جانب من جلسة تفاوضات بين السودان ودولة الجنوب
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
اهتمت صحف الخرطوم الصادرة السبت باتفاق الترتيبات الأمنية الذي وُقِّعَ الجمعة في أديس أبابا بين الحكومة السودانية وجمهورية جنوب السودان، وقالت صحيفة "السوداني" إن دولتي السودان وجنوب السودان نجحتا الجمعة في التوقيع على اتفاق تنفيذ الترتيبات الأمنية التي تنص على الانسحاب
الفوري لقوات البلدين مسافة 10 كيلومترات جنوب وشمال خط الصفر المتفق عليه لإنشاء المنطقة العازلة منزوعة السلاح بينهما، كما نص الاتفاق على أن إنشاء المنطقة العازلة منزوعة السلاح يتطلب إجراء خطوات أبرزها سحب قوات البلدين من المنطقة بإصدار أوامر فورية لقوات البلدين الموجودة في المنطقة بالانسحاب منها ابتداء من الأحد.
ونقلت صحيفة المجهر تصريحات رئيس فريق الوساطة الأفريقية ثابو أمبيكي عقب الاتفاق والتي قال فيها إنه تم تحديد السابع عشر من الشهر المقبل موعداً جديداً لاجتماع الآلية السياسية العسكرية بين البلدين دون تحديد منطقة محددة لهذه المفاوضات، مشيراً إلى أن وفد السودان اقترح قيامها في مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.
وقالت صحيفة "الرأي العام" عن الاتفاق إنه خطوة تقترب بالبلدين نحو السلام وحل خلافاتهما المتطاولة والتي برزت إلى السطح في أعقاب انفصال جنوب السودان عن الشمال العام قبل الماضي، فيما نقلت صحيفة "الخرطوم" عن وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين تصريحاته التي قال فيها إن الاتفاق يعد خطوة مهمة، مؤكداً أن الالتزام بتنفيذه سيفتح الطريق إلى الوصول إلى سلام حقيقي ودائم بين البلدين، أما صحيفة "أخبار اليوم" فقد أوضحت أن الاتفاق الذي تم الجمعة جاء في ختام اجتماعات اللجنة الأمنية السياسية المشتركة بالتوقيع على 4 وثائق في مجال الترتيبات الأمنية، كما ينتظر بحسب الصحيفة أن تعقد اللجنة العليا للمفاوضات اجتماعين مهمين السبت والأحد لبحث الاتفاق حول تنفيذ الاتفاقات الأخرى وعلى رأسها الاتفاق النفطي، وقالت الصحيفة "من المتوقع أن يتم ضخ بترول الجنوب عبر المنشآت النفطية السودانية قبل نهاية الشهر الجاري.
أبرزت صحيفة "الأيام" هي الأخرى على صفحاتها اتفاق السودان وجنوب السودان، وأشارت إلى أن الخطوة تم التوصل إليها بعد جولات مكوكية قامت بها الوساطة الأفريقية التي نجحت في عقد جلسات تشاورية مع وفد كل دولة ليثمر ذلك عن اتفاق الجمعة، وتطرقت الصحيفة إلى لقاء الرئيسين السوداني عمر البشير و الجنوبي سلفاكير ميارديت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا والذي وقعا من خلاله على ما عُرِفَ باتفاق التعاون الشامل في أيلول/سبتمبر من العام الماضي وأسس اتفاقهما هذا لخطوات مهمة على طريق اتفاق بلديهما.
ما صحيفة "آخر لحظة" فخصصت افتتاحيتها للمفاوضات وللاتفاق، وقالت فيها "لم يعد أحد ينتظر شيئاً إيجابياً في محادثات أديس أبابا المتطاولة التي تبدأ بابتسامات على وجوه أعضاء وفدي التفاوض وابتسامات مثلها على وجه أعضاء فريق الوساطة الأفريقية لا يقابلها ابتسام وجوه المنتظرين على أرصفة الأمل التي تحولت إلى أرصفة للملل، مشيرة إلى أن هذا التفاوض أصبح مثل ساقية جحا، تأخذ من النهر وتعيد الماء إليه، ووصفت الصحيفة هذه المفاوضات بأنها وقت مهدر وأموال ضائعة وجهود مبددة وغيوم شك لاتُفضي إلى نتائج، واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى مواقف الجنوب المتشددة ومواقف السودان التي ظلت تتسم بتقديم التنازلات للطرف الآخر، لتصبح الآن لا هي في حالة حرب ولا في سلم.
أرسل تعليقك