شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة
آخر تحديث GMT08:06:50
 العرب اليوم -

شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة

طلاب المدارس
الخرطوم ـ العرب اليوم

أثارت صورة تداولها ناشطون في وسائط التواصل الاجتماعي لجندي في الشرطة السودانية بزيه الرسمي وهو يقوم بتدريس أطفال في مناطق فقيرة اهتماما كبيرا باعتبار أنها تسهم بشكل مباشر في تغيير الصورة النمطية لرجل الشرطة. ووفقا لتقارير منظمة الأمم المتحدة فإن أكثر من 3 ملايين طفل سوداني يواجهون صعوبة في لالتحاق بالمدارس بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة والحكومية في السودان. وفي أحد المباني المتواضعة جنوبي العاصمة الخرطوم، اتخذ الشرطي "عبد الباقي محمد" المكان فصلاً دراسياً عقب نهاية دوامه الرسمي بعمله في الشرطة. ويأتي يومياً العشرات من الأطفال في سن الدراسة من أبناء  العاملين في مصانع منطقة "صافولا" - جنوب الخرطوم -  ذوي الدخل المحدود ليتلقوا من محمد حصص في اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنكليزية.
وأحدثت صوره المنتشرة للشرطي وهو محاط بمجموعة من الأطفال ردود أفعال واسعة، وتفاعل معها الآلاف في وسائط التواصل الاجتماعي، ما جعل البعض منهم  يطلقون حملة لدعمه  وإعانته على الاستمرار في مهمته، وآخرون دعوا الدولة لتكريمه وترفيعه للرتبة الأعلى في الشرطة السودانية.وتحاول الشرطة في السودان تحسين صورتها المهتزة أمام المواطن، برفعها شعار "الشرطة في خدمة الشعب"، إلا أن هذا الشعار يصطدم كثيراً بحالة الصراع السياسي في السودان، والظروف السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد. وواجهت الشرطة السودانية انتقادات لاذعة خلال السنوات الماضية بسبب الإجراءات التي كانت تنفذها تحت قانون "النظام العام" وما تبع ذلك من مطاردات واعتقالات وتعطيل لأعمال فئات فقيرة من الذين يعملون في مجال بيع الأطعمة والشاي والسلع البسيطة.
لكن على الرغم من تلك الصورة النمطية السائدة؛ فقد شكلت صورة الشرطي محمد انطباعا جيدا لدى العديد من السودانيين المطالبين بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بالشكل الذي يجعلها قادرة على حسم التفلتات والظواهر السالبة، وفي نفس الوقت احترام حقوق الإنسان والقيام باداء دورها المجتمعي.
ويقول الشرطي عبدالباقي محمد إنه ظل منذ ثلاثة أشهر متطوعا في تدريس الأطفال من هم في سن الدراسة بعد أن عجز أبائهم عن إلحاقهم بأي مدرسة سوى كانت حكومية أو خاصة بسبب دخلهم المحدود، وظروفهم الاقتصادية الصعبة. ويشدد محمد على أن الصور التي التقطت له جاءت بالصدفة عبر كاميرة سيدة كانت تزور المكان؛ مؤكدا أنه لم يسعى لمجد شخصي، وما يقوم به أتى من صميم واجبه كشرطي تجاه الشعب، وكشف محمد عن تلقيه اتصالات عديدة من قبل جهات رسمية في الدولة وجهات متطوعة أعلنت عن تبرعها بمبالغ مالية وآخرون بأجهزة حاسب الي بغرض الاستمرار في مبادرته الخاصة بتعليم أبناء العاملين.
ويشتكي السودانيين من الارتفاع الكبير في رسوم المدارس الخاصة والحكومية في ظل أزمات اقتصادية طاحنة يعاني منها الشعب السوداني.  وأجبر الارتفاع الكبير في تكاليف المدارس العديد من الأطفال ممن ترك مقاعد الدراسة والاتجاه لسوق العمل لمساعدة أسرهم في ظل تزايد معلات الفقر، ويقول الناشط موسى عمران إن آلاف الأسر في السودان لم تتمكن من الحاق أبنائها بالمدارس بسبب الحالة الاقتصادية. وأكد عمران أن مثل من شان مبادرات مثل مبادرة الشرطي محمد أن تسهم في رفع حل أزمة التعليم في البلاد. ويقول المتطوع الطيب أبو ريدة "إن الحكومات المتعاقبة أجرمت في حق للأطفال عندما وجهت الموارد نحو الحروب بدلاً من دعم التعليم."

قد يهمك ايضا 

ميثاق سياسي في السودان يشمل إعادة هيكلة مجلس السيادة وتحديد تسليم الرئاسة للمدنيين

الانقلاب السوداني يمنع تمويلاً دولياً بقيمة 650 مليون دولار عن البلاد

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة شرطي سوداني يتطوع لتدريس الفقراء في الخرطوم لتحسين صورة الشرطة المهتزة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab