جريح حرب سوري يتابع النضال على جبهات العلم لتحقيق حلمه
آخر تحديث GMT07:20:31
 العرب اليوم -

يستعد للالتحاق بكلية الحقوق للوصول إلى هدفه بدراسة القانون

جريح حرب سوري يتابع النضال على جبهات العلم لتحقيق حلمه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جريح حرب سوري يتابع النضال على جبهات العلم لتحقيق حلمه

جريح حرب سوري
دمشق_العرب اليوم

يستقيظ نور الدين شقير في الصباح الباكر، يشغل الراديو ويسمع الأغاني الفيروزية، ويخرج إلى حديقة منزله في ريف السويداء الجميل والهادئ، يضع أمامه كتب كلية الحقوق والكتب القانونية المتخصصة على الطاولة، ويبدأ مطالعة صفحاتها بشغف وحب منقطع النظير.جريح الحرب نور، من مرتبات الجيش السوري سابقاً، ورغم إصابته، حصل هذا العام على شهادة الثانوية العامة (الفرع الأدبي) بتفوق لافت ومعدل 2235 درجة (العليا 2400)، ويستعد اليوم للالتحاق بكلية الحقوق في جامعة دمشق ليبدأ تحقيق حلمه بدراسة القانون، الحلم الذي راوده على مدى سنين دون أن يتخلى عنه، وبات أقرب إليه بعد قرار السماح لمصابي الحرب بمزاولة مهنة (المحاماة).

"الإصابة حرمتني من شرف القتال على جبهات المعارك، لكن جبهة العلم مفتوحة أمامي" يقول نور لـ"سبوتنيك" ويضيف "كان لي شرف الانتساب إلى صفوف الجيش العربي السوري عام 2005، بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة للمرة الأولى، وكان حلمي وقتها الدخول إلى كلية الحقوق ودراسة القانون، إلا أن وضعي وقتها لم يسمح لي بتحقيق هذه الرغبة، ليبقى الحلم يرادوني سنوات طويلة".

أصيب نور الدين في المعارك مع مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" (الإرهابي المحظور في روسيا) وحلفائه في محافظة درعا، وهي لم تكن الإصابة الأولى له، فمنذ بدء الحرب على سوريا كُلّف نور الدين ضمن صفوف الجيش بمهام كثيرة على امتداد الجغرافيا السورية بهدف التصدي للمجموعات الإرهابية، حيث تعرض للإصابة إلا أن إصابته الأخيرة كانت الأخطر على حياته، بعدما أصيب بطلقة قناص في عنقه أدت لشلل في الأطراف، إضافة إلى شظايا متفجرة في الجانب الأيسر من الصدر، لتحرمه هذه الإصابة شرف إكمال القتال في المعارك، وفق وصفه.

ويتابع "بعد الإصابة الأخيرة، قلتُ لنفسي حان وقت تحقيق الحلم الذي في داخلي وهو التسجيل في كلية الحقوق"، مضيفا:وبالفعل تقدمت إلى امتحانات الشهادة الثانوية الفرع الأدبي، وبفضل من الله وبعد تعب ومجهود بذلته على مدى شهور نلت الشهادة وبتفوق، وأصبح الحلم قريب المنالوفي إطار دعم الجرحى، أعلن مؤخراً المؤتمر العام لنقابة المحامين السوريين، قراره السماح لجرحى الحرب بمختلف إصاباتهم الانتساب إلى نقابة المحامين ومزاولة هذه مهنة المحاماة، بعد أن كان الدخول إلى المهنة يشترط اللياقة الصحية التامة، كما أعفى القرار جرحى ومصابي الحرب من شرط العمر للقبول ضمن نقابة المحامين، حيث كان ينص قانون تنظيم مهنة المحاماة على عدم قبول مَن يتجاوز سن الخمسين عاماً من الدخول إلى قيد المحامين المتمرنين.

يؤكد نور  أن النجاح هو هدف لكن التميز هو طموح، والإنسان الناجح هو إنسان إيجابي عملي ومجتهد مثابر، لكن الإنسان المتميز هو كل هؤلاء بالإضافة إلى أنه يمتلك القدرة على إيجاد الحلول في الوقت المناسب، ولديه إمكانية في بناء المجتمع، فمجرد ما إن يتصالح الإنسان مع جرحه ومع وضعه يمتلك الإبداع.ويوجه رسالة إلى جميع الجرحى السوريين، بأن "سوريا ستعود أقوى مما كانت عليه سابقاً، فعندما يشاهد الناس جريحا يذهب إلى جامعته وامتحاناته أو يقدم مشروعاً ناجحاً رغم إصابته ومعاناته اليومية، سيكون هذا المشهد مشهد القوة، فجرحكم يصنع الإرادة ويشد الهمم والعزائم".ويختم نور الدين حديثه  بالتأكيد على أن دماء شهداء سوريا هي منارة لاستنهاض الهمم، وأن كل نقطة دماء سقطت خلال هذه المرحلة هي حجر أساس في بناء سورية المستقبل وصنع التاريخ.

يذكر أن رئاسة الجمهورية العربية السورية أطلقت عام 2014 برنامج "جريح الوطن" بهدف توفير الرعاية اللائقة والتأهيل المُناسب لتأمين حياة كريمة  للجرحى، ويستهدف البرنامج كافّة الجرحى الذين أُصيبوا أثناء أداءهم لواجبهم من الجيش السوري والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي وقوّات الدفاع الشعبي، وتشمل برامج إعادة  التأهيل شريحة واسعة من الإصابات متضمنة فقدان السمع والبصر والتشوهات، وفقدان الأطراف والشلل، بينما توفّر برامج الرعاية المنزلية الدعم الاجتماعي والنفسي والتأهيل الفيزيائي لاستعادة القدرة على الحركة وتعزيز الاعتماد على الذات، كما يعمل البرنامج على توفير التدريب الأكاديمي والمهني وفرص المشاركة في النشاطات الرياضية والثقافية، وذلك ضمن إطار أوسع لإعادة دمج الجرحى والمُصابين في الحياة اليومية.

قد يهمك أيضا:

تركيا تتهم الجيش السوري بالوقوف وراء احتجاجات قرب نقاط مراقبتها في إدلب
الجيش السوري يُدمر سيارة متطرفين شرقي في مدينة "السلمية" بريف "حماة"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريح حرب سوري يتابع النضال على جبهات العلم لتحقيق حلمه جريح حرب سوري يتابع النضال على جبهات العلم لتحقيق حلمه



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab