الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية الدكتور أحمد بلال
الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
جددت الحكومة السودانية ترحيبها بزيارة الرئيس المصري محمد مرسي، ووصف وزير الإعلام الزيارة بالمهمة، مضيفا أنها تعبر عن الروح الجديدة للعلاقات بين الخرطوم والقاهرة، يضاف إلى ذلك أنها أول زيارة لرئيس منتخب من الشعب المصري، وأكد، في تصريحات
خاصة لـ"العرب اليوم"، أن حكومة بلاده لن تثير أي قضايا خلافية مع مصر خلال الزيارة، وأوضح بلال أن مبارك وخلال أعوام حكمه لم يزر السودان إلا في فترات متباعدة، وأنه لم يقض ليلة واحدة في الخرطوم، مضيفاً أن زيارة مرسي مهمة بالنسبة لحكومته، فالرئيس مرسي يزور السودان وبرفقته وفد وزاري رفيع من بينهم وزراء القطاع الاقتصادي وهذا عنوان بالنسبة لنا في الخرطوم العنوان الأبرز لطبيعة الزيارة، ومن المنتظر أن يتم نقاش حول ملفات التكامل بين البلدين في الفترة المقبلة،
وأشار الوزير السوداني إلى أن الدور المصري في السابق كان سلبياً (خلال حكم مبارك) وأستطيع القول بأنه كان أحياناً أقرب إلى مساعدة أعداء السودان، أما الآن فالدور المصري اختلف، مصر بالنسبة لنا مهمة في القضايا المشتركة، ومن هذا المنطلق سيكون للزيارة ما بعدها.
وفي سؤال لـ"العرب اليوم" عن الخلاف بشأن مثلث حلايب ووجود بعض عناصر المعارضة السودانية في مصر، أكد وزير الإعلام السوداني، "لن نتحدث أو نثير قضايا خلافية مع مصر في هذه المرحلة، قضية حلايب قضية قديمة تعود إلى العام 1955، ولن نفتح هذا الملف مع مصر الآن، الظرف لا يسمح بذلك، لكنه عاد وأشار إلى أن القضايا جميعها يمكن حلها، كلما كان المناخ ملائماً لذلك ويسوده التفاهم، واختتم وزير الإعلام السوداني حديثه لـ"العرب اليوم" "بالتأكيد القضايا كلها مقدور عليها، ويمكن حلها وفي وقتها المناسب، مصر تعيش الآن ظرفاُ انتقالياُ".
ويبدأ الرئيس المصري الدكتور محمد مرسى الخميس زيارته إلى السودان والتي تستغرق يومين يرافقه خلالها وفد وزاري رفيع، وسيعقد الرئيسان مرسي والبشير لقاءً مغلقاً في قاعة الصداقة في الخرطوم فور وصوله، يعقبه لقاء ثنائي يشاركهما فيه عدد من وزراء البلدين لبحث الملفات الثنائية، كذلك يلتقي الرئيس مرسي صباح الجمعة في مقر إقامته بالنائب الأول للرئيس السوداني على عثمان طه، كما يلتقي وزير المال على محمود والأمين العام للحركة الإسلامية في السودان الزبير أحمد الحسن، ويعقد لقاءً مع قادة الأحزاب والقوى السياسية السودانية من بينهم بحسب بعض التسريبات رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي، وسيلتقي مرسي مع ممثلي الجالية المصرية في السودان, وسيعقد الرئيسان البشير ومرسي مؤتمراً صحافياً عصر وأكد عضو القطاع السياسي في الحزب الحاكم في السوداني (المؤتمر الوطني) الدكتور ربيع عبد العاطي أن زيارة الرئيس مرسي إلى السودان ستكون مختلفة عن أشكال ومضامين زياراته لعدد من الدول، فزياراته تلك في اعتقادي كانت لشرح الأوضاع في بلاده، أما هذه فلبحث تطوير التعاون بما يتناسب وتطلعات الشعبين وخصوصية علاقاتهما، وعن تساؤل البعض عن تأخرها، أجاب، ربيع عبد العاطي، كانت الحكومة المصرية مشغولة بإزالة أنقاض الماضي، وهي أنقاض تداخلت فيها الكثير من العناصر والعوامل الداخلية والخارجية، وأضاف أن القيادة المصرية كانت مطمئنة إلى السودان، الآن جاء دور ومرحلة النظر في كيفية تمتين العلاقات ووفد الرئيس المصري يضم وزراء الوزارات الاقتصادية والتخطيطية بالإضافة إلى الشؤون الخارجية، وقال لا ننسى أن رئيس الوزراء المصري هشام قنديل زار السودان وكذلك قيادات الحزب الحاكم في مصر(سعد الكتاتني)، واختتم عضو القطاع السياسي في الحزب الحاكم في السودان تصريحاته بالتأكيد أن هناك نية خالصة للتعاون المشترك والتكامل الحقيقي واستغلال طاقات وموارد البلدين استنادا إلى علاقات شعبية عميقة وقديمة، وإلى تاريخ ضارب الجذور في أعماق الأرض السودانية والمصرية وما يربط بينهما من شرايين مائية وبشرية وتضاريس جغرافية.
وقال سفير السودان في القاهرة السفير كمال حسن علي في تصريحات، إن الطريق البري الرابط بين البلدين سيُحدث نقلة كبيرة وسَيُسَهِّل من حركة التجارة وعبور الشاحنات وخفض تكلفة نقل البضائع بنسبة كبيرة بالإضافة إلى سهولة تنقل الأفراد عبر حدود البلدين ، وهذا لم يكن متاحاً في السابق، كما توقع الملحق الاقتصادي في سفارة السودان في القاهرة محمد علي عبد الله أن يتم ترفيع اللجان العليا في البلدين لتكون برئاسة البشير ومرسي.
وعن فرص التعاون في المجال الزراعي يقول رئيس اتحاد مزارعي السودان عبد الجبار آدم إن الظروف مواتية لذلك التعاون وتحقيق التكامل الحقيقي في مجالات الزراعة، حيث تم وضع خطة مشتركة بدأت بالولاية الشمالية بتخصيص مساحة قدرها 100 ألف فدان للاستفادة من موارد السودان، وخبرات وقدرات الجانب المصري في هذا المجال، فالخرطوم تملك الأراضي والقاهرة تملك الخبرات والقدرات الخاصة بحل قضايا ومشكلات العمل الزراعي في السودان، مضيفاً أن الطريق البري سيساعد في نقل منتجات بلاده عبر مصر إلى الدول المستهلكة وإلى الأسواق العالمية.
وأشار رئيس الاتحاد التعاوني لفلاحي مصر ممدوح حمادة، في تصريحات له، إلى قيام اتحاد وادي النيل للمشروعات الغذائية المشتركة وهو خطة متقدمة للتعاون والتكامل الزراعي.
ولفت رئيس تحرير صحيفة الحرية والعدالة الناطقة باسم الحزب الحاكم في مصر رجب الباسل في تصريحات سابقة لـ"العرب اليوم"،في تعليق له على الزيارة، إلى أنها ستكون واحدة من أهم الزيارات الخارجية للرئيس مرسي، فالسودان يمثل الظهير الأمني والاستراتيجي لمصر فيما يتعلق بالأمن القومي المصري إجمالاً، وقال إن العلاقات بين السودان ومصر تاريخية وممتدة لآلاف السنين وهي علاقة تقوم على أكثر من عامل، وتوقع الباسل أن تبحث الزيارة ملفات عدة في مقدمتها الملف الاقتصادي، وذكرت الإذاعة السودانية الرسمية أن جلسة عمل مشتركة بين وفد رجال الاعمال المصريين المرافق للرئيس مرسي وبين رصفائهم من رجال الأعمال السودانيين ستناقش سبل وآليات تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وكيفية إزالة المعوقات والعقبات وزيادة حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين، كما تناقش جلسة المباحثات التكوين الجديد لعضوية مجلس الأعمال السوداني المصري وكيفية تنشيط وتفعيل أعماله لِيُسْهِمَ في قيادة عملية المتابعة والتنفيذ لاتفاقيات التعاون بين البلدين، ومن ثَمّ تقديم المقترحات والرؤى المشتركة التي تُسْهِم في النهوض بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.
أرسل تعليقك