احد مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان
بيروت ـ جورج شاهين
حطت طائرة روسية عملاقة، الأربعاء في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، آتية من موسكو في إطار دعم الدول المانحة للحكومة اللبنانية، بشأن النازحين السوريين إلى لبنان، وتحمل على متنها 36 طنًا من المواد الغذائية، والإيوائية، كدفعة أولى من أصل أربع دفعات، تسلمتها الهيئة العليا للإغاثة في المطار، ممثلة بأمينها
العام العميد إبراهيم بشير، في حضور سفير روسيا لدى لبنان آلكسندر زاسبكين، وأركان السفارة، وعدد من المسؤولين في الهيئة.
وتشمل المواد الإغاثية بطانيات، ومأكولات للأطفال ومواد غذائية، ومولد كهربائي، وأدوات منزلية، وتأتي هذه المساعدة في سياق تقديم الدولة الروسية المساعدات الإغاثية للنازحين، من ضمن أربع دفعات ستصل تباعًا، لتتسلمها الهيئة العليا للإغاثة ويتم بواسطتها توزيع المساعدات على النازحين من سورية إلى لبنان.
وقال بشير أن "هذه الهبة ستوزع وفقًا لآلية توزيع وضعت بالتنسيق بين السفير الروسي وأمين عام الهيئة العليا للإغاثة، لتطال بالدرجة الأولى النازحين من سورية إلى لبنان، الذين لا يستفيدون من أي مصدر آخر لأسباب خاصة بهم".
من جهته، قال زاسبكين "نحن لا نقوم بهذا الأمر للدعاية، ولكن نحاول، قدر الإمكان، أن نسهل أحوال النازحين السوريين في لبنان، ونخفف الأعباء التي يتحملها لبنان دولة وشعبًا، وقد تم الإتفاق المبدئي بشأن تقديم هذه المساعدة الإنسانية، أثناء اللقاء الذي تم في موسكو، في كانون الثاني/يناير الماضي، بين الرئيسين فلاديمير بوتين وميشال سليمان، على أساس أننا متعاطفون مع السوريين واللبنانيين، وأشير إلى أن هذه المواد هي مواد غذائية وأدوات منزلية ومولدات كهربائية وحاجات ضرورية".
وأضاف زاسبكين "بهذه المناسبة أود مرة أخرى أن أؤكد النهج المستقيم لروسيا الإتحادية، لمصلحة التسوية السياسية للنزاع السوري، عن طريق وقف العنف وإجراء حوار بين السلطات السورية والمعارضة، وفقًا لبيان جنيف، وهذا النهج مستقيم لن يتغير وسوف نواصل الجهود لتكون الإرادة السياسية للمجتمع الدولي تصب في خانة التفاوض لمصلحة الحل السلمي في سورية".
وعن كيفية توزيع المساعدات، وما إذا كانت ستشمل النازحين السوريين جميعًا من موالين ومعارضين للنظام في سورية، قال السفير الروسي "بالنسبة إلينا هذا الأمر إنساني بحت، ولا يوجد فرق بين أي سوري نازح وآخر موجود على الأراضي اللبنانية، ولدينا تواصل كامل مع الهيئة العليا للإغاثة، وهناك تعاون كامل في ما بيننا، وسنشارك، من خلال موظفين في السفارة، في توزيع هذه المساعدات على النازحين السوريين في لبنان".
وعن موعد وصول الدفعات الثلاث الأخرى، أوضح السفير "الدفعة الثانية ستصل في العاشر من نيسان/أبريل الجاري، والدفعتان الأخريان خلال النصف الثاني منه".
وعما إذا كانت الأزمة السورية ستحل قريبًا سياسيًا أم عسكريًا، صرح زاسبكين "نحن كدبلوماسيين نعمل لمواكبة الوضع في سورية، ولا نريد أن نتكهن كم ستستغرق الأزمة السورية، ولكن المطلوب إتخاذ إجراءات فورية، لوقف العنف، وتعيين المفاوضين من قبل المعارضة، لإجراء حوار مع السلطات السورية، وهذا أهم شيء، وهذا هو الطريق إلى بيان جنيف، وليس الإجراءات الأخرى التحريضية، أو غيرها، التي تعرقل التسوية، ونرى خلال الأيام الأخيرة انتشارًا أوسع للأعمال الإرهابية، فيجب إعادة النظر في المواقف التحريضية، والعودة إلى المجرى السياسي والتقدم به نحو الأمام".
وعن تعليقه على رغبة الولايات المتحدة الأميركية بتسليح المعارضة السورية، لاسيما في ضوء الحديث عن انهيار إتفاق جنيف، ولتغيير موازين القوى في سورية، قال زاسبكين "برأيي الموضوع ليس تغيير موازين القوى، وإنما كما قلت أهم شيء الآن هو إيجاد إرادة مشتركة للمجتمع الدولي، على أساس إتفاق جنيف، وهذا ما تم التوصل إليه من قواسم مشتركة للأطراف جميعًا".
وعن اللقاء المرتقب بين الرئيسين أوباما وبوتين خلال حزيران/يونيو المقبل، رأى السفير "بطبيعة الحال هذا اللقاء يلعب دورًا كبيرًا جدًا، ولكن في نفس الوقت يجب تهيئة الأجواء من قبل الأطراف ليكون اللقاء الروسي-الأميركي، متزامنًا مع اتصالات أخرى، عن طريق مشاركة أوسع من قبل المجتمع الدولي، وعندها سيمكن تحقيق التقدم".
وفي شأن تخوفه من الوضع الأمني في لبنان، في ضوء دعوة الولايات المتحدة رعاياها لعدم زيارة لبنان، قال السفير "نعتقد أنه بالنسبة إلى نصائح الدول لرعاياها فهذا شأن يتعلق بأي طرف يقدم مثل هذه النصائح أو لا يقدمها، أما بالنسبة إلى الوضع الراهن في لبنان، فنحن نتمنى أن يتغلب الشعب اللبناني والأحزاب السياسية، في هذه المرحلة الحساسة، على كل الصعوبات، لإيجاد المخارج من المشاكل، لذلك نرى أن إجراء الانتخابات النيابية في لبنان أمر ضروري جدًا، ليس فقط لتأكيد التزام لبنان بالمعايير الديموقراطية، بل لتنقية الأجواء، وتحسين الأمور، وتقريب وجهات النظر بين التكتلات الأساسية، ولتأمين التغطية السياسية للسلطات اللبنانية، والجيش اللبناني، من أجل تعزيز مؤسسات الدولة، أما بالنسبة لتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، والأمور المتعلقة بشكلها وطبيعتها وتفاصيل إجراء الانتخابات النيابية، فهذه كلها شؤون داخلية في لبنان، ونحن نتمنى من كل الأطراف الخارجية، كما تعمل ذلك روسيا، تشجيع الأصدقاء وكل الأطراف في لبنان على إيجاد القواسم المشتركة، لكي يحصل التوافق في هذا البلد قبل كل شيء".
أرسل تعليقك