قصّة المعلّمة سماح المطرودة من الرقّة تكشف خفايا الصراع في سورية
آخر تحديث GMT22:52:46
 العرب اليوم -

طلابها حملوا السلاح مع "داعش" وطلبوا منها المغادرة

قصّة المعلّمة سماح المطرودة من الرقّة تكشف خفايا الصراع في سورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصّة المعلّمة سماح المطرودة من الرقّة تكشف خفايا الصراع في سورية

مؤيدو داعش فى الرقة
دمشق - نور خوام

كشفت المعلمة "سماح اسماعيل" لجريدة الإندبندنت عن قصة طردها من الرقة،وتبدأ قصتها قبل تواجد داعش أثناء نمو سلطة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، حيث كان الناس الذين يعشون فى بلدة صغيرة تدعى " آل سبها" على ضفاف نهر الفرات فى عام 2013 يفكرون فى أن الحرب التى اجتاحت سورية ربما تنال منهم أيضا.

وعملت سماح (39 عاما) معلمة حكومية فى مدرسة أحمد العزاوي وكانت سعيدة بتعليم الطلاب اللغة الإنجليزية فى عمر 17 و18 عاما، والتعليم كان مجانىا" فى سورية، وتتبع سماح الطائفة العلوية وهى الأقلية  التي ينتمى اليها الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن هذه الطائفة لا تسيطر على مهنة التدريس في سورية، وعاشت سماح خارج الرقة لمدة أربع سنوات ونصف لكنها بقيت فى المدينة فى مارس/ أذار 2013 حتى العاشرة ليلا، ولاحظت أن جميع المبانى الحكومية تبدو فارغة ولم يكن هناك شرطة في الشوارع ولا أضواء في مركز الشرطة.

وبعد ثلاثة أيام أثناء مغادرة سماح للمدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي في المساء، أخبرها مدرس أخر يدعى أحمد أن 8 آلاف رجلا جاؤوا إلى الرقة من الشرق يرتدون زيا أسود مع أسلحة ومدافع فيما قال البعض أنهم استقلوا دبابات تركية، وتقول سماح " بكيت، لقد كانت لحظة مؤلمة للغاية، وحزمت حقائبى وكنت أعرف ما سيحدث، ثم جاؤوا إلى باب منزلى ليلا، وكان هناك خمسة شباب ورجل كبير وهو مالك المنزل الذى أعيش فيه، وطلبت منهم الدخول لشرب القهوة، كان الشباب يرتدون ملابس سوداء وكنت أعرفهم لقد كانوا طلابى".

وأردفت سماح " علمت ما سيحدث، وتعرفت على الأولاد إنهم أحمد وعلي كانوا طلابي ولم يقولوا شيئا غير مهذب لي لكنهم قالوا نحن لا نريد أن نؤذيك ولكن نريدك أن تخرجي من المدينة لأنه غير مرحب بك هنا، كانت وجوههم ليست لطيفة كما كانت عندما كانوا مجرد طلاب، كانوا يرجفون غضبا وخجلا لم ينظروا إلى عيني لكنهم نظروا إلى أسفل، كان لديهم بنادق وأسلحة وقالوا إن لم أغادر سوف يأخذون الأثاث ويحرقون المنزل".

وانتقلت سماح إلى منزل الجيران لمدة ثلاثة أيام، وأضافت  " لم أكن خائفة، كنت أفكر في أن ذلك سيحدث ولم أتم، واستمر طلابي لمدة نصف ساعة ورحلوا، لم يكونوا طلابا" جيدين، ولم أكن خائفة لأنني معملتهم ولأنني من هذا البلد ولذلك لم يستطيعوا إيذائي، لقد كانوا جميعا ينتمون إلى عائلات مزارعة، وكانت هناك إصلاحات حكومية وكانت أسرهم من المزارعين الجدد ولديهم أراض جديدة وأغنياء نسبيا، إنهم يزرعون الذرة والعنب والقطن".

واستقلت سماح حافلة بعد 11 يوما إلى تدمر التي وقعت تحت سيطرة داعش العام الماضي، ثم اتجهت إلى حمص ومنها إلى أسرتها في اللاذقية حيث تشعر بالأمان ولكن بالملل أيضا، وتابعت سماح "لقد نشأت هنا ولم يكن هناك أى شئ، أكره هذا المكان، لكنه أفضل من الرقة حاليا، وأصبحت أيام الجمعة عقاب بعد أن غادرت، وكان باستطاعتي التحدث إلى أصدقائي عبر الأنترنت وأول شئ حدث وأخبروني به كان مطالبة إحدى النساء بتغطية نفسها، ثم تم إغلاق جميع المدارس، وكان المسجد هو المكان الوحيد لتعليم الأطفال".

وأكملت سماح " ذهبنا الى النوم فى إحد الأيام واستيقظنا على حالة أخرى تماما، أصبحت جبهة النصرة ضد داعش تماما، وكان لدي شعور أن طلابى الذين طلبوا مني المغادرة قد ماتوا حاليا، ولا أعرف لمذا إنه مجرد إحساس بذلك، لم يحصلوا على درجات جيدة ولكن كان هناك علاقة جيدة بيني وبينهم".

وأوضحت سماح أن السبب الذي جعل الطلاب يخبرونها بأنها غير مرحب بها كونها تتبع الطائفة العلوية، وتعمل لدى الحكومة التي يجب تدميرها وفقا للفكرة السائدة عام 2013، وتعرضت الرقة للقصف بواسطة الأميركيين والروس والسوريين والأردنيين والسعوديين ومن كل شخص فى المنطقة، واعتقد سكان الرقة أن القصف كان فى مخيلة القوى المختلفة التى تزعم تدمير أكثر طائفة دينية مكروهة، ولكن يصبح السؤال هل استطاعت سماح العودة إلى التدريس في مدرسة أحمد العزاوي؟ هل يمكن توحيد سورية مجددا؟ ولذلك يجب التفكير في الحياة فيما بعد جبهة النصرة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.

وإذا كان مستقبل سورية كغيرها من البلاد يرتكز على التعليم بدلا من البنادق كيف نفسر تصرف الطلاب الذين هاجموا منزل سماح بالأسلحة؟ ألم يعد التعليم يجدي؟ ويتذكر الجميع في سورية اليوم الذي تعرضوا فيه للتطرف وهو 6 مارس/ أذار 2013.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصّة المعلّمة سماح المطرودة من الرقّة تكشف خفايا الصراع في سورية قصّة المعلّمة سماح المطرودة من الرقّة تكشف خفايا الصراع في سورية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab