واشنطن - عادل سلامة
تترك القطط شبيه الدب، رائحة قوية تشبه الفيشار اينما ذهبت. وكانت الرائحة لغزا محيرا إلا أن علماء من جامعة "ديوك" في الولايات المتحدة أرجعوا هذه الرائحة إلى مادة كيميائية موجودة في بول الحيوان، لكنهم لا يزالون غير متأكدين من كيفية صنع هذه الرائحة. ويعرف هذا المخلوق باسم binturongs وهو ليس دبا أو قطا لكنه يرتبط بقطط الزباد.
ويعيش المخلوق حياة انفرادية في غابات جنوب شرق آسيا، ويبلغ طول جسمه 84 سم ويزن 22 كيلو غرام ويغطي جسده الفراء، ويبدو أن وجودهم المنفرد هو السبب في هذه الرائحة القوية دفاعا عن الأراضي ضد المنافسين وجذبا للشركاء. وبعد تحليل إفرازات غدد هذا الكائن أصبح العلماء في حيرة حيث أنهم لم يكتشفوا أي شيء منتج لهذه الرائحة القوية في الفم. وتحول العلماء إلى تحليل بول الحيوان باستخدام تقنية تحليل متطورة في المختبر وحددوا 29 مركَّبا كيميائيا منفصلا، وكان بين هذه المركبات "الأسيتيل" و"بيرولين" أو (2AP ) وهي نفس المادة الكيميائية التي تكسب الفشار رائحة لذيذة، وعند الطهي تنتج هذه المادة الكيميائية من خلال تفاعل "ميلارد" والذي يحدث فقط عند درجة حرارة 140 درجة مئوية.
ويعد تفاعل "ميلارد" هو المسؤول عن رائحة الخبز المحمص اللذيذة والأرز المطبوخ وشريحة اللحم المجفف، وذكرت كريستين دريا، أستاذ الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة ديوك والتي قادت الدراسة " لصنع هذا المركَّب تحتاج إلى استخدام درجات حرارة أعلى من تلك التي تحققها الحيوانات". وفحص الباحثون طعام هذا الكائن لكنهم لم يجدوا أي شيء يحتوي على (2AP )، وتوصل الباحثون إلى أن البكتيريا في أمعاء هذا الحيوان تقوم بتوليفة بطريقة أو بأخرى لتكوين هذا المركب الكيميائي.
ويرجع انتشارهذه الرائحة القوية إلى جلوس هذا المخلوق القرفصاء عند التبول ما يجعل البول يصل إلى أقدامهم وذيولهم ذات الفراء الكثيف، وأثناء تجول الكائن في جميع أنحاء الغابات فإنه يترك أثرا من رائحة الفوشار في كل مكان يذهب إليه.
أرسل تعليقك