إيران تضيّق الخناق على وسائل الإعلام مع تزايد الضغوط عليها داخليًا وخارجيًا
آخر تحديث GMT22:43:15
 العرب اليوم -

التف المتشددون والليبراليون لتصدير فكرة أن النظام يواجه “الهيمنة الأميركية”

إيران تضيّق الخناق على وسائل الإعلام مع تزايد الضغوط عليها داخليًا وخارجيًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إيران تضيّق الخناق على وسائل الإعلام مع تزايد الضغوط عليها داخليًا وخارجيًا

الصحف الایرانیة
طهران - العرب اليوم

تعمل السلطات في إيران على تشديد الخناق بشكل استباقي على وسائل الإعلام العاملة داخل البلاد، فقد حاول النظام دائمًا التحكم في تدفّق الأخبار إلى بقية العالم، ولكن الآن، ومع مواجهته ضغوطًا داخليةً وخارجيةً متزايدةً، تسعى المؤسسة السياسية الإيرانية جاهدة إلى إسكات الأصوات الصحافية، في محاولة لتقديم رسالة “مُوحّدة” للعالم.

والمثير للسخرية هو أن إيران احتفت يوم الاثنين قبل الماضي بعيد الصحافيين، مثلما تفعل كل سنة، وما ميز احتفاء هذا العام هو الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف داخل القاعة الرئيسية للوزارة. وهي مكان يعرفه جيدًا الصحافيون الذين يغطون الشؤون الإيرانية.

وزارة الخارجية، التي تقع قريبًا من بازار طهران الكبير الشبيه بالمتاهة، تمنح رئيسَ الدبلوماسية الإيرانية منصةً مثاليةً لإيصال رسالته إلى الشخصيات الزائرة والمراسلين الأجانب. ولكن في عيد الصحافيين هذه السنة، كان كثير من المراسلين الذين يعملون لحساب الصحافة الدولية غائبين.

ووفق مصادر في طهران، فإن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي – وهي الجهة التي تمنح الاعتمادات الصحافية – توقفت فجأة عن منح التراخيص للصحافيين العاملين لحساب وسائل الإعلام الأجنبية. ولا أحد شرح لماذا.

وتقليديًا، تصدر هذه الاعتمادات لمدة سنة في كل مرة، ويتم تمديدها في أواخر يوليو، في اليوم الأول من الربع الثاني من السنة الإيرانية. غير أنه في هذه السنة لم يتلق معظم المراسلين الصحافيين سوى تمديد لثلاثة أشهر، بينما لم يتلق عدد من المراسلين الآخرين الذين يعملون لحساب وسائل إعلام كبيرة – ومنها وسائل إعلام توجد مقراتها في الولايات المتحدة – أي ترخيص على الإطلاق.

والواقع أن هذه استراتيجية مألوفة تستخدمها الأنظمة السلطوية مثل النظام الإيراني، من أجل الترهيب وتشجيع الرقابة الذاتية بين الصحافيين الأجانب. والمؤسسات الإعلامية تعي هذه الأساليب جيدًا، ولكنها تختار عمومًا الإبقاء على حضورها في البلد، مفضلة قدرةً محدودةً على نقل الأخبار من الميدان، على ألا يكون لها أي حضور على الإطلاق. ولكن إيران أخذت تجعل الحفاظ على هذا الحل الوسط صعبًا.

غير أن الأهداف في أحدث ضغطٍ على الصحافة والإعلام في إيران لا تقتصر على الصحافة الأجنبية. ذلك أن المنتقدين الداخليين لحكومة روحاني أخذوا يعانون منه أيضًا.

فالإغلاق المفاجئ هذا الأسبوع لـ”فاتان إمروز” (“الوطن اليوم”)، وهي صحيفة منحازة إلى وحدة الاستخبارات التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي، قدّم بعض الإضاءات حول أعمال الحكومة. فرسميًا، الإغلاق كان بسبب نقص المال اللازم لدفع ثمن الكلفة المتزايدة للورق، ولكن لا أحد يصدق هذه الذريعة.

الصحيفة، التي اشتهرت بنشر نظريات مؤامرة ورسوم كرتونية شائنة ونصوص استجوابات مزعومة لسجناء سياسيين (من بينهم كاتب هذه السطور)، كانت تتمتع بالحرية في نشر أي قصة تشاء، وخاصة تلك التي كانت تنتقد سياسة التعامل مع الولايات المتحدة التي كان يتبعها روحاني. وقد كان ظريف هدفًا مفضلًا.

والشهر الماضي فقط، أطلقت قوى موالية للحرس الثوري “غراندو”، وهو أحد أعلى البرامج التلفزيونية كلفة في تاريخ التلفزيون الإيراني، من دون أي دعم من مصادر التمويل التقليدية. السلسلة، التي تتعلق بشبكة تجسس فكّكها الحرسُ الثوري، وُصفت بأنها تستند إلى وقائع حقيقية، وكانت لها وجهة نظر قاسية تجاه ظريف الذي قدّمته على أنه ضعيف ومتأثر بالغرب.

فكان أن أقدم وزير الخارجية الإيراني على الخطوة غير المعتادة المتمثلة في تقديم شكوى إلى المرشد علي خامنائي، بشأن البرنامج التلفزيوني والطريقة التي وُصف بها فيه. ويبدو أن الصحيفة كانت من بين الخسائر الجانبية للصراعات الداخلية بين فصائل متنافسة.

ما نراه في إيران حاليًا هو عبارة عن تضافر قوى داخل النظام، حيث أخذ المتشددون والليبراليون معًا يلتفون حول الخطاب المشترك الذي مؤداه أن إيران تقف في وجه “الهيمنة الأميركية” وتدافع عن “حقوق” الشعب الإيراني.

ذلك أن القيادات الإيرانية تدرك أنها مقبلة على فترة عصيبة. فمستوى المعيشة تراجع بحدة، والأدوية الحيوية قليلة، والتوتر قائم. غير أن التغطية الإعلامية الحالية في إيران قد تدفع المرء للاعتقاد بأن ظريف ومتاعبه هي الأخبار الوحيدة الصالحة للنشر.

ذلك أن عناوين الصحف في إيران، خلال الأيام الأخيرة، طغت عليها الأخبار التي مفادها أن ظريف تلقى دعوى إلى اجتماع في المكتب البيضاوي من الرئيس ترامب ورفضها.

ظريف عاد إلى طهران وسط تصفيقات من أصدقاء وخصوم بسبب رفضه الدعوة الأميركية. واللافت أن وزير الخارجية، الذي كان غاضبًا بوضوح بسبب الانهيار الوشيك لاتفاق 2015 النووي الذي ساهم في إخراجه إلى الوجود مع القوى العالمية وإيران، ينتهز كل فرصة تتاح له لتبرير الاتفاق، ولكن أيضًا للاشتكاء من الطريقة التي عومل بها من قبل الولايات المتحدة ومنافسين له داخل إيران.

النظام الإيراني منهمك حاليًا في الاستعداد لحصار طويل – والصحافيون بدؤوا منذ الآن في دفع الثمن

قد يهمك أيضا:

وزير خارجية إيران يكشف عن رسالة بلاده لدول الخليج العربي

إيران تدعو لـ"معاهدة سلام" مع الخليج وترامب يطرح الحوار مع طهران

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تضيّق الخناق على وسائل الإعلام مع تزايد الضغوط عليها داخليًا وخارجيًا إيران تضيّق الخناق على وسائل الإعلام مع تزايد الضغوط عليها داخليًا وخارجيًا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:49 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab