شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة
آخر تحديث GMT08:27:07
 العرب اليوم -

شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة

طلاب المدارس
الخرطوم ـ العرب اليوم

أثارت صورة تداولها ناشطون في وسائط التواصل الاجتماعي لجندي في الشرطة السودانية بزيه الرسمي وهو يقوم بتدريس أطفال في مناطق فقيرة اهتماما كبيرا باعتبار أنها تسهم بشكل مباشر في تغيير الصورة النمطية لرجل الشرطة. ووفقا لتقارير منظمة الأمم المتحدة فإن أكثر من 3 ملايين طفل سوداني يواجهون صعوبة في لالتحاق بالمدارس بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة والحكومية في السودان. وفي أحد المباني المتواضعة جنوبي العاصمة الخرطوم، اتخذ الشرطي "عبد الباقي محمد" المكان فصلاً دراسياً عقب نهاية دوامه الرسمي بعمله في الشرطة. ويأتي يومياً العشرات من الأطفال في سن الدراسة من أبناء  العاملين في مصانع منطقة "صافولا" - جنوب الخرطوم -  ذوي الدخل المحدود ليتلقوا من محمد حصص في اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنكليزية.
وأحدثت صوره المنتشرة للشرطي وهو محاط بمجموعة من الأطفال ردود أفعال واسعة، وتفاعل معها الآلاف في وسائط التواصل الاجتماعي، ما جعل البعض منهم  يطلقون حملة لدعمه  وإعانته على الاستمرار في مهمته، وآخرون دعوا الدولة لتكريمه وترفيعه للرتبة الأعلى في الشرطة السودانية.وتحاول الشرطة في السودان تحسين صورتها المهتزة أمام المواطن، برفعها شعار "الشرطة في خدمة الشعب"، إلا أن هذا الشعار يصطدم كثيراً بحالة الصراع السياسي في السودان، والظروف السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد. وواجهت الشرطة السودانية انتقادات لاذعة خلال السنوات الماضية بسبب الإجراءات التي كانت تنفذها تحت قانون "النظام العام" وما تبع ذلك من مطاردات واعتقالات وتعطيل لأعمال فئات فقيرة من الذين يعملون في مجال بيع الأطعمة والشاي والسلع البسيطة.
لكن على الرغم من تلك الصورة النمطية السائدة؛ فقد شكلت صورة الشرطي محمد انطباعا جيدا لدى العديد من السودانيين المطالبين بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بالشكل الذي يجعلها قادرة على حسم التفلتات والظواهر السالبة، وفي نفس الوقت احترام حقوق الإنسان والقيام باداء دورها المجتمعي.
ويقول الشرطي عبدالباقي محمد إنه ظل منذ ثلاثة أشهر متطوعا في تدريس الأطفال من هم في سن الدراسة بعد أن عجز أبائهم عن إلحاقهم بأي مدرسة سوى كانت حكومية أو خاصة بسبب دخلهم المحدود، وظروفهم الاقتصادية الصعبة. ويشدد محمد على أن الصور التي التقطت له جاءت بالصدفة عبر كاميرة سيدة كانت تزور المكان؛ مؤكدا أنه لم يسعى لمجد شخصي، وما يقوم به أتى من صميم واجبه كشرطي تجاه الشعب، وكشف محمد عن تلقيه اتصالات عديدة من قبل جهات رسمية في الدولة وجهات متطوعة أعلنت عن تبرعها بمبالغ مالية وآخرون بأجهزة حاسب الي بغرض الاستمرار في مبادرته الخاصة بتعليم أبناء العاملين.
ويشتكي السودانيين من الارتفاع الكبير في رسوم المدارس الخاصة والحكومية في ظل أزمات اقتصادية طاحنة يعاني منها الشعب السوداني.  وأجبر الارتفاع الكبير في تكاليف المدارس العديد من الأطفال ممن ترك مقاعد الدراسة والاتجاه لسوق العمل لمساعدة أسرهم في ظل تزايد معلات الفقر، ويقول الناشط موسى عمران إن آلاف الأسر في السودان لم تتمكن من الحاق أبنائها بالمدارس بسبب الحالة الاقتصادية. وأكد عمران أن مثل من شان مبادرات مثل مبادرة الشرطي محمد أن تسهم في رفع حل أزمة التعليم في البلاد. ويقول المتطوع الطيب أبو ريدة "إن الحكومات المتعاقبة أجرمت في حق للأطفال عندما وجهت الموارد نحو الحروب بدلاً من دعم التعليم."

قد يهمك ايضا 

ميثاق سياسي في السودان يشمل إعادة هيكلة مجلس السيادة وتحديد تسليم الرئاسة للمدنيين

الانقلاب السوداني يمنع تمويلاً دولياً بقيمة 650 مليون دولار عن البلاد

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab