وزير الخارجية الأميركي جون كيري
واشنطن ـ يوسف مكي
وصف محادثاته التي أجراها على حدة مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أخيرًا بأنها كانت "بناءة للغاية"، ولكنه أشار في ختام زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام في إسرائيل والضفة الغربية إلى أن الطريق لا يزال أمامه طويلاً في إطار سعيه
لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك بقوله "إن تحقيق الإنجاز على نحو صحيح أهم من تحقيقة على نحو سريع".
وأشارت صحيفة "غارديان" البريطانية اتفاق كيري ونتنياهو على مواصلة "القيام بواجباتهما في هذا السياق خلال الأسابيع المقبلة، من خلال البحث عن الكيفية التي يمكن عن طريقها تجميع أجزاء الصورة المتناثرة جنبًا إلى جنب لتحقيق قدر من التقدم".
تأتي زيارة كيرى الأخيرة إلى إسرائيل والضفة الغربية والتي استغرقت ثلاثة أيام في إطار عملية دبلوماسية مكوكية من المنتظر أن تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
وتوقفت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية قبل ما يزيد على عامين ونصف العام، وبدأت مهمة كيري الدبلوماسية بعد زيارة أوباما بحثًا عن سبيل لاستئناف تلك المفاوضات في ظل أجواء من العناد والتصلب والارتياب.
وذكرت تقارير صحافية أن كيري يرغب في جر الطرفين إلى محادثات رباعية في عمان، والتي يمكن أن تضم كلاً من الولايات المتحدة والأردن، إلا أن كلاً من الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي يرغب في الحصول من الطرف الآخر على مؤشرات ولفتات تشجيعية قبل أن يبدي استعداده للاجتماع مع الطرف الآخر.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل جلسة محادثاته مع كيري، صباح الثلاثاء، التي استغرقت ثلاث ساعات أنه عاقد العزم ليس فقط على استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، وإنما أيضًا على القيام بجهود جادة من أجل إنهاء الصراع نهائيًا وإلى الأبد.
ولكنه يرفض تلبية الشرط الفلسطيني لاستئناف المفاوضات، والذي يقضي بتجميد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، ومع ذلك، يقال إن إسرائيل قد تتجنب إعلان المزيد من المشاريع الإنشائية الاستيطانية خلال الأسابيع المقبلة.
كما يطالب الفلسطينيون أيضًا بالإفراج عن 123 سجينًا سياسيًا قامت إسرائيل بسجنهم قبل اتفاقية أوسلو، أي قبل ما يقرب من عشرين عامًا، كما يطالبون أيضًا بأن تقدم إسرائيل خريطة توضح حدودها المقترحة.
أما الجانب الإسرائيلي فهو يطلب من الفلسطينيين الاعتراف بأن إسرائيل دولة يهودية، كما يطالب السلطة الفلسطينية بالامتناع عن القيام بإجراءات من جانب واحد في المنظمات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية، والامتناع عن القيام بأي خطوات نحو تحقيق تسوية سياسية مع حركة "حماس" في قطاع غزة.
وذكرت تقارير صحافية أن الفلسطينيين وافقوا على تعليق أي تحرك لرفع دعاوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية لمدة 12 أسبوعًا.
وناقش كيري ونتنياهو مبادرة اقتصادية لم يكشف النقاب عن تفاصيلها بعد، ولكن كيري قال إنه يرغب في توضيح أن أي خطوات ومبادرات اقتصادية لن تكون بديلة عن المسار السياسي وإنما هي إضافة له.
وأكد أن الأولوية للمسار السياسي، وأنه يأتي في المقام الأول، وأن أي إجراءات ومبادرات أخرى قد تحدث ما هي إلا مكمل للمسار السياسي.
وتناولت محادثات كيري أيضًا البرنامج النووي الإيراني، وأكد كيري أن الولايات المتحدة عازمة على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وقال: إن تصريحات أوباما في هذا الشأن ليست على سبيل التحايل والخداع.
وأضاف "إننا جادون في هذا الأمر ومنفتحون على المفاوضات، ولكنها لن لن تكون مفاوضات لا نهاية لها، ولا يمكن أن تكون بمثابة وسيلة لكسب الوقت من أجل إنتاج سلاح نووي".
وقال نيتانياهو "إن إيران تستغل المحادثات من أجل تحقيق تقدم في برنامجها النووي، وإنه لا يمكن السماح لإيران بالاستمرار في برنامجها من أحل صنع أسلحة نووية، وينبغي علينا ألا نسمح لها بمواصلة عمل ذلك في تحدٍّ لكل المجتمع الدولي".
وينتظر أن يقوم وزير الدفاع الأميركي تشوك هاغل بأول زيارة له إلى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر.
وسيلتقي هاغل مع نظيرة موشيه يعالون لإجراء مناقشات بشأن إيران، ومزيد من التمويل الأميركي لأنظمة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ، ومن المنتظر أن تستغرق الزيارة يومين.
ولقي تعيين هاغل وزيرًا للدفاع الأميركي معارضة من بعض أعضاء الكونغرس على أساس أنه لا يؤيد إسرائيل بالقدر الكافي.
أرسل تعليقك