بانكوك ـ جاد منصور
اكتشف الباحثون سمكة عمياء تعيش في الكهوف في شمال تايلاند، ما أعطاهم لمحة نادرة عن العمليات التطورية التي جرت قبل نحو 400 مليون عاما. وتستطيع السمكة غير العادية المشي وتسلق الصخور في الشلالات والانتقال على نحو مماثل لحيوان "السلمندر"، ويطلق عليها اسم Cryptotora thamicola. وتتشابه سمكة الكهف في بعض الخصائص مع رباعيات الأرجل عندما انتقلت من الماء إلى اليابسة خلال العصر "الديفوني".
ويقول الباحثون أن "سمكة الكهف ليست السمكة الوحيدة التي تغادر الماء، وأن لها هيكلاً عظمياً فريداَ من نوعه يجعلها تشبه حيوان "السلمندر"، وأشاروا الى أن هناك أسماكاً أخرى يمكنها تسلق الشلالات وتستخدم التموج أو الامتصاص للخروج من الماء. وتمشي سمكة الكهف في ما يعرف بالتسلسل الجانبي، وهي الطريقة التى تستخدمها جميع الحيوانات من رباعيات الأرجل. ولوحظ أن سمكة الكهف تمشي على كل الأسطح الصلبة والناعمة باتجاه المياة المتدفقة، بينما يبقى جسمها على الأرض.
ووصف الباحثون هذه النتائج في ورقة بحثية نشرت في مجلة Nature Scientific Reports.، وقال بروكي إي فلامينغ من قسم العلوم البيولوجية في معهد "نيو جيرسي للتكنولوجيا "، إن هذ السمكة تمتلك خصائص "مورفولوجية" نسبت فيما سبق إلى رباعيات الأرجل، ويسمح العمود الفقري بدعم جسم السمكة ضد الجاذبية، ويوفر عدة مواقع للعضلات للمشي".
وضم فريق الباحثين جولي ماركويز ودافي سواريس من معهد "نيوجيرسي للتكنولوجيا"، وأبينيون سوفارنركاش من كلية "تكنولوجيا المصايد والموارد المائية" في جامعة تايلاند.
ووجد هؤلاء الباحثون أن "هذه الأسماك لديها حزام حوضي معقد غير موجود في الأسماك الأخرى والتي عادة ما تضم عظام حوض فضفاضة. وتتميز سمكة الكهف بخصائص تطورية مرتبطة بالانتقال من الماء إلى الأرض، بما في ذلك العمود الفقري العصبي وعمليات الاستقرار الدعم خارج الماء. وقال فلامينغ: " هذا البحث يعطينا نظرة ثاقبة عن ليونة جسم السمكة والمميزات المورفولوجية التي شوهدت في تطور رباعيات الأرجل".
وتتشابه علامات مشي سمكة الكهف مع مسارات رباعيات الأرجل تحت الماء في فترة العصر الديفوني، ويعتقد الباحثون أن سمكة الكهف طورت بعض الصفات التي لا تتواجد في الأسماك الأخرى، وربما تساعد الآثار التطورية لمشي السمكة، الباحثين في فهم أفضل للتغيرات التشريحية التي تحدث مع تحرك الحيوانات باتجاه اليابسة، فضلا عن الزعانف التي تتحول إلى أطراف لها.
أرسل تعليقك