محللون يستبعدون توقف الصراع المسلح في سورية بعد سقوط حكومة الأسد
آخر تحديث GMT14:02:56
 العرب اليوم -

فيما يُثير وجود "جبهة النصرة" في المشهد شكوك الغرب بشأن الديمقراطية

محللون يستبعدون توقف الصراع المسلح في سورية بعد سقوط حكومة الأسد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محللون يستبعدون توقف الصراع المسلح في سورية بعد سقوط حكومة الأسد

عدد من عناصر "الجيش الحر" السوري

لندن ـ سليم كرم يقول الخبراء والمحللون الغربيون أن التحالف الحالي بين "المجاهدين" الأجانب وبين بعض السوريين يؤكد على أن الصراع والقتال في سورية لن يتوقف، حتى بعد سقوط نظام بشار الأسد، والدليل على ذلك من وجهة نظرهم أن مسألة الانهيار الوشيك للنظام السوري لم تكن هي المسألة المهيمنة على اجتماع أصدقاء سورية، الذي عقد أخيرًا في مراكش، وإنما كان الموضوع الشائك المهيمن هو موضوع "جبهة النصرة"، وهي واحدة من بين جماعات المقاومة المسلحة، التي تمارس نشاطها في سورية، والتي تصنفها الولايات المتحدة كواحدة من المنظمات "الإرهابية" الأجنبية.
وقد دعا رئيس "التحالف الوطني السوري" الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها في هذا الشأن، وهو القرار الذي أدانه الإخواني محمد تيفور، كما أعقب ذلك العديد من البيانات المؤيدة لـ""جبهة النصرة""، وبصورة ملحوظة من جانب الأعضاء الغير إسلاميين في "التحالف".  
و تقول صحيفة "غارديان" البريطانية أنه ليس سرًا أن دخول قوات المعارضة المسلحة السورية إلى مدينة حلب قد تم بمساعدة من كل من "جبهة النصرة" و"لواء التوحيد"، وكلاهما يشكلان جزء مما يسمى بـ"الجيش السوري الحر"، وليس سرًا أيضًا أن ""جبهة النصرة"" تظل واحدة من أكثر القوات القتالية فعالية وتأثيرًا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الآن يدور بشأن ماهية هؤلاء. وعلى الرغم من أن """"لواء التوحيد"""" هو جماعة إسلامية، إلا أن العضوية فيه مقصورة على السوريين، بينما أعضاء ""جبهة النصرة"" أغلبهم من الأجانب، كما أن قائدهم أو أميرهم يتم تعيينه من خارج البلاد. وعلى ضوء ذلك، هناك علامات استفهام بشأن سر دعم العديد من هؤلاء الذين حضروا مؤتمر أصدقاء سورية لجماعة تعتبرها الولايات المتحدة واجهة من واجهات تنظيم "القاعدة".
ومنذ اللحظة التي صدر فيها أول إعلان من "جبهة النصرة" في كانون الأول/ديسمبر عام 2011 بعد الهجوم الانتحاري الذي شنته في دمشق، أعربت كل من المعارضة السورية في المنفي والمعارضة السورية المسلحة في الداخل عن قلقها من هذه الجماعة التي يحيطها الغموض. وكان "المجلس الوطني السوري" يزعم بأنها جماعة قام بتشكيلها جهاز المخابرات السورية، بهدف تلطيخ سمعة "الجيش السوري الحر". كما حذر نشطاء سوريون في مجال حقوق الإنسان من ارتباط هذه الجماعة بتنظيم "القاعدة"، وأعرب الكثيرون عن تخوفهم من تحول هذه الجماعة وبسرعة إلى واحدة أكثر الجماعات التي تحظى بجاذبية وأعجاب.
وخلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي، طلبت لجنة التنسيق الوطنية من تركيا التوقف عن السماح للمقاتلين الأجانب بدخول سورية. وفي شباط/فبراير أصدر "المجلس الوطني السوري" بيانًا يرفض فيه كافة محاولات "الجهاديين" الأجانب والمقاتلين المذهبيين لاستغلال الانتفاضة السورية.
وتشير الصحيفة إلى أن "جبهة النصرة" تستهدف دون تمييز كل من لا ينتمي إلى المسلمين السنة، وكل من هم يشكلون جزءًا من النظام السوري. وهنا وكما تقول الصحيفة يمكن فهم سر التقارب بين هذه الجبهة وبين كل من الإخوان المسلمين والسلفيين، ذلك أن هذه الجماعات الثلاثة ترفض فكرة تمايز نظام الأسد، هذا بالإضافة إلى الأسباب التاريخية التي تعود إلى الحكم القضائي عام 1980، الذي كان يقضي بإعدام أي من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. وهذا في حد ذاته يفسر سر عداء الحركة الإسلامية السورية لفكرة الدولة السورية في حد ذاتها، وهي نظرة لا يعتنقها كل أفراد الشعب السوري.
لقد كانت جماعة الأخوان المسلمين تستهدف الجيش السوري كما لو كان جيش الأسد وليس جيش الدولة. كما أن "جبهة النصرة" تعتبر الجيش السوري جيش الأسرة العلوية، وما من شك في أن هذا التلاقي في وجهات النظر يفسر سر عدم تأييد الأقليات والعلمانيين لجماعات المعارضة المسلحة التي يهيمن عليها الإسلاميين السنة، ولكن تم تهميش دور الديموقراطيين العلمانيين كما تم التركيز على تمويل الفصائل المسلحة.
لقد قامت العديد من الجهات بدعم المعارضة المسلحة، فدول الخليج تنظر إلى الطابع الإسلامي باعتباره حماية من الديموقراطية في سورية، وهي الديموقراطية التي يمكن أن تشكل تهديدًا لأنظمتهم. كما أن تركيا تعتبر السمة الإسلامية ضرورة لعزل الأكراد السوريين. أما الغرب، فهو سعيد وهو يراقب هذا المشهد، و يأمل في أن تسليح المعارضة يمكن أن يسفر عن الإطاحة بنظام الأسد.
كما أن "المجلس الوطني السوري" سبق وتعاون ماديًا وعسكريًا مع "جبهة النصرة"، مثلما فعل قادة الجماعات المسلحة الأخرى في شمال سورية. وعلى الرغم من كافة الوعود أمام الوفد الأميركي في مؤتمر تونس بقطع العلاقة مع "جبهة النصرة"‘ إلا أن التنسيق بينهم مازال مستمرًا.
ولهذا السبب، وجد وكيل وزارة الخارجية الأميركية نفسه معزولاً في مؤتمر مراكش، عندما اعتبر "جبهة النصرة" جماعة "إرهابية". بينما التزمت كل من بريطانيا وفرنسا الصمت في المؤتمر، وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي، الذي فاز هذا العام بجائزة نوبل للسلام. وما من شك في أن التحالف بين "جبهة النصرة" وبعض السوريين ينطوي على مخاطر تمزيق البلاد، وتفتيت وحدتها، وتهديد التنوع العرقي في المجتمع السوري، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تسيد التطرف الديني ونشوب حرب أهلية طائفية طويلة الأمد، واضطهاد للأقليات وكافة الجماعات المدنية.
وتقول الصحيفة أن دعم "جبهة النصرة" يمكن النظر إليه باعتباره أحد أعراض النشوة للنصر العسكري المتوقع، والذي يتم الإعلان عنه قبل الآوان، وباعتباره محاولة للقضاء على الحل السياسي، الذي لازالت الولايات المتحدة تسعى لتحقيقه. إن ما سوف يحدث لن يكون نتيجة لما يقرره مؤتمر مراكش، وإنما ما يتحقق على أرض الواقع. والشيء اليقيني هو أن القتال في سورية سوف يبقى لفترة طويلة، ولن يتوقف بسقوط نظام الأسد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محللون يستبعدون توقف الصراع المسلح في سورية بعد سقوط حكومة الأسد محللون يستبعدون توقف الصراع المسلح في سورية بعد سقوط حكومة الأسد



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:22 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

9 إطلالات رياضية أنيقة من نجمات الموضة
 العرب اليوم - 9 إطلالات رياضية أنيقة من نجمات الموضة

GMT 04:34 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

بشار الأسد يُصنَّف كأكثر الشخصيات فساداً في العالم لعام 2024
 العرب اليوم - بشار الأسد يُصنَّف كأكثر الشخصيات فساداً في العالم لعام 2024

GMT 13:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

10 قتلى و30 جريحا في حادث دهس وإطلاق نار متبادل في نيو أورليانز
 العرب اليوم - 10 قتلى و30 جريحا في حادث دهس وإطلاق نار متبادل في نيو أورليانز

GMT 04:45 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أطفالُ حلب .. وغزة!

GMT 13:02 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بشير الديك بعد صراع مع المرض

GMT 00:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

هاكرز صينيون يهاجمون وزارة الخزانة الأميركية

GMT 05:38 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

توقف مطار بن غوريون عقب اعتراض صاروخ اطلق من اليمن

GMT 05:48 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال يعترض مقذوفين أطلقا من شمال غزة

GMT 22:15 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

GMT 00:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

وفاة مضيف طيران بسبب دخان في مقصورة طائرة سويسرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab