"سي أي إيه" تعتقل صهر زعيم "القاعدة" الراحل أثناء توجهه من الأردن إلى الكويت

عمان ـ إيمان أبو قاعود علم موقع "العرب اليوم" أن عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه" اعتقلوا ، سليمان أبو غيث، اثناء توجهه من الأردن إلى الكويت. وابلغت مصادر اعلامية موثوقة "العرب اليوم" ان عملية الاعتقال جرت بعد ان قامت السلطات التركية بإطلاق سراحه في أعقاب 33 يوما من الاحتجاز بعدما تبين انه لم يرتكب اي جرم على الاراضى التركية .
وذكرت صحيفة "حريت" التركية الصادرة اليوم الخميس أن السلطات التركية كانت قد اعتقلت أبو غيث، في فندق فخم بأنقرة في شباط/ فبراير الماضي، إثر معلومات من "سي أي إيه" غير أن السلطات الامنية التركية قررت الإفراج عن أبو غيث بعد 33 يوماً من احتجازه كون أنه لم يرتكب أي جرم على الأراضي التركية ولتفادي الحرج من المطالبين به .
ويذكر أن السلطات الأميركية كانت قد طلبت من تركيا تسليمها أبو غيث إلا أنها رفضت ذلك بموجب القوانين الداخلية والدولية   التى تمنع ذلك.
وأوضحت هذه المصادر لـ"العرب اليوم"  أن السلطات التركية ابعدت أبو غيث عن اراضيها وذهب المذكور بمحض ارادته إلى الأردن قاصدا الكويت في الاول  آذار/مارس الجاري وتزامنت المغادرة مع زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تركيا.
وتمكنت السلطات التركية من اعتقال القيادي في تنظيم "القاعدة" "الكويتي المسحوبة جنسيته" سليمان جاسم ابوغيث زوج ابنة زعيم التنظيم الراحل أسامة بن لادن في شهر كانون الثاني /يناير الماضي بعد تلقي جهاز المخابرات التركي معلومات استخباراتية من وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي اي ايه"، حول وصول سليمان ابو غيث إلى تركيا وتوصل جهاز المخابرات التركي لعنوانه في أحد الفنادق في حي 'تشانكايا' بالعاصمة أنقرة، وألقي القبض عليه.
وفي السياق نفسه، كشف مدير المرصد الاسلامي الاعلامي في لندن ياسر السري انه بعد التحقيقات مع ابو غيث في شعبة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة، أطلق سراحه من قبل المحكمة كونه لم يرتكب جريمة أو أعمالا إرهابية في تركيا، وإنما مجرد دخوله من إيران إلى تركيا بجواز سفر سعودي مزور بهدف الحصول على صفة لاجئ سياسي ومن ثم الانتقال الى السعودية للالتقاء مع زوجته ابنة اسامة بن لادن.
وتريد واشنطن تسلم سليمان ابو غيث  لها للتحقيق معه في إطار مكافحة الإرهاب مع أعضاء تنظيم القاعدة ولكن أنقرة رفضت ذلك بناء على القوانين التركية، التي تشير إلى ضرورة إبعاد المواطن الأجنبي إلى المكان الذي وصل منه، في حالة دخوله بجواز سفر مزور، وعدم وجود أي إثبات عليه، بتورطه بعمليات إرهابية في تركيا.
وطالب سليمان ابو غيث قبل خروجه من ايران باسترجاع جنسيته المسحوبة غير ان السلطات الكويتية لم تستجب لطلبه مما اضطره لاستخدام جواز سفر مزور للهروب من الإقامة الجبرية في ايران إلى تركيا التي تم اعتقاله فيها.
وتساءل مدير المرصد الإعلامي الإسلامي ياسر السري في معرض تصريح لـ'القدس العربي'، 'بعد رفع الأمم المتحدة اسم سليمان ابوغيث من لائحة الإرهاب ما موقف السلطات الكويتية من الرفع من لائحة الإرهاب التي كانت سبباً في إسقاط جنسيته؟'
وطالب السري بـ'الإسراع في تسهيل إجراءات عودته، كون أن سليمان لم يعرف عنه تورطه في أي حوادث عنف وكان مجرد منسق إعلامي لتنظيم "القاعدة"، وصحة ابوغيث متدهورة ومستعد للمثول أمام القضاء الكويتي، ومن المؤكد أن ابوغيث لديه ما يثبت أنه غير مدان، ويجب النظر في تلك المستندات، والمطلوب هو منحه جواز سفر كويتيا والسماح له بالعودة' .
ويذكر أن اللجنة الدولية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة  قد اصدرت قرارا في اب / أغسطس عام 2011 رفعت بموجبه  منع السفر والتصرف بالأموال لعدد من الذين تم اتهامهم في وقت سابق بتمويل الإرهاب، ومن بين تلك الأسماء سليمان ابوغيث، وهذا القرار ترتب عليه رفع اسم ابوغيث وجوبا من كل قوائم الإرهاب الخاصة بدول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية.
وكان ابوغيث موجودا في شمال إيران في أحد المجمعات الكبيرة وغير محتجز لدى السلطات الإيرانية لكنه قيد الاقامة الجبرية ومسموح له بالمغادرة شريطة ان تكون تلك المغادرة قانونية.
والمعروف ان سليمان ابوغيث من مواليد الكويت عام 1965 وعمل خطيبا في مساجدها، الا ان وزارة الاوقاف الكويتية أبعدته عن الخطابة، لكثرة أسفاره الى البوسنة وأفغانستان اثناء  الغزو السوفياتي لافغانستان وفي عام 2003 عرضت الحكومة الايرانية على الكويت تسلم سليمان أبوغيث الا ان الحكومة الكويتية رفضت هذا العرض، مبررة ذلك ان أبوغيث لا يتمتع بحق المواطنة الكويتية بعد ان سحبت منه الجنسية الكويتية على اثر اطلاقه تصريحات.
وبعد إستقرار أبوغيث في أفغانستان عادت زوجته الكويتية "أم يوسف" إلى الكويت وحصلت على الطلاق، وبدوره تزوج سليمان أبوغيث من ابنة أسامة بن لادن كما انه متزوج من ارملة ابو حفص المصري.
واسقطت الكويت الجنسية الكويتية عن سليمان أبو غيث،في تشرين الأول/ اكتوبر عام 2001 وقال بيان بهذا الشان صدر عن الحكومة الكويتية وقتئذ  "حرصاً على المصلحة القومية، وبموجب المادة الرابعة عشرة من قانون الجنسية الصادر عام 1959، فإن مجلس الوزراء صادق على تجريد سليمان أبو غيث من جنسيته".
وقد اتخذت الكويت هذا القرار بعدما  قيل أن سليمان أبو غيث من أقرب مساعدي أسامة بن لادن، المشتبه به الأساسي في تدبير الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر من عام 2001 ،.
وكان أبو غيث الذي جرد من جنسيته السعودية في عام أربعة وتسعين قد هدد في آخر بيان له بثته محطة تلفزيون الجزيرة بشن هجمات على الولايات المتحدة وبريطانيا انتقاما من الضربات الجوية التي تتعرض لها أفغانستان.
وعلقت الحكومتان البريطانية والكويتية على التهديدات بالقول إنها تمثل اعترافاً بمسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الشهر الماضي،ووصفها البيت الأبيض بأنها "مجرد خطاب دعائي".
وطالب ابو غيث وقتها بخروج القوات الأجنبية من شبه الجزيرة العربية، ووجه تهديدات مباشرة للرئيس الأميركي جورج بوش الابن، وسلفه بيل كلينتون، ووالده جورج بوش الأب، ورئيس الوزراء البريطاني الاسبق  طوني بلير، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق أرييل شارون