رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي إلى جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان
بيروت ـ جورج شاهين
سلم رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي قبل ظهر السبت، استقالته الخطية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي قبلها بموجب الدستور وشكر الحكومة على إنجازاتها وطلب منها تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وقال ميقاتي بعد اللقاء "تقدمت بكتاب استقالة الحكومة الحالية إلى رئيس الجمهورية
، أشكر كل من تعاونا معه في هذه الحكومة ومنحنا الثقة وأشكر الجسم الصحافي.وردا على سؤال، قال "المهم أن يبدأ الحوار الوطني، وأن تنشأ حكومة إنقاذية في هذه المرحلة الصعبة بالذات. أشكر الله أني خرجت كما دخلت صادقا. عندما أعلنت استقالتي البعض قال ربما هي إيحاءات خارجية إنما أؤكد أنها نابعة من قرار شخصي.
وأضاف "الحقيقة أن سبب استقالتي يعود إلى مواضيع متراكمة، فلا نية لإجراء الانتخابات، الأجهزة الأمنية إلى فراغ، لذلك قلت كفى أن نسمح بتجاهل القانون وإعاقة القيام بموجباتنا، فالموضوع لا يحتمل تأخيرا".
وقبل ظهر السبت فكك مناصرو قوى "14 آذار" الخيم التي نصبوها أمام السرايا الكبير مقر رئيس الحكومة في وسط بيروت منذ اغتيال اللواء وسام الحسن في 19 تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي بعدما اعتبروا أن الاستقالة جاءت متأخرة وهم من طالبوا بها منذ فترة طويلة.
كما رفع المعتصمون أمام منزله في طرابلس الخيم التي نصبت قبالة المنزل في طرابلس للغاية عينها.
من جانبه ، أوضح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في أول موقف له منذ استقالة الحكومة والصمت المطبق الذي مارسه أقطاب الأكثرية الحكومية وقوى "8 آذار" أن "استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فاجأتنا ولم تفاجئنا ولكن أسبابها كانت تافهة. فالاحتمالات كلها كانت لدينا الخميس لاستقالة رئيس الحكومة وعدم استقالته، والرئيس ميشال سليمان ضرب بعرض الحائط الطوائف المسيحية كلها وبعض المسلمين الذين رفضوا قانون الستين، وحين أقر القانون الأرثوذكسي في اللجان النيابية هدد بإسقاطه في المجلس الدستوري"، معتبرا أن "سليمان أبرز صلاحياته وسلطته ضد طائفته، وعند طرح مواضيع أخرى كان دائما يتحجج بعدم وجود الصلاحيات. والموضوع الآخر أن هناك ضابطا انتهت خدمته وهناك ضباطا قبله أوفى منه وأكثر إخلاصا للوطن كلهم رحلوا قبله، ونحن شهدنا كل المصائب على دوره، وهذه إهانة لقوى الأمن الداخلي عدم إيجاد ضابط آخر يحل مكانه في توليه منصبه بعد التقاعد".
وأكد العماد عون "وجوب البحث عن سبب الاستقالة في مكان آخر في إحدى السفارات، وموضوع قانون الستين لم يبرز إلا بعد زيارة السفيرة الأميركية مورا كونيللي لميقاتي وسليمان".
ولفت إلى أن "هناك استشارات وتأليفا للحكومة الآن، وهذا المسار الطبيعي، ولا يمكن قول شيء الآن، سيما وأنني لم أستوعب أسباب الاستقالة حتى الآن"، مستطردا "موضوع تسمية رئيس حكومة جديد موضوع معقد حتى الآن، والموضوع يتم بحثه بعد خطوة رئيس الجمهورية".
ورأى أن "البلد يعيش على الفوضى، حكومة لا تستطيع إحالة ضابط إلى التقاعد، والنصوص الدستورية والقانونية باتت وجهة نظر".
وفي مسألة إجراء الانتخابات النيابية بعد تقديم استقالة رئيس الحكومة، أجاب العماد عون: "على من أخذ المبادرة القول ماذا يريد، نحن نعرف ماذا نريد، وأقرينا قانونا في اللجان النيابية".
أما في الحديث عن سلة متكاملة تحوي قانون انتخاب وتشكيل حكومة من دون "حزب الله" وصف الأمر بـ"التسلية" ولا تأتي في وقتها الآن وهم يطرحون مشكلة، ونحن نحتاج إلى تمثيل صحيح كي نقر السلة المتكاملة".
ولفت إلى أنه "عندما أتينا لتنفيذ الطائف تنفيذا صحيحا افتعلوا مشكلة، ونحن نتعامل مع أشخاص لا يحترمون العقود".
وختم العماد عون مداخلته الإذاعية بالقول "المراحل لا تطمئن بل الأشخاص الذين يتولون المسؤولية هم الذين يطمئنون".
ومن جهة المواقف الدولية، ناشد السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف اللبنانية "الالتفاف خلف قيادة الرئيس اللبناني ميشال سليمان" في اعقاب استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، مطالباً إياها "بالعمل المشترك مع مؤسسة الدولة من اجل الحفاظ على الهدوء والاستقرار، وباحترام السياسة التي ينتهجها لبنان بالنأي بنفسه عما يجري في سوريا وعدم التورط في أحداثها وفق (اعلان بعبدا)".
ودعا السكرتير العام للأمم المتحدة في بيان الجمعة جميع الأحزاب اللبنانية الى "تقديم الدعم للدور الذي تؤديه القوات المسلحة اللبنانية في المحافظة على الوحدة الوطنية والسيادة والامن"، ودعا كذلك الى "الانخراط وبنحو ايجابي في مشاورات مع الرئيس بهدف الاتفاق على طريق للمضي في تنفيذ متطلبات الدستور وباحترام تام للعملية الديمقراطية".
وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قدم استقالته من منصبه امس ودعا إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وذلك بعد خلافات وزارية دفعت الرئيس سليمان إلى تعليق اجتماع لمجلس الوزراء كان مقررا أمس.
وقال ميقاتي في كلمة ألقاها في بيروت: إنه يعلن استقالة الحكومة "علها تشكل مدخلا وحيدا لتتحمل الكتل السياسية الأساسية في لبنان مسؤوليتها، وتعود إلى التلاقي من أجل إخراج لبنان من النفق المجهول".
أرسل تعليقك