غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
تعد جامعة الأزهر في غزة من الجامعات الرائدة في القطاع المحاصر، حيث تحتل المرتبة الثانية بعد الجامعة الإسلامية، التي تأسست في العام 1978.
وأنشئت جامعة الأزهر في غزة في مطلع أيلول/سبتمبر من العام 1991، بقرار من الشهيد الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، بغية الإسهام في إتاحة فرصة التعليم الجامعي للشباب الفلسطيني، داخل الوطن وخارجه، بهدف المحافظة عليهم، والحد من
هجرتهم في طلب العلم إلى الخارج.
وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهت الجامعة، ومضايقات الاحتلال الصهيوني الغاشم في تلك الفترة، إلا أن الجامعة شقت طريقها واستمرت في تقدمها، وها هي اليوم تقف شامخة بتلك الإنجازات، وتسعى لتقديم المزيد والمزيد من الخدمات العلمية والبحثية للطلبة والباحثين والمجتمع الفلسطيني.
وجامعة الأزهر هي مؤسسة تعليم عالٍ فلسطينية عامة، مستقلة وغير ربحية, تهدف في رسالتها إلى تلبية احتياجات المجتمع الفلسطيني والعربي من الموارد البشرية المؤهلة في التخصصات المعرفية المختلفة, والبحوث العلمية, والتنمية المستدامة، مع التركيز على توظيف تقنيات العصر في تحصيل العلم والمعرفة, والمحافظة على أصالة التراث الفلسطيني والعربي والإسلامي، والالتزام بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقيم العدالة والمساواة، والالتزام بحكم القانون والشفافية والتسامح والاحترام وعدم التمييز والتنوع، والشراكة المجتمعية.
وأكّد رئيس جامعة الأزهر الدكتور عبد الخالق الفرا أن "الجامعة انتقلت نقلة نوعية غير مسبوقة في تطوير أدائها الأكاديمي والإداري، وافتتاح كليات علمية، وبرامج أكاديمية متنوعة بدرجتي البكالوريوس والماجستير".
وأوضح الفرا، في كلمة سابقة له، أن "الجامعة لم تكن لتبلغ هذه المكانة الرفيعة بين الجامعات لولا تضافر جهود المخلصين الأوفياء من القائمين عليها، في مجلس الأمناء ومجلس الجامعة والأساتذة الأكفاء والعاملين فيها"، مشيراً إلى أن "الله عز وجل منَّ على الجامعة بالعديد من الإنجازات والمشاريع الحيوية، وسخر لها المخلصين الكرماء من أبناء أمتنا العربية، كي يسهموا في تطوير مبانيها ومختبراتها ومشاريعها التطويرية الكبيرة والصغيرة، وهي مشاريع ماثلة للعيان، أصبحت حقيقة واقعة، بعد أن كانت فكرة تراود أحلامنا".
وقدّم الشكر لأصحاب الفضل والجود، الذين أسهموا في إنجازها وتمويلها، وهم العاهل المغربي الملك محمد السادس، على تمويله مبنى كلية الملك الحسن الثاني للعلوم البيئية والزراعية بأحدث الطُرز والمواصفات الهندسية، على أرض الحرم الجامعي الجديد، في أرض المغراقة، ومدير عام وكالة بيت مال القدس الشريف الدكتور عبد الكبير العلوم المدغري، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز آل سعود، وولي العهد السعودي الأمير سلمان عبد العزيز، ولحكومة السعودية، على تمويلهم أضخم المشاريع العمرانية، مبنى الاحتفالات والأنشطة، ومبنى كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وسلطان عُمان السلطان قابوس، والهيئة العُمانية، على تمويلهم مبنى كلية التربية (كلية مسقط)، والهيئة الإماراتية الخيرية على تأهيل مباني الجامعة، والهلال الأحمر القطري – البنك الإسلامي للتنمية جدة – حملة الفاخورة، وجمعية قطر الخيرية، ولمؤسسة "USAID" على تأهيل قاعة "بيسان" للاحتفالات والأنشطة، ولوكالة التنمية الألمانية "KFW" لتمويل مشروع إنشاء معهد المياه والبيئة، ولبنك فلسطين على تأهيل قاعة المرحوم هاني الشوا للاحتفالات.
وعدّد الفرا بعضاً من إنجازات الجامعة الأكاديمية، حيث استطاعت على المستوى الأكاديمي أن تحتل مكانة مرموقة بين الجامعات الفلسطينية، إذ أنها حازت على نصيب الأسد في امتحانات مزاولة المهنة لخريجي كلية الطب وطب الأسنان، كما أن خريجي كلية الحقوق حققوا نجاحاً منقطع النظير في تفوقهم على خريجي الجامعات العربية، وفوزهم بالمشاركة في المحكمة الصورية في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
وعلى مستوى الأنشطة اللامنهجية حصل فريق الجامعة الرياضي على بطولة الجامعات الفلسطينية في المحافظات الجنوبية للعام الثالث على التوالي.
من جهته، أكّد رئيس مجلس أمناء الجامعة دكتور عبد الرحمن حمد أن "جامعة الأزهر تسيرُ بخطىً ثابتة وواثقة تجاه المستقبل المشرق"، معتبرًا أن "بلوغها لهذا المستوى الأكاديمي الرائع بين الجامعات المحلية والعربية والدولية دليلاً على صدق ذلك، وما كان لهذا أن يتحقق إلا بالجهود الجبارة التي تبذلُها مؤسسات الجامعة"، مفتخراً بافتتاح الجامعة كليات نوعية، مثل كلية الطب وطب الأسنان وكلية الصيدلة، حيث تخرّجت سبعةَ أفواجٍ من كلية الطب، وهذا هو الفوجُ الثامن الذي أثبت مهارةً مهنيةً عالية، نالت إعجابَ الكثير.
وأشار إلى أن "جامعةَ الأزهر تخرج الدفعةَ الأولى من طلبة كلية طب الأسنان، ليساهموا في حل إحدى المشاكل الطبية التي يعاني منها بعض أبناء شعبنا".
ولفت إلى بدء تنفيذ المرحلة الأولى من بناء الحرم الجامعي الجديد لجامعة الأزهر في أرض المغراقة، الذي كانت باكورته بناء مبنى كلية الملك الحسن الثاني للعلوم البيئية والزراعية، موضحًا أن "الجامعة تعمل في ضوء ظروفٍ بالغة الدقة والصعوبة، لاسيما ما يشهده أبناء الشعب الفلسطيني من ممارسات وحشية، وحصار جائر، بفعل الاحتلال الإسرائيلي".
ووجّه حمد، باسم الحفل وباسم مجلس الأمناء ومجلس الجامعة والعاملين فيها وطلبتها، دعوة لوزيري المال والتعليم العالي في السلطة الوطنية الفلسطينية لدفع مستحقات جامعة الأزهر المتأخرة، وتحقيق العدل والإنصاف بين جامعة الأزهر وجامعات الضفة، وأن تكون هذه الجامعة في دائرة اهتمامهم، نظراً لوضعها المادي الصعب.
أرسل تعليقك