أبوظبي - العرب اليوم
أطلقت "مؤسَّسة زايد العليا للرِّعاية الإنسانيَّة وذوي الاحتياجات الخاصَّة" اليوم الاثنين المبادرة الاستراتيجيَّة الخاصة بإصدار القاموس الإشاريّ الموحّد الخاصّ في دولة الإمارات العربيّة المتحدة وبجميع المصطلحات، وذلك في إطار الأولويّات الاستراتيجيّة للمؤسَّسة وتأكيد سعيها نحو تأصيل برامج الدمج الأكاديميّ والوظيفيّ والمجتمعيّ لذوي الاعاقة وفق أفضل الممارسات العالميَّة.
وأعلن سعادة محمد محمد فاضل الهاملي نائب رئيس مجلس الادارة الأمين العام للمؤسَّسة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته المؤسَّسة في نادي ضباط القوات المسلحة عن التدشين الرسمي للمشروع الذي انطلق في بدايات العام 2012 ويهدف إلى جمع مصطلحات لغة الإشارة المحلية الإماراتية وتوثيقها في قاموس معتمد لاستخدامه في تدريس ودمج الطلاب الصُّمّ بوصفه مرجعًا رئيسًا ويعمل على توحيد المصطلحات الإشارية العلمية داخل الدولة وضمان استخدام المصطلحات الإشارية وتداولها بشكل واسع والمساهمة في رفع المستوى العلمي والثقافي للصُّمّ وإثراء لغة الإشارة المحلية وتوثيقها بما يضمن استمرارها وبقاءها.
وأعرب الأمين العام عن بالغ سعادته بالإعلان عن المشروع الذي يهدف كذلك إلى دراسة التغيرات التي تطرأ على لغة الإشارة واستنباط قواعدها ولفت انتباه الصُّمّ والمتعاملين معهم إلى أهمية وضرورة استخدام القاموس العربي الموحد والاعتراف بحق الصُّمّ في استخدام لغتهم الأم "لغة الإشارة" فضلا عن الحفاظ على هوية وخصوصية فئة الصُّمّ في الدولة والمساهمة في جمع لغة الإشارة المحلية وتعزيز نموها وتطورها.
وأكد أن مشروع القاموس الإشاري الموحد للصُّمّ الذي من المتوقع الانتهاء منه بشكل كامل في العام المقبل 2015 سوف يسهم في إحداث نقلة نوعية مهمة في حياة الصُّمّ في الدولة وفي مستقبل لغتهم سينعكس بدوره على حياتهم العلمية والاجتماعية والمهنية كما يساهم القاموس في إعداد وتطوير مترجمي لغة الإشارة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي الارتقاء بالخدمات المقدمة للصُّمّ في جميع المجالات بالإضافة إلى مساهمة الموسوعة في تكوين نواة مهمة لدراسة قواعد الإشارة الإماراتية وإنشاء مركز بحثي لدراسات الصُّمّ.
من جانبها أكدت سعادة مريم سيف القبيسي رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسَّسة أن هذا المشروع الوطني يتميز بمشاركة عدد من فرق العمل التي تمثل إمارات الدولة السبع والتي تتكون من الأفراد الصُّمّ والسامعين على مستوى الدولة يعملون بروح الفريق الواحد من أجل توزيع كلمات القاموس الإشاري وتبويبها في 26 بابًا قابلة للزيادة في مراحل التطوير المقبلة بالإضافة إلى تصوير الكلمات المبوبة وتوثيقها.
وأضافت أن فكرة إصدار القاموس تنبثق من حاجة الصُّمّ إلى موسوعة إشارية توثق لهم لغتهم أسوة بأقرانهم في الدول المجاورة وبما يسهم في رفع مستواهم العلمي والثقافي لا سيما وأن لغة الإشارة تختلف من مكان إلى آخر ومن معلم إلى معلم ومن بيئة إلى أخرى كما تختلف من دولة إلى أخرى ومن أصم صغير إلى أصم بالغ ومن أصم لم تقدم إليه خدمات تعليمية إلى آخر وصل إلى درجة عالية من التعليم.
وأعربت القبيسي عن أملها أن يحقق هذا المشروع المهم الأهداف المرجوة وأن يستفيد منه الأفراد الصُّمّ وجميع المتعاملين معه في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن هذا القاموس هو أحد المبادرات والمشاريع الاستراتيجية لمؤسَّسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وتدعم سعيها المتواصل نحو الارتقاء بنوعية الخدمات التي تقدمها لجميع المنتسبين إليها.
من جانبه أكّد محمد خميس الحدادي عضو مجلس إدارة المؤسَّسة مدير مركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أنّ الفكرة بدأت العام الدراسي 2010/ 2011 من خلال الحاجة لوجود قاموس إشاري محليّ للصُّمّ يضم جميع المفردات التي يتعامل بها الأشخاص من تلك الفئة وتم تبني تلك المبادرة من قبل مركز العين وتعاون المركز مع جمعية الإمارات للصُّمّ عقب تأسيسها وتم تشكيل فرق العمل منذ مطلع العام 2012 بعضوية عدد الجهات المعنية على مستوى الدولة إضافة لجمعية الإمارات للصُّمّ الشريك الاستراتيجي للمشروع هي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ووزارة الشؤون الاجتماعية ومركز كلماتي.
وأكد حمد الدرمكي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للصُّمّ أهمية صدور هذا القاموس لتلك الفئة .. ووجه الشكر لمؤسَّسة زايد العليا للرعاية الإنسانية لتبنيها المشروع الذي يهدف لجمع جميع المصطلحات التي يستخدمها الصُّمّ على مستوى الدولة في مجلد واحد يحتوي ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف كلمة وهو قابل للزيادة حيث سيتم نشره بين أفراد المجتمع وهيئات ومؤسسات الدولة.
وأكدت سالمه التميمي مديرة المشروع حرص فريق العمل على أن يعبر القاموس الإشاري عن الهوية الإماراتية ليشعر الأفراد من تلك الفئة بالانتماء لدولة الإمارات العربية المتحدة كما يتضمن القاموس مصطلحات تم جمعها من كل إمارات الدولة دون تغيير أو تعديل .. مشيرة إلى أن القاموس مصور وسيتم إصدار نسخ إلكترونية منه على أقراص مدمجة وإصدار تطبيق لها على أجهزة الهواتف الذكية ليستفيد منه أكبر شريحة سواء من الصُّمّ أو أفراد المجتمع.
من جهة أخرى احتفل مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة اليوم الاثنين بانطلاق فعاليات أسبوع الأصمّ العربي التاسع والثلاثين حيث تم تنظيم احتفال في نادي ضباط القوات المسلحة شارك في فقراته طلاب قسم الإعاقة السمعية في المركز وحضره سعادة محمد محمد فاضل الهاملي ومريم سيف القبيسي وناعمة عبد الرحمن المنصوري عضوة مجلس الإدارة مديرة مطبعة المكفوفين وهيا عبد الحمادي مديرة المركز.
وأكد الهاملي في الكلمة التي ألقاها في بداية الاحتفال أن مؤسَّسة زايد العليا للرعاية الإنسانية تبذل وبتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قصارى جهدها نحو المزيد من العمل لتطوير الخدمات التي تقدم لفئات ذوى الإعاقة بصفة عامة ولفئات الصُّمّ بصفة خاصة من خلال مراكزها المنتشرة على مستوى أبوظبي والعمل على تأهيلهم وتدريبهم والسعي لتوفير فرص العمل المناسبة لهم والاستفادة من طاقاتهم والسعي من أجل دمجهم سواء في مدارس التعليم العام والحرص على توفير الوسائل التعليمية المساعدة في ذلك أو في المجتمع وهو الهدف الأسمى الذي تسعى إليه في إطار خطتها الاستراتيجية.
أرسل تعليقك