رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل
غزة - محمد حبيب
قال ،الأربعاء أنه يرحب بدعوة دولة قطر لعقد قمة عربية مصغرة بشأن المصالحة الفلسطينية، واعتبر الاعتذار الإسرائيلي لتركيا عن هجوم سفينة "مرمرة" 2010 بأنه إنجاز يتطلب المتابعة، وقال بأن الانتخابات الداخلية في حركة "حماس" طالت لكنها ستنتهي قريبًا،
وأن الدعم العربي للقدس أقل مما تطلبه وقضيتها.
وأوضح مشعل، في حوار له مع صحيفة "القدس" الفلسطينية، أن "المطلوب ليس دعم الفلسطينيين في القدس فقط، بل استراتيجية فلسطينية عربية إسلامية لإنقاذ القدس"، مؤكدًا "هذه مسؤولية الأمة والشعب الفلسطيني، وما ينطبق على القدس ينطبق على مجمل القضية الفلسطينية".
وأضاف مشعل "الدعم العربي للقدس بكل أشكاله مقدر، ولكنه لا يكفي ولا يتناسب مع حجم الجريمة الصهيونية، التي ترتكب في كل يوم في القدس، من تهويد، واستيطان، وتهجير، واقتلاع للمواطنين الفلسطينيين، وتغيير لمعالم المدينة المقدسة بتدمير الأحياء العربية، وتزيف التاريخ، فضلاً عن تدنيس المسجد الأقصى".
وأوضح مشعل "المطلوب ليس فقط دعمًا ماليًا سخي، بل تحويل هذا الدعم من قرارات إلى مشاريع تنفذ على الأرض، في كل مجالات الحياة في القدس، من أجل تثبيت الوجود الفلسطيني في القدس، ومساعدة المواطنين المقدسيين، وتعزيز صمودهم".
وأعرب مشعل عن "ترحيبه بدعوة أمير قطر لعقد قمة عربية مصغرة، لدفع المصالحة بين فتح وحماس، مؤكدًا أنها قابلة للنجاح، ولابد من السير فيها، وتأتي الجهود القطرية والمصرية لتعزز هذا الاتجاه، وجهود قطر بالدفع نحو المصالحة، وتذليل العقبات التي تواجهها ليست جديدة، وتأتي من حرص قطر"، مشددًا على أن "الظروف مواتية لتحقيق المصالحة في جميع الأحوال، ولا بد أن نحمي المصالحة من أي تدخلات خارجية، وإن شاء الله ننجح، نحن وفتح، وأنا وابو مازن، في تذليل كل عقبات المصالحة وإنهاء هذا الانقسام".
وقال مشعل "إن حماس لا تخشى الانتخابات، وهي تثق وتحترم شعبها، ولا تخشى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع"، واصفًا وضع حركته بأنه الأفضل منذ سنوات، وأنها "حركة واسعة وممتدة وفيها ديمقراطية وشفافية عالية، وتحترم القيادة الأراء كافة، وفي النهاية يلتزم الجميع بالموقف"، مؤكدًا أن "الانتخابات الداخلية للمكتب السياسي طالت ولكنها قريبًا ستنتهي".
وردًا على سؤال بشأن إمكان ترشحه للرئاسة، قال مشعل أن "حماس لم تحدد موقفها النهائي من موضوع الانتخابات الرئاسية، هل تشارك فيها بمرشح رئاسي أم لا؟ وهذا موضوع سابق لأوانه".
وعن الأحاديث التي ترددت بشأن إشغاله منصب رئيس منظمة التحرير، قال "حماس لا تزاحم أحدًا، ولا تطرح نفسها بديلاً عن أحد، إنما تمارس حقها الطبيعي في المشاركة في مؤسسات القرار الفلسطيني، سواءًا في المنظمة أو السلطة، ونمارس هذا الحق على قاعدة الشراكة مع الأخرين، وليس على قاعدة أن نأتي كبديل، مكان أحد أو أن نحل مكان أحد".
وعن تقييمه لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة، قال مشعل "الرئيس أوباما كشخص يتمتع بالكثير من الكاريزما والمهارة، ويمثل حالة جديدة في نمط الرؤساء الأميركيين، لكن ما يعنينا ليس الحكم على الأشخاص، بل العبرة في السياسة، ونحن نقيم أي رئيس أميركي من زاوية مصلحتنا الوطنية الفلسطينية".
وأضاف مشعل "أوباما في ولايته الأولى أخذ مواقفًا متميزة، قياسًا على المواقف الأميركية السابقة، لاسيما لجهة مطالبته بتجميد الاستيطان، ولكن للأسف هو تراجع عمليًا عما قاله، وظهر هذا في بداية ولايته الثانية، وفي زيارته، بدا منحازًا بصورة واضحة للموقف الإسرائيلي، في سياق إعادة ترميم علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادة الإسرائيلية، على حساب الحقوق الفلسطينية، وبدا أنه لا يحمل لا مشروعًا ولا رؤية محددة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وبصرف النظر عما قاله عن الدولة الفلسطينية، فإن مجمل ما قاله أقرب للموقف الإسرائيلي، ويمثل تراجعًا عن مواقفه السابقة، وأخطر ما فيها أنه تبنى الرواية الصهيونية لنشأة إسرائيل".
وتابع مشعل "نحن في حماس لا نعلق آمالنا ولا رهاناتنا على أحد، لا في البيت الأبيض ولا في أي عاصمة دولية، نعم نتابع المواقف الدولية، ونقرأ تطورات المواقف والفروق بينها بوعي سياسي شديد، ولكن قناعتنا أن مستقبل المنطقة، ومستقبل القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، يصنع على الأرض الفلسطينية والعربية، من خلال امتلاكنا لخياراتنا المفتوحة، ولأوراق القوة، وعلى رأسها المقاومة بكل أشكالها، بما فيها المقاومة المسلحة، مع بقائنا منفتحين على الوضع الإقليمي والدولي، والاستفادة من كل الفرص المتاحة".
وفي شأن استفادة حركة "حماس" من وصول بعض الحركات الإسلامية إلى السلطة في بعض الدول العربية، قال مشعل "الربيع العربي تعبير عن مرحلة تاريخية تمر بها الأمة، وهو حق للأمة وشعوبها، وحتمًا يصب في مصلحة الأمة وشعوبها من حرية وإصلاح، ونحن مع كل شيء يخدم مصلحة الأمة مع المحافظة على وحدتها"، وقال مضيفًا "لا شك أن نهضة الأمة من خلال الربيع العربي، وتأثيراته هو مصلحة للقضية الفلسطينية، وكلما كانت الأمة أقوى وأكثر تماسكًا وأكثر نهوضًا، كان ذلك قوة للشعب والقضية الفلسطينية، وأحدث توازنًا في ميزان القوى مع الاحتلال، وإن كان استثمار تطورات الربيع العربي لصالح القضية الفلسطينية يحتاج إلى مدى زمني أطول".
ولفت رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى "إن التعامل الدولي الإيجابي مع حقائق الربيع العربي، ومع ما أفرزته صناديق الاقتراع، لاسيما بروز الإسلاميين، يخدم موقف حماس في المنطقة، ولكن لا يغيب عن أحد أن الغرب الذي اضطر أن يتعايش مع نتائج الربيع العربي، بما فيها ظاهرة التعامل مع الإسلام السياسي وإدارة الإسلاميين للحكم، لا شك أن هذا الاضطرار له قيود أخرى في الحالة الفلسطينية، وذلك لسبب العامل الإسرائيلي، مع أن هذا يمثل ازدواجية معايير في السياسة الغربية الأميركية وموقفًا غير مقبول"، وأضاف "نحن نرى تجليات هذا الموقف المتناقض في الفيتو الأميركي على المصالحة بين فتح وحماس، ورفض التعامل مع حماس، إلا عبر بوابة شروط الرباعية الدولية، التي رفضتها حماس ومازالت ترفضها، ليس أمام الإدارة الأميركية والحكومات الغربية والشرقية إلا أن تتعامل وتحترم الديمقراطيات في المنطقة، بما فيها الساحة الفلسطينية، وعليها أن لا تتدخل في خيارات شعوب المنطقة".
وفي ختام حديثه تطرق خالد مشعل إلى اعتذار نتنياهو لتركيا عن قتل المتضامنين الأتراك، حيث قال "عندما ترسل دولة بحجم تركيا أبناءها لفك الحصار عن غزة، وتضحي بـ 9 منهم في سبيل ذلك، وتنشأ أزمة كبيرة بينها وبين إسرائيل، وتضع القيادة التركية مطالبًا لها، على رأسها الاعتذار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وعندما تضطر إسرائيل للاعتذار، وهذا خارج نمط وسلوك إسرائيل المعتاد، فلا شك أن هذا إنجاز يحسب للقيادة التركية، أنها فرضت على إسرائيل ذلك"، وقال مضيفًا "لابد من متابعة الجهد التركي من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة، بل وعن الضفة الغربية، فلا أحد في المنطقة يثق بالنوايا الإسرائيلية، وما فهمته من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يضع حاليًا إسرائيل تحت الاختبار، في تعويض ضحايا سفينة مرمرة أو في موضوع رفع الحصار عن قطاع غزة، وجزء من هذا الاختبار والضغط، نيته الرئيس أردوغان زيارة غزة"، واصفًا اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، عن الهجوم على سفينة "مافي مرمرة" عام 2010، بأنه "إنجاز يحتاج إلى متابعة، حتى نضمن رفع الحصار عن غزة"، وشاكرًا تركيا قيادة وشعبًا، "لأنها تعلن بالقول والعمل أنها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه".
أرسل تعليقك