باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط
آخر تحديث GMT07:58:28
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

حاجز الخوف انكسر تمامًا والحرية يمارسها الفنانون من دون قيود

باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط

باسم يوسف

واقيًا ضد الرصاص - إلى أغنية يتراقص على أنغامها الشباب في حفلات عيد الميلاد، في محال المشروبات والمقاهي التي يقيمون فيها حفل عيد ميلاد أحدهم.
ظهرت السخرية المبدعة للمصريين أيضًا عندما تعرضت مدينة بورسعيد إلى مجرزة ثانية في السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي أعقبها غضب شعبي وصل بسكان بورسعيد إلى العصيان المدني، مما اضطر مرسي في بداية العصيان إلى فرض حظر التجوال في مدن القنال، بورسعيد، السويس والإسماعيلية.
وجاء الرد الشعبي على قرارات مرسي بفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في المدن الثلاث حاسمًا قويًا ومباشرًا، ولكنه ساخر في الوقت نفسه، حيث قام الشباب بتنظيم دورات كرة قدم في شوارع المدن الثلاث تبدأ فاعلياتها قبل موعد الحظر بربع ساعة فقط وتستمر حتى الصباح من اليوم التالي، تحديًا من أبناء مدن القناة لقرارات مرسي.
وأقيمت حفلات سمر في بورسعيد والسويس والإسماعلية وتجمعات كرنفالية يومية تبدأ مع حظر التجوال وتنتهي بنهايته في صباح اليوم التالي، حتى إن فاعليات تلك المهرجانات الليلية اليومية وصلت إلى حد إقامة حفلات الزفاف في شوارع المدن الثلاث.
أما الظاهرة الساخرة الأقوى على الإطلاق، والتي نبتت في أرض مصر وترعرعت على ترابها فهو جراح القلب الذي تحول إلى كوميديان، باسم يوسف، والإنسان المصري الذي أطلق للسانه العنان للسخرية من نظم الحكم في مصر بدءًا من المخلوع مبارك وحتى محمد مرسي.
كرس هذا الرجل نفسه للسخرية من المستبدين مهما كانت انتماءتهم وخلفياتهم والفصائل التي انحدروا منها، هذا الرجل الذي يواجه مئات البلاغات المقدمة إلى النائب العام، والذي صدر أمرًا بضبطه وإحضاره للتحقيق معه في تهم واهية لا أساس لها، ولا دليل عليها، والتي خضع بصددها للتحقيق.
وكانت أهم التهم التي وجهت إلى باسم يوسف هي إهانة الرئيس وازدراء الأديان وتكدير الأمن والسلم العام والترويج لشائعات وأخبار غير صحيحة، إنه هو نفسه دلك الرجل الذي يحظى بمشاهدة 30 مليون مشاهد في الوطن العربي أسبوعيًا في برنامجه المشهور، وهو أيضًا من لُقب بـ "جون ستيوارت المصري".
نجح باسم يوسف في ترسيخ مفهوم السخرية، وتوعية الناس بأهميته في مقاومة الظلم والاستبداد والأنظمة غير المؤهلة للحكم التي تكرس لنفسها للسلطة من دون أدنى اهتمام بشيء سوى مصالحها الشخصية ومصالح الفصيل الذي ينتمون إليه. وإن لم تكن السخرية زواجًا بين العصيان المدني والضحك وإظهار أكبر قدر ممكن من الاستهانة بتلك النظم وعدم احترامها، لما تقدم عليه من ظلم واستبداد وسلطوية، وإذا لم تكن لدغة قوية في البشرة الرقيقة لمن تخلو أرواحهم من الدعابة والمرح، فماذا تكون إذن؟ وإن لم تكن الثورة عبارة عن حلقة ساخرة طويلة من برنامج له شعبية كبيرة موجهة ضد السلطة الحاكمة المستبدة، فماذا تكون إذن؟ يتضمن ما سبق الإسلاميين الممارسين للسياسة والساعين وراء السلطة في مصر الذين نجح باسم يوسف في كسر الحاجز الذي كانوا يحتمون به، وإزاحة الستار الذي يتخفون خلفه، الدين، ليكشف حقيقتهم للمصريين، وهم الإسلاميون من أمثال مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين".
وفي الحقيقة، لم تكن الثورات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي السبب في ظهور مفاجئ للسخرية في المنطقة، فمنذ القدم، يقوم الساخرون والكتاب والمؤلفون والشعراء بتوجيه السخرية إلى الحكام، إلا أنهم كانوا يوجهون أعمالهم الفنية الساخرة ويسددون سخريتهم إلى صدور الطغاة والمستبدين في دول المنطقة عن طريق الرمزية والإسقاط والتلويح والتلميح والإشارات الضمنية، وغيرها من أساليب الكتابة وصياغة الأعمال الفنية من مقال وشعر ونثر ومسرحيات حتى لا يقع هؤلاء الفنانون ضحايا للكلمة التي يكتبونها.
أما الجديد بعد الثورات، فهو أن حاجز الخوف انكسر وتلاشى تمامًا مما أدى إلى ظهور فيض من السخرية على السطح، والتي يمارسها الفنانون بحرية ومن دون أي قيود في الوقت الراهن، اعتمادًا على الحقيقة التي يؤمنون بها وهي أن ثورة قد قامت في بلادهم.
شارك باسم يوسف على رأس آلاف الفنانين والكوميديانات وأصحاب العروض والبرامج المختلفة في إرساء قواعد السخرية في النور، وتأسيس مملكة خاصة للساخرين تكرس كل جهودها وإمكاناتها لمحاربة الحاكم المستبد والنظام الفاشل.      
وببساطة شديدة، بدأ باسم يوسف على رأس جيوش من الساخرين في توجيه الانتقادات اللاذعة والساخرة لمحمد مرسي وأعوانه من الإسلاميين الذي لا يتقبلون النقد بأي شكل من أشكاله.
وكانت بداية الحرب على النظام، الذي ظن أنه ورث البلد عن مبارك وأعوانه في مصر، وزين العابدين بن علي وأعوانه في تونس، وأنه قادر على أن يدير البلاد بالطريقة نفسها التي أدارها بها هؤلاء من دون مقاومة من الشعوب، بداية صريحة في النور حيث يستخدمون الأسماء دون مواربة أو إشارات ضمنية أو رموز، حيث يذكرون اسم من ينتقدونه وبعد ذكر الاسم تتوالى عمليات تقطيع الضحية، وتوجيه أسهم السخرية إليها، حتى تظهر للجميع من دون غلاف الدين الذي كان تتستر خلفه، وتخفي وراءه خطايا لا يقبلها هذا الدين على الإطلاق.
ومن هنا أصبح باسم يوسف هو رائد مدرسة الكوميديا السياسية الساخرة الصريحة التي لا مواربة فيها لأحد، ولا تقديس لأحد.
ومن الواضح أن من هم في سدة الحكم في مصر وتونس يقفون موقف المتفرج من انتهاكات حقوق الإنسان والأقليات والنساء، بينما تقوم أجهزتهم الإعلامية الخاصة وأجهزة إعلام الدولة بتوجيه ضربات متلاحقة لتلك الأقليات.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث يرسل الحكام أذيالهم من الأنصار والتابعين كالجراد ليتقدموا ببلاغات وشكاوى ويرفعون الدعاوى القضائية ضد الكوميديانات والساخرين منهم.
وهناك مثال حي لما يمكن أن تؤدي إليه تلك الدعاوى القضائية حيث تم الحكم بالسجن على أحد منتجي برامج العرائس ذات التوجهات السياسية الساخرة، سامي فهري، بسبب إنتاجه لحلقة من حلقات عرض العرائس الخاص به تنطوي على انتقادات ساخرة من حركة النهضة الحاكمة بتونس.
كما وجه النائب العام في مصر تهمًا إلى علي قنديل، أحد أصحاب عروض الكوميديا الواقفة الذي ظهر في إحدى حلقات البرنامج، برنامج باسم يوسف، وهي الاتهامات التي تضمنت السخرية من المؤذنين الذين ينطلقون بالأذان إلى الصلاة وتلاوة القرآن عبر مكبرات صوت، حيث أشار علي إلى أن من بين هؤلاء من يفتقد إلى حلاوة الصوت وحسن التلاوة، وتصدر عنه أخطاء كثيرة أثناء قراءة القرآن الكريم.
بالإضافة إلى ذلك يواجه عدد كبير من الفنانيين والكوميديانات في مصر وتونس تهمًا لا أساس لها من الصحة، بسبب تقديم عروض ساخرة من النظم الحاكمة، أو توجه الانتقادات لتلك النظم في إطار عمل فني مكتوب أو مسموع أو مرأي، من بين هؤلاء الذين وُجهت إليهم التهم دعاء العدل، رسام الكاريكاتير في مصر وفريق الراب التونسي "ولد الخمستاشر" الذين حُكم عليهم بعامين سجن لإهانة الشرطة.
ورغم كل ما سبق من تحديات، نجح باسم يوسف في تلقين الإخوان المسلمين وغيرهم من السلفيين الذين يناصرونهم على طول الخط درسًا قويًا عبر برنامجه السياسي الذي فضحهم وكشف حقيقتهم للجماهير المصرية، وهم من كانوا يفعلون ما يفعلون من انتهاكات للقانون من دون حساب، وهم أيضًا من يمارسون الاضطهاد ضد المسيحيين والأقليات والمرأة في مصر من دون حساب، وهم أيضًا من كانوا ولا يزالون على نفس النهج، حيث يوجهون اللوم للمرأة التي تقع ضحية الاغتصاب أو العنف الجنسي بدلًا من معاقبة مرتكب هذه الأفعال.  
 
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab