كابول ـ العرب اليوم
قال مسؤول رفيع المستوى في طالبان، إن ارتداء البرقع للنساء، "لن يكون إلزاميا"، كما كان في السابق إبان حكم الحركة قبل الغزو الأميركي لأفغانستان.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للجماعة في الدوحة سهيل شاهين لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية: "البرقع ليس الحجاب الوحيد الذي يمكن الالتزام به، فهناك أنواع مختلفة من الحجاب".
وحذرت العديد من الدول والجماعات الحقوقية بشأن مصير تعليم المرأة في أفغانستان بعدما أصبحت في أيدي المسلحين الذين دخلوا العاصمة كابول، الأحد.
لكن شاهين سعى أيضا إلى طمأنة الأفغان حول هذا الموضوع، وأوضح أنّ النساء "يمكنهن التعلم من المرحلة الابتدائية إلى التعليم العالي، وهذا يعني الجامعة"، مضيفا: "لقد أعلنا هذه السياسة في المؤتمرات الدولية ومؤتمر موسكو وهنا في مؤتمر الدوحة" التي استضافت المحادثات السياسية.
وأضاف أن آلاف المدارس في المناطق التي سيطرت عليها طالبان ما زالت تعمل.
رغم أن حركة طالبان بعثت برسائل طمأنة إلى النساء في أفغاستان، بعدما سيطرت على البلاد، إلا أن ذلك لم يمنع القلق من التسلل في قلوب النساء.
وتقول طالبان إنها ستسمح للنساء بالعمل والدراسة في ظل العهد الجديد، بعدما سقطت حكومة الرئيس أشرف غني سريعا أمام مقاتلي الحركة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحركة ستلتزم بهذا الوعد أم أن الأمر مجرد "دعاية".
وبدأت ملامح القلق من العهد الجديد في الظهور سريعا، إذ ارتفعت أسعار "البرقع"، وهو الزي الذي كانت تفرضه حركة طالبان على النساء، إبان فترة حكمها السابق أواخر التسعينيات.
وسارعت محال صالونات التجميل إلى إزالة صورة العرائس التي كانت تزين واجهات تلك المحال، كما رصدت عدسات المصورين في العاصمة الأفغانية كابل.
وتقول شبكة "سي أن أن" الأميركية إن استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان كان سريعا، لدرجة أن النساء كثيرات وجدن أنفسهن بلا "برقع"، الزي النسائي الملازم لحركة طالبان.
ونقلت عن امرأة رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إنه لم يكن لدى أسرتها سوى برقع أو اثنين، لتتشاركه مع أختها وأمها.
وأضافت: "إذا تفاقم الأمر، ولم يكن لدينا برقع، ربما نستعين بملاءة (مفرش) سرير أو شيء آخر لجعلها برقعا".
وارتفعت أسعار البرقع في العاصمة كابل بأكثر من عشرة أضعاف، حيث تسابقت النساء لشراء هذا الزي قبل وصول مسلحي الحركة، وفق امرأة في المدينة لم يتم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية.
ولم تتمكن بعض النسوة من شراء هذا الزي بسبب إقفال المحال التجارية أبوابها، مع سيطرة طالبان على المدينة.
وقالت المرأة إن ما حدث لم يكن متوقعا بهذه السرعة، فالاعتقاد السائد كان بأن الأمر سيستمر لمدة عام أو نحو ذلك. وتخشى حاليا على حياتها.
وأضافت لقد ناضلت المرأة لسنوات لكي تحصل على أبسط حقوقها، فهل سنعود لنفس المربع للحصول على نفس الأشياء.
وكانت طالبان قد حكمت معظم أرجاء أفغانستان بين عامي 1996 و2001، حيث أغلقت مدارس الفتيات ومنعت النساء من العمل، وبعد الغزو الأميركي عام 2001 وسقوط نظام حكمها، خفت القيود المفروضة تدريجيا على النساء.
ونالت المرأة الأفغانية حقوقا كبيرة، خلال العقدين الماضيين، مثل قانون تجريم العنف ضد المرأة والزواج القسري، وصار منع النساء من العمل والدراسة أمرا غير قانوني.
تقول فرزانا كوتشاي، التي كانت عضوة في البرلمان الأفغاني، إنها لا تعرف ما الذي سيحدث بعد سيطرة طالبان.
وأضافت أنه لم يكن هناك إعلان واضح من جانب طالبان بشأن الحكومة المقبلة، وهل إذا ما كانت الحكومة ستشمل برلمانا أم لا.
وكوتشاي قلقة بشأن حرياتها كمرأة، وتقول: "هذا شيء يقلقني أكثر".كل امرأة تفكر في هذا".
ولم يعد هناك دموع تذرفها باشتانا دوراني، المديرة التنفيذية لمنظمة غير ربحية تركز على تعليم النساء، فقد بكت كثيرا حد الانتحاب.
وقالت: "لقد بكيت كثيرا ولم يعد هناك المزيد من الدموع في عيني. تلقيت رسائل نصية من الأولاد والبنات على حد سواء ، الذين يئسوا من أن سنوات الدراسة كأنها أصبحت هباء منثورا".
وأضافت أن طالبان تحدثت مرارا عن تعليم الفتيات، لكنهم لم يحددوا ما يعنيه ذلك.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك