(اليمين) راشد الغنوشي و(اليسار) علي العريض
تونس - أزهار الجربوعي
نفى زعيم حزب حركة النهضة الإسلامي الحاكم في تونس راشد الغنوشي، مساء الأحد، تورط حزبه في إرسال مقاتلين إلى سورية، ناصحا الشباب التونسي بالعدول عن ذلك، فيما أكد رئيس الحكومة التونسية علي العريض أن الحكومة لا تملك الحق القانوني لمنع الشباب من التوجه للجهاد في سورية، موضحا أنهم
يتذرعون بمواصلة دروسهم الجامعية أو السياحة والعمل في ليبيا وتركيا للوصول إلى سورية، في حين اعتبر وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي أن سفر الشباب التونسي للجهاد في سورية "أمرا غير مبرر" ، يأتي ذلك فيما وجهت العشرات من العائلات التونسية نداء استغاثة للحكومة ورئيس الجهورية بالتدخل العاجل لمنع أبنائهم من التوجه إلى سورية.
ودعا رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، الشباب التونسي إلى عدم السفر لسورية قائلا "لا ننصح الشباب التونسي بالذهاب إلى سورية".
وقال الغنوشي خلال إشرافه على اجتماع عام لحزب النهضة في محافظة نابل شمال تونس، مساء الأحد،"نحن لم نرسل أحدا لسورية والثورة السورية تحتاج منا لنصر سياسي وإعلامي".
من جانبه أكد العريض، أن الشباب التونسي يسافر إلى ليبيا وتركيا بحجة متابعة دراستهم أو للعمل أو للسياحة ومن ثم يتحولون إلى سورية، وأضاف العريض "ليس لنا الحق القانوني في منع الشباب من الخروج ومغادرة تونس".
وأكد رئيس الحكومة التونسية أنه تم منع عدد من شباب ولا سيما صغار السن من السفر بعد توفر معطيات عائلية ترجح أنهم ألقوا بأنفسهم في أحضان مغامرة غير محسوبة العواقب.
من جهته اعتبر وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي، خروج الشباب التونسي إلى سورية للجهاد، "أمرا غير مبرر"، مؤكدا ضرورة فتح تحقيق عاجل وجدي في مسألة هجرة الشباب إلى سورية بالتنسيق بين مختلف الأطراف من أجل معرفة حقيقة العملية والكشف عن تفاصيلها والدوافع التي ترمي بالشباب التونسي إلى المخاطرة بحياته.
ودعا وزير الشؤون الدينية التونسية نور الدين الخادمي، إلى إشراك الأطراف على المستوى الأمني والإعلامي جميعهم وكذلك على مستوى التوعية الدينية للتوصل إلى الحلول الكفيلة بمعالجة هذه القضية.
وقد تحدث "العرب اليوم" إلى عدد من العائلات التونسية التي سافر أبناؤها إلى سورية عبر ليبيا وتركيا مخلفين وراءهم ألما وحسرة ونقاط استفهام كبيرة، حيث قال أبو أيمن" أنه لاحظ تغير سلوكه ابنه منذ قرابة شهر، مشبها حالته بغسيل الدماغ، وأضاف أنه صار معزولا كليا عن العالم ولا يعود للبيت إلا مساء للأكل ولا يجالس ولا يخاطب أحدا من العائلة"، متهما بعض المحسوبين على التيار السلفي بتعبئة أبنائهم وتحريضهم على الجهاد، وتساءل والد المجاهد التونسي إذا كان هؤلاء يؤمنون بالجهاد في سورية ويدعون إليه، لماذا لم يبادروا بأنفسهم وحرمونا من فلذات أكبادنا".
كما ناشد عدد من العائلات التونسية رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة علي العريض للتدخل العاجل لإعادة أبنائهم وثنيهم عن التوجه للقتال في سورية.
وشهدت تونس، في الآونة الأخيرة فرار عدد من الشباب من ساحات القتال في سورية وعودتهم إلى أرض الوطن ليرووا هول ما عانوا ولئن رفض الكثير منهم الحديث إلى الإعلام أو الظهور أمام الشاشات، إلا أن شقيق أحد المجاهدين الذي أثار ضجة واسعة لسبب كونه يعاني من إعاقة جسدية تتمثل في الشلل ورغم ذلك تم الزج به في ساحات القتال السورية، أكد أن شقيقه حمزة بن رجب تمكن من العودة إلى تونس عبر مطار تونس قرطاج، متهما من أسماهم "تجار الدين بالوقوف وراء عمليات تجنيد التونسيين إلى سورية.
من جانبه أكد أحد المجاهدين التونسيين الفارين من سورية والمدعو أبو زيد التونسي، أن أكثر من 3000 شاب تونسي يقاتلون في صفوف الجيش الحر وجبهة النصرة و أحرار الشام ضد نظام بشار الأسد، موضحا أنهم من فئات عمرية وعلمية متفاوتة، منهم الطالب والتلميذ والعامل والعاطل عن العمل.
وشدّد أبو زيد على أنه هرب من ساحات القتال في سورية لسبب اكتشافه لخدعة كبرى ، ألا و هي الاستنجاد بالشباب التونسي للإطاحة بالنظام السوري، ليس لمصلحة الوطن العربي مؤكدا أن المجاهدين التونسيين يعاملون معاملة العبيد والأسرى الأمر الذي دفعه للهروب والعودة إلى تونس.
وبشأن طريقة الوصول إلى سورية، أوضح أبو زيد وجود خط مباشر لإرسال المجاهدين عن طريق ليبيا بنغازي وأن مجموعة جهادية قادمة من ليبيا تدعى "كتائب الدرنة" وصلت إلى سورية قبل هروبه بأسبوعين.
ولم يُخْفِ رئيس الجمهورية التونسية المنصف المرزوقي خشيته من عودة المجاهدين التونسيين من سورية، مضيفا أنه يمكن أن تتكرر التجربة الجزائرية عندما عاد المجاهدون من أفغانستان.
من جهة أخرى قال المرزوقي إن الشعوب لا تتحمل الاستبداد والفوضى، مشيرا إلى أنه يوجد صراع كبير في تونس بين العلمانيين المعتدلين والإسلاميين من جهة وبين الاسلاميين والعلمانيين المتطرفين من جهة أخرى.
وفي سياق متصل، اعتبر النائب في المجلس التأسيسي التونسي والقيادي في حزب التحالف الديمقراطي محمود البارودي، الأحد، أن ظاهرة تجنيد الشباب التونسي من أجل الجهاد في سورية، خطيئة في حق الشباب وفي حق الشعب التونسي، مطالبا بضرورة القضاء على هذه الظاهرة، معربا عن رفضه لما اعتبره "متاجرة بالشباب التونسي
أرسل تعليقك