لقطة للمقاومة السورية في إدلب ، وإسرائيل تحذر من تسليح المقاومة خشية وصول الأسلحة إلى ايدي مقاتلي القاعدة
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
اتهم رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوتشافي، إيران و"حزب الله" اللبناني بالقيام بتشكيل قوة قوامها 50 ألف جندي، وذلك لإطالة أمد الحكومة السورية في دمشق، إضافة إلى الحفاظ على نفوذهما في سورية حال سقوط الرئيس بشار الأسد. وقال الجنرال أفيف كوتشافي الذي يشغل منصب مدير
الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، إن "إيران تنوي مضاعفة حجم هذا الجيش الشعبي السوري، الذي يتم تدريبه يتم على يد مقاتلي (حزب الله) بتمويل من الحكومة الإيرانية في طهران، لهدف دعم الجيش السوري الذي يعاني من حالة استنزاف وإحباط، وأن قوات الأسد قد أعدت وجهزت أسلحتها الكيميائية ولكنها لم تتلق بعد الأوامر باستخدامها"، محذرًا من "تزايد الجماعات المتطرفة في صفوف المعارضة السورية، وبخاصة (جبهة النصرة)، التي يزعم بأنها تحاول التسلل إلى لبنان وتقيم علاقات واتصالات مع منظمة (أنصار بيت المقدس) العسكرية التي تتخذ من شبه جزيرة سيناء قاعدة لها، والتي تركز على شن هجمات على إسرائيل".
وتعارض إسرائيل دائمًا تسليح الدول الغربية للمقاومة السورية لأنها تخشى من وقوع هذه الأسلحة في أيدي مثل هذه "الجماعات المتطرفة"، حيث يقول مسؤولو الدفاع في إسرائيل إن "تركيزهم ينصب على حجم ترسانة الأسلحة الكيميائية والصواريخ، وأنهم مستعدون للقيام بالمزيد من الغارات الجوية لمنع انتقال تلك الأسلحة إلى "حزب الله"، حتى ولو كان الثمن المخاطرة بشن حرب بشعة في لبنان من جديد، كما يتكهن أحد كبار المسؤولين في إسرائيل، وفقًا لما نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية.
وتتهم الحكومات الغربية وإسرائيل منذ أمد طويل، قياديي الحرس الثوري الإيراني بالقيام بتقديم المشورة لجنرالات جيش الأسد وأن مقاتلي "حزب الله" يقاتلون إلى جانب قوات الجيش السوري، في حين يقول مسؤولون إسرائيليون إن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، موجود في دمشق للإشراف على العمليات العسكرية.
وزعم كوتشافي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر أمني في مدينة هرتزليا في إسرائيل، الخميس، أن إيران ومنذ شهر يونيو/ حزيران الماضي تقوم باستخدام "حزب الله" في "بناء مليشيا سورية ضخمة، وأن هذه المليشيا ستخضع لإيران حال سقوط نظام الأسد، وأن أضرار السقوط الوشيك للنظام في سورية جسيمة لكل من إيران و(حزب الله)، وأن إيران تخسر حاليًا حليفها الوحيد في المنطقة المحيطة بإسرائيل، وستخسر قدرتها على نقل الأسلحة (حزب الله) عبر سورية، كما أن كل من إيران و(حزب الله) يعملان كل ما في وسعهما لمساعدة نظام الأسد، وإنهما يدعمان الأسد عمليًا على أرض الواقع من خلال تقديم المشورة الإستراتيجية والمعلومات الاستخبارية وكذلك الأسلحة"، مضيفًا "أن الآونة الأخيرة شهدت قيامهم بتأسيس جيش شعبي يقوم بتدريبه (حزب الله) بتمويل من إيران وهو يتكون حاليا من 50 ألف رجل، وهناك خطط بزيادة هذا العدد إلى مائة ألف رجل، وأن إيران والحزب اللبناني يستعدان لليوم الذي تسقط فيه حكومة الأسد باستخدام هذا الجيش لحماية مصادر قوتهم ومصالحهم في سورية، وأن أركان الجيش السوري تتقوض وتتفتت".
ونشر معهد الدراسات الإستراتيجية الدولي تقريرًا، الأربعاء، قال فيه إن الجيش السوري لا يستطيع أن يعتمد إلا على 50 ألف فقط من بين القوة الوطنية التي يبلغ قوامها 220 ألف جندي، بينما يقدر معهد دراسات الحرب في واشنطن قوة الجيش السوري حاليا بـ 65 ألف جندي.
وعلى الرغم من مخاوف إسرائيل من الدور الإيراني في سورية، إلا أنها تحذر من قيام بريطانيا وفرنسا بتسليح المقاومة السورية، بحجة أنه لا يوجد ضمانات تمنع وقوع الأسلحة المتقدمة مثل الصورايخ المضادة للطائرات المحمولة على الأكتاف في أيدي مقاتلي "القاعدة" وغيرها من الجماعات المتطرفة واستخدامها ضد إسرائيل، حيث زعم كوتشافي أن "جبهة النصرة" بعثت بفروعها إلى لبنان، وكوّنت علاقات مع "أنصار بيت المقدس" المعروفة باسم "أنصار القدس" التي شنت أخيرًا هجمات ضد إسرائيل من سيناء، مشيرًا إلى أن الجبهة تعتزم مساعدة الجماعة في تكوين خلايا لها في لبنان.
وتركز إسرائيل اهتمامها على منع انتقال المخزون السوري من الأسلحة الكيميائية والأسلحة المتقدمة المضادة للطائرات والمضادة للسفن إلى لبنان، ويقول مسؤولون في إسرائيل إنهم "على تعاون وثيق مع الاستخبارات الأميركية في هذا السياق".
وقامت الطائرات الإسرائيلية خلال شباط/ فبراير الماضي، بقصف قافلة يعتقد بأنها كانت تحمل صواريخ حديثة مضادة للطائرات من سورية إلى "حزب الله"، وعلى الرغم من عدم اعتراف إسرائيل رسميًا بذلك إلا أنها لن تتردد في تكرار تلك الغارات مجددًا، وهو ما يؤكده مصادر أمنية إسرائيلية.
ويقول أحد كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، إن هناك قرابة 50 ألف صاروخ متنوعة المدى لدى "حزب الله" ويمكن لألاف عدة منها أن تصل تل أبيب، فيما اعترف بأن غارات إسرائيل يمكن أن تؤدي إلى نشوب حرب لا يرغب فيها الآن كل من إسرائيل و"حزب الله"، والتي يمكن للحزب أن يستخدم الكثير من ترسانته الأمر الذي قد يؤدي بالجيش الإسرائيلي إلى غزو الجنوب اللبناني، نظرًا لأنه لا سبيل للتخلص من تلك الصواريخ سوى عن طريق الهجوم البري عبر القرب اللبنانية الجنوبية، وأن "حزب الله" يمنح المقاتل في تلك القرى بيتًا من ثلاث طوابق ليقوم بتخزين هذه الصواريخ في أحد الأدوار، مشيرًا إلى أن أي حرب في المستقبل ستتطلب من إسرائيل القيام بقصف تلك المنازل وإرسال فواتها إلى تلك القرى، معربًا عن اعتقاده أن تكون "الحرب بشعة ومروعة".
أرسل تعليقك