التعاون الإعلامي السعودي ـ العراقي يصطدم بمصالح الأحزاب الموالية لإيران
آخر تحديث GMT19:32:34
 العرب اليوم -

التعاون الإعلامي السعودي ـ العراقي يصطدم بمصالح الأحزاب الموالية لإيران

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التعاون الإعلامي السعودي ـ العراقي يصطدم بمصالح الأحزاب الموالية لإيران

علم العراق
الرياض ـ العرب اليوم


يحاول فاعلون إعلاميون في العراق والسعودية تجسير المسافات بين البلدين عبر خطاب إعلامي متوازن يدعم تقارب العراق مع محيطه العربي، لكن التحدي الذي تواجهه هذه المحاولات هو المنابر الإعلامية التابعة لأحزاب سياسية موالية لطهران لا تتناسب مصالحها مع هذا التقارب.وخلص الإعلاميون المشاركون في النقاش حول "الخطاب الإعلامي السعودي ـ العراقي، وفضاءات القيم المشتركة" على ضرورة أن يتبنى الخطاب الإعلامي السعودي ـ العراقي نمطاً حديثاً من الأداء يقوم على تعزيز آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بينما الواقع الإعلامي في العراق يشير إلى صعوبة تحقيق هذه التعاون بسبب مرجعيته الحزبية.
وتناول المشاركون في الحلقة التي أقيمت ضمن منتدى وكالة الأنباء السعودية "واس" الشهري، الأسبوع الحالي، على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 التحديات والعقبات التي تواجه الرسالة الإعلامية.
ونوّه الكاتب والشاعر والصحافي العراقي علي وجيه، إلى أن الشعبين العراقي والسعودي لا يشكوان من خلل في التواصل إنما المشكلة الأساسية في صناعة الخطاب الإعلامي، لافتا النظر إلى ضرورة العمل على خطاب مشترك بين البلدين.
ويواجه الخطاب المشترك والتعاون الإعلامي بين البلدين معضلة أساسية تتعلق بالمنظومة الإعلامية في العراق التي تسيطر عليها الأحزاب السياسية المتنوعة التي تفرض أجندتها ومصالحها الحزبية على وسائل الإعلام.
كما أن الكثير منها يتبع لأحزاب موالية لإيران لا تتناسب مصالحها مع التقارب مع العراق ومحيطه العربي لاسيما السعودية.
ويتفق غالبية الصحافيين العراقيين على أن عدد المؤسسات الإعلامية المستقلة محدود جدا ويؤكدون أن جميع المؤسسات الإعلامية تعمل وفق أجندات سياسية وتهيمن عليها أحزاب وكتل سياسية وتمول من المال السياسي.
وهذه المؤسسات تعمل على خلق رأي عام، وتعمل على تغيير المخيلة السياسية العامة للمواطنين، وهذا أثّر كثيرًا على مستوى الشارع العراقي وعلى مواقفه من المحيط العربي.
وشهدت العلاقات العربية – العراقية تقاربا ملحوظا خلال الأشهر الماضية، وتم توقيع العديد من بروتوكولات التعاون والاتفاقيات مع السعودية، لكن خطاب بعض المنابر الإعلامية المحلية مازال بعيدا عن هذا التقارب، ويدفع نحو التباعد وتكريس نظرية المؤامرة والفتنة الطائفية بشكل خاص.
وسبق أن قاد نوري المالكي رئيس حزب الدعوة إلى جانب مسؤولين آخرين، حملة إعلامية شرسة ضد خطوات التقارب السعودي العراقي، على خلفية اجتماعات مجلس التنسيق السعودي العراقي ببغداد التي عقدت في العام الماضي.
ونوّه القاص والروائي العراقي لؤي حمزة عباس أن الإعلام مطالب اليوم بأن يتحول من النمط الأيديولوجي إلى نمط الرسالة لأن الرسالة هي دائما أعلى وأهم وأكثر قرباً للإنسان من الأيديولوجيا وهي الإطار الجامع للأوطان، مشيرًا إلى أننا أمام مؤشر أساسي لإعلام مأمول وإعلام طموح قادر على إدراك طبيعة الرسالة التي يمكن أن ننتجها وندرك من خلالها طبيعة الحراك المستقبلي لمجتمعاتنا.
بدوره، أشار الأديب والناقد السعودي عضو مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي في جدة الدكتور سعيد السريحي، إلى أهمية القيم الأخلاقية التي تتمثل في الصدق والشفافية الموضوعية والنزاهة والحياد في نقل المعلومة، مشيرًا إلى أنه من المهم أن يحدد الخطاب الإعلامي النهوض وتجسير المسافات بين الدول والشعوب ومراعاة المصالح المتبادلة وتنقية هذه العلاقات من عوامل الفرقة والخلاف وتعزيزها.
وتحاول السعودية عبر وسائل متعددة سحب العراق من دائرة النفوذ الإيراني، لكن ارتباط الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام التابعة لها بطهران يجعلان من الصعب تحييد الخطاب الإعلامي عن التأثيرات الإيرانية، وبما يلبي المصلحة الوطنية العراقية.
فقد قامت الأحزاب الموالية لطهران بإثارة جملة من الأحقاد والكراهية لكي تبقي شعب العراق بكل طوائفه وقومياته أسير الهيمنة الإيرانية.
ويقول متابعون إنه من الصعب نجاح أي مسعى عربي دون معالجة أساس أزمة المنظومة الإعلامية العراقية المتمثلة بالنفوذ الإيراني المتحكم فيها عن طريق الممولين، لكن البدء بالتقارب بين الفاعلين الإعلاميين يشكل نواة لتدعيمه لاحقا والدفع باتجاه التعاون المشترك وتحسين التواصل والتأثير على الجمهور.
وأكد رئيس وكالة الأنباء السعودية المكلف فهد بن حسن آل عقران، أن الخطاب الإعلامي يلعب دورًا كبيرًا في جميع الجوانب سواء كانت ثقافية أو اقتصادية أو سياسية.
بدوره، اعتبر الكاتب والناقد السعودي محمد العباس أن الخطاب الإعلامي السعودي والعراقي يحتاج إلى زيادة في الجرعة الثقافية، فعندما يتحدث الإعلام بنفس الآلية وبنفس التصورات وبنفس الممكنات وبنفس اللغة لا يمكن أن نتحرك في اتجاهات أخرى.
وخرجت الندوة بعدة توصيات أبرزها، تحول الإعلام من النمط الأيديولوجي إلى نمط الرسالة وتجديد الوعي بالقيم الجامعة والموحدة لشعبي السعودية والعراق، وحماية العلاقات بين الشعوب من المتغيرات السياسية.
كما أوصت بإنشاء صندوق ثقافي مشترك سعودي – عراقي يكون عنوان المرحلة المقبلة.
ورأى عضو مجلس الشورى محمد الحيزان أن “الخطاب الإعلامي بتشعباته المختلفة لا يمكن الحكم عليه في ظني سواء بالنسبة إلى الإعلام السعودي أو العراقي، إذ لا نتعامل مع كتله صغيرة وموحدة، التشعبات التي نتحدث عنها، نتحدث عن متغيرات مثل القيم الإعلامية فهي بمثابة موجه ومحرك ومحدد في شتى أنحاء العالم في كليات الإعلام والاتصال”.

قد يهمك ايضا 

معرض الرياض الدولي للكتاب يفتح أبوابه أمام الزوار

إطلاق دار "رف" لإثراء صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعاون الإعلامي السعودي ـ العراقي يصطدم بمصالح الأحزاب الموالية لإيران التعاون الإعلامي السعودي ـ العراقي يصطدم بمصالح الأحزاب الموالية لإيران



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab