وسائل إعلام أفغانية تستسلم أمام سطوة حركة طالبان وتبث برامج دينية فقط
آخر تحديث GMT19:06:23
 العرب اليوم -

وسائل إعلام أفغانية تستسلم أمام سطوة حركة "طالبان" وتبث برامج دينية فقط

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وسائل إعلام أفغانية تستسلم أمام سطوة حركة "طالبان" وتبث برامج دينية فقط

عناصر من حركة طالبان الافغانية
كابول - العرب اليوم

تستسلم وسائل الإعلام الأفغانية الواحدة تلو الأخرى وتتنازل عن خططها البرامجية المتنوعة، أمام سطوة حركة طالبان، لتختار النموذج الأكثر أمانا وهو البرامج الدينية طوال فترة البث، للحفاظ على وجودها إذا استطاعت أن تؤمن مصدر دخل كاف.ينظر المجتمع الدولي إلى المشهد الإعلامي في أفغانستان تحت حكم طالبان على أنه مؤشر قوي لمدى التزام الحركة المتشددة بتعهداتها التي أطلقتها عند سيطرتها على البلاد في مجال الحريات، ويبدو أن تغيير وسائل الإعلام لبرامجها وتحولها إلى البرامج الدينية أبرز دليل على أن طالبان لم تستطع الخروج من جلدها طويلا.
وكانت فرق من الصحافيين تتناوب على بث نشرات الأخبار في مقر إذاعة عروج في فرح في غرب أفغانستان، لكن منذ عودة طالبان، ظل إبراهيم بارهار وحده يبث ساعات من البرامج الدينية. وبدأت إذاعة “عروج”، البث قبل ست سنوات مع مجموعة متنوعة من البرامج لجمهور حُرم من الإعلام لفترة طويلة.
وقال بارهار “كانت لدينا برامج موسيقية ودينية وسياسية” مشيراً إلى أنه حتى قبل شهرين كانت “عروج”، تبث 19 ساعة في اليوم. ولكن عندما تولت الحركة المتشددة السلطة في منتصف آب/ أغسطس، تبدل الحال.
ورغم المخاوف المتزايدة بشأن قمع وسائل الإعلام من قبل طالبان، عند سيطرتها على البلاد، إلا أن الكثيرين فضلوا إعطاء  طالبان فرصة قبل الحكم عليها، وانتظار ما سيؤول إليه المشهد بعد الإعلان عن “آلية جديدة” لكيفية عمل وسائل الإعلام، وأنها ستكون “أكثر حرية ووضعها أفضل مما كان عليه في عهد الحكومة السابقة”.
وبدأت الملامح العامة تظهر سريعا في تعامل طالبان مع الصحافيين، ليظهر التفاؤل لدى البعض أنه مجرد وهم، وأوضح بارهار البالغ من العمر 35 عاما، بينما كان يقدم الشاي في مكتبه “للأسف، من بين جميع البرامج، لم يبق سوى واحد، هو البرنامج الديني”.
وأضاف “نعد قائمة في الصباح ونبثها طوال اليوم لأنه لم يعد هناك بث مباشر”، بعد أن اضطر إلى تسريح جميع الموظفين البالغ عددهم 18، ومن بينهم ثماني نساء. وأشار إلى أنه “تم إلغاء جميع العقود والإعلانات لدينا.. وإذا استمر الأمر هكذا، سنضطر إلى الإغلاق”.
وغادر المئات من الصحافيين الأفغان البلاد، بينما بالنسبة إلى أولئك الذين لم يتمكنوا من الرحيل أو الذين قرروا البقاء، فهم يرون أسوأ مخاوفهم قد تحققت من خلال مجموعة من المراسيم والترهيب والاعتداءات الجسدية عليهم، إذ فقدت العديد من غرف الأخبار موظفيها أو جرى إخماد أصواتهم أو إجبارهم على فرض الرقابة الذاتية على أنفسهم. وأصبح المشهد الإعلامي في البلاد عند أدنى مستوى له منذ عشرين عاماً، بحسب المصدر نفسه.
وحطم وصول طالبان حلم المذيعة السابقة لنشرة الأخبار ماريا سلطاني بأن تصبح “صحافية مشهورة” في ولاية فرح. وقالت الشابة البالغة من العمر 25 عاما وهي تضع على رأسها منديلًا أسود “تمكنت من أن أصير صحافية، لكن الآن توقف كل شيء”. جلست الشابة التي كانت في زيارة لزميلها السابق، خلف الميكروفون، في الاستوديو العازل للصوت حيث كانت تعمل.
بعد خمس سنوات، صارت الآن “عاطلة عن العمل ومعزولة في المنزل” وتخشى أن “يؤذيها شخص ما” لكونها صحافية. وأكدت حركة طالبان التي اتبعت خلال حكمها السابق من العام 1996 حتى 2001 نهجاً متشددا وقمعياً، أنها ستحترم حقوق المرأة بموجب الشريعة الإسلامية، لكنها ما زالت بعد نحو شهرين تمنع النساء إلى حد كبير من العمل.
وجرى اعتقال ما لا يقل عن 14 صحافياً جراء تغطية احتجاجات غير مصرح بها في كابول قبل أن يطلق سراحهم لاحقا بعد أن تعرض تسعة منهم للضرب، وفقاً للجنة حماية الصحافيين التي وصفت وعود طالبان السابقة بالسماح لوسائل الإعلام بالعمل بحرية بأنها “بلا قيمة”.
وتقول منظمات مدافعة عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان إنها فرضت قواعد جديدة على الصحافيين، بما في ذلك حظر جميع التقارير “المخالفة للإسلام” أو “الإساءة إلى الشخصيات العامة” أو “المواضيع التي لم تحصل على موافقة السلطات”.
وتم إغلاق أكثر من 70 في المئة من وسائل الإعلام في البلاد، وفقاً للجنة سلامة الصحافيين الأفغان. وقال بارهار، بعد أن تم “استهدافه مرتين”، إنه “قلق لأن بعض موظفيه تعرضوا للتهديد”.
وقبل الهجوم الأخير الذي سمح لهم بأن يصبحوا في غضون أيام قليلة الحكام الجدد للبلاد، قامت طالبان بسلسلة اغتيالات استهدفت شخصيات عامة، بينها صحافيون. وكانت الحكومة السابقة قد أبلغت بارهار عدة مرات بأنه “هدف محتمل” كما قال، مضيفاً “لا أشعر بالأمان”.
وقررت وسائل إعلام أخرى اتخاذ إجراءات ذاتية تجنبا لأي مشاكل مع طالبان، فقد استبدلت شبكة التلفزيون الخاصة الأكثر شعبية في أفغانستان “تولو” طواعية المسلسلات التركية العاطفية وعروضها الموسيقية ببرامج أقل صخبا مصممة خصيصا لحكام طالبان الجدد في البلاد، الذين أصدروا توجيهات غامضة بأن وسائل الإعلام يجب ألا تتعارض مع القوانين الإسلامية أو تضر بالمصلحة الوطنية.
الملامح العامة للإعلام الأفغاني ظهرت سريعا في تعامل طالبان مع الصحافة عبر تغيير الخطط البرامجية للإذاعات والقنوات
وأفاد محسني الرئيس التنفيذي للقناة المعروفة ببرامجها الإخبارية والترفيهية، أنه قرر بمفرده إزالة البرامج الموسيقية والمسلسلات من موجات الأثير “لأننا لم نعتقد أنها ستكون مقبولة لدى النظام الجديد”. وتم استبدال الدراما الرومانسية بمسلسل تلفزيوني تركي يتناول العصر العثماني، ويعرض ممثلات يرتدين ملابس أكثر احتشاما.
وقامت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية في أفغانستان بسحب مذيعاتها من البث. وتوقفت قناة “زان.تي.في” المستقلة التي تديرها النساء عن عرض برامج جديدة.
ويناضل عدد قليل من الصحافيين للحفاظ على وجود إعلام مستقل في أفغانستان ليتمكنوا من إيصال صورة عما يجري للعالم، وقال بلال سرواري الصحافي المخضرم في أفغانستان عبر قناة “بي.بي.سي”، “علينا أن نتأكد من بقاء الصحافة الأفغانية على قيد الحياة لأن الناس سيحتاجونها”. وعلى الرغم من أنه غادر أفغانستان مع أسرته، إلا أنه اعتبر أن جيلا من الصحافيين المواطنين يتمتعون بإمكانيات أكثر من أي وقت مضى. وأضاف “إذا لم نتمكن من العودة، فهذا لا يعني أننا سنتخلى عن أفغانستان. سنعمل لصالح أفغانستان أينما كنا”. الاتصال العالمي هو الوضع الطبيعي الجديد.

قد يهمك ايضا 

حركة طالبان تطالب أميركا برفع الحظر عن احتياطي البنك المركزي

حركة طالبان تعلن القبض على خلية من تنظيم داعش في ولاية نيمروز

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسائل إعلام أفغانية تستسلم أمام سطوة حركة طالبان وتبث برامج دينية فقط وسائل إعلام أفغانية تستسلم أمام سطوة حركة طالبان وتبث برامج دينية فقط



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab