الرياض ـ العرب اليوم
قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ فيصل غزاوي إن مما ابتليت به مجتمعات المسلمين أخيراً وكان من معاول هدم العلاقات الأسرية والأواصر الاجتماعية قيام بعض النساء بمخالعة أزواجهنّ لغير سبب شرعي أو لأتفه الأسباب بحجة أن تصبح المختلعة حرة غير مقيدة وقد يسول لها الشيطان بعد مخالعتها زوجها إقامة علاقة محرّمة مذمومة، تأثراً بشبهات وأفكار مسمومة، تتجرّع من جرائها الويلات وتجني من ورائها الحسرات وأضاف “غزاوي” في خطبة الجمعة اليوم من بيت الله الحرام بمكة المكرمة أن الغيرة من طباع الفطرة الإنسانية السوية، مشيرا إلى أن الرجل السوي يغار على أهله وعِرضه، مذكّرا بقصة بلوغ رَسول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قولُ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ: لو رَأَيْتُ رَجُلًا مع امْرَأَتي لَضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفِحٍ عنْه، قالَ: (أَتَعْجَبُونَ مِن غَيْرَةِ سَعْدٍ، فَوَاللَّهِ لأنا أغير منه، والله أغير مني.. الحديث) وتابع قائلا: “لكن عندما تنتكس الفطرة يضيع الرجل مسؤوليته فلا ولاية ولا قوامة، ويهمل رعيته ولا يغار عليهم، بل يرى المنكر في أهل بيته فلا يتمعر وجهه وذكّر غزاوي بقوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْعَاقُّ وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ).
كما قال الشيخ غزاوي، في خطبة الجمعة، إن ما يطلق عليه زواج المثليين، ليس زواجًا، بل هو شذوذ، ومسخ للفطرة الإلهية السوية، وتغيير للجبلة الإنسانية وأوضح الشيخ غزاوي، أنه عندما تنتكس الفطرة، ترتكب الكبائر وتستساغ الرذائل والمناكر كعمل قوم لوط والسِّحاق وما يعرف بتبادل الزوجات وكذلك ما يطلق عليه زورا وبهتانا بزواج المثْلِيِّين وما هو بزواج بل شذوذ، ومسخ للفطرة الإلهية السوية، وتغيير للجبلة الإنسانية ومخالفة للغريزة التي وضعها الله في مخلوقاته وأضاف أن من حكمة الله البالغة أن خلق الزوجين الذكر والأنثى، وفطر كلا منهما على الميل إلى الآخر، والنكاح في الإسلام هو اقتران بين ذكر وأنثى، وهو فطرة وحاجة إنسانية، يعطي لكل واحد من الزوجين حق الاستمتاع بالآخر على الوجه المشروع.
وتابع قائلا إنه عندما تنتكس الفطرة في الشباب مع استطاعته الزواج فإنه يعزُف عنه بحجة أنه ارتباط ومسؤولية وله تبعات، وكذلك من الفتيات من ترفض الزواج ولا ترغب فيه معتقدة أنه كبت للحرية وتحكم في المرأة، وقد يعمد من يختار العزوبة من الفتيان والفتيات -هداهم الله- إلى علاقات محرمة لإشباع نهمتهم وتحقيق مطمحهم. وعندما تنتكس الفطرة كذلك ترتكب الكبائر وتستساغ الرذائل والمناكر وأضاف خطيب الحرم المكي، أن هذه الخلقة التي خلق الله الناس عليها تأبى الشهوات الشاذة بحكم فطرتها، وهذا في غالب الناس؛ إذ النادر لا حكم له، بل هو شاذ، فلا يعتد بمن طرأ على فطرته عارض فأفسدها وطمس بصيرتها، حتى تختل المفاهيم لديه فيرى الحق باطلًا والباطل حقًا والحسن قبيحًا والقبيح حسنًا والحلال حرامًا والحرام حلالًا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
خطبة الجمعة من المسجد الحرام في مكة المكرمة
أول صلاة جمعة في المسجد الحرام بعد إلغاء التباعد الإجتماعي بين صفوف المصلين
أرسل تعليقك