التي كانت معبر القوافل العربية المتجهة إلى تمبكتو للتجارة، شقوق على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت ترفل تحت ظلال النخيل الوارفة، وتعيش على مياه الواحات قبل أن تمتد إليها رمال التصحر، وتتكالب الأمراض على سعف النخيل، ويضطر أبناؤها إلى الهجرة الداخلية والخارجية بحثًا عن آفاق عيش جديدة، دواوير تعيش اليوم وضعًا إنسانيًا مزريًا قوامه "الماء ولا شيء غير الماء".
ومع الفقر والمعاناة التي يعيشها سكان القرية، والتي تنطبق على معظم دواوير المنطقة وتكاد تكون صورة مكررة في المغرب يُجبر السكان الفقراء على أداء درهمين ونصف (أقل من ربع دولار) مقابل الحصول على الحصة المذكورة من الماء.
ويرى عدد من سكان الدوار أنهم يضطرون إلى استكمال حياتهم اليومية في البحث عن الماء المالح الذي يستعملونه للطهي والاغتسال والشرب إذا استلزمت الضرورة، ولا غرابة أن تُصدم وأنت تشكو العطش من رفض لتسليمك جرعة ماء، لأن تضييعه معناه الموت في أجواء صحراوية حارقة، فالماء عندهم أشبه بثروة لا تقدر بثمن، وتحتاج إلى حسن استعمال.
وقال مصدر مسؤول من المكتب الوطني للصالح للشرب لـ"المغرب اليوم": "إن الحكومة تدرك أن عددًا من القرى والدواوير تعيش أزمة ماء، وأنها شرعت في اتخاذ تدابير عاجلة ومنها بناء مراكز "تحلية"، إذ ستشهد زاوية سيدي صالح افتتاح مركز التحلية الذي سيمكن سكان المنطقة من الماء لكن بضرورة اقتصاده.
وفي عز الظهيرة، ترمق نساء وفتيات يحملن قنينات ماء متوجهات إلى بئر بماء مالح ينتظرن دورهن لملء القنينات والعودة عند الغروب إلى البيت، وتقول إحداهن إن شغل المرأة في هذه الربوع مقتصر على جلب الماء واليقظة والحذر لعدم هدره وضياعه.
ويُطالَب السكان بعدم الاستحمام أو غسل الوجه صباحًا أو الانتعاش بـ"دش بارد"، فقطرة ماء واحدة تعني الحياة.

 
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منازل تعيش على العطش في زاكورة المغربية ومحاولات لتحسين أوضاعهم منازل تعيش على العطش في زاكورة المغربية ومحاولات لتحسين أوضاعهم



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab