مؤسس حزب "الراية" الشيخ حازم أبو أسماعيل
القاهرة ـ خالد حسانين
عقد مؤتمرًا حاشدًا، أظهر بوادر الحرب الداخلية بين قوى تيار الإسلام السياسي المتواجدة في الساحة المصرية، وذلك لما أظهره من وعيد تجاه أحزاب الإسلام السياسي الكبرى، وإعلانه عن رغبته في قيادة البرلمان المقبل، والذي يعد تحديًا صارخًا لحزب "الحرية والعدالة" الذراع
السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر.
وأعلن أبو إسماعيل أنهم "سيشنون حربًا شعواء ضد القوى الليبرالية"، التي يرى أنها ضد الشريعة الإسلامية، وتحارب الرئيس، كما ألمح إلى رغبته في أن يكون رئيسًا للبرلمان المقبل، وذلك في إطار التحالف القوي، الذي شكله أخيرًا مع أحزاب إسلامية أخرى، متحديًا بذلك جماعة "الإخوان"، التي ترى أن كرسي رئيس البرلمان من حقها وحدها، لاعتبارها القوة السياسية الأكبر في مصر.
وكانت أحزاب "الفضيلة"، و"الشعب"، و"الإصلاح"، و"العمل الجديد"، و"الراية"، و"الإسلامي"، و"الأصالة"، قد تحالفت سياسيًا لمواجهة "فلول" النظام السابق، ولتحقيق أهداف الثورة و الحفاظ على مكتسباتها.
وقال عضو الهيئة العليا لحزب "الراية" الدكتور محمد مرسي "إن التحالف السلفي جاء بعد مشاورات مع أحزاب إسلامية، واتصالات عدة، من أجل الدخول في التحالفات الانتخابية للبرلمان المقبل، وفقًا للمنهج السياسي للحزب، والذي من أهم أولوياته الحفاظ على الشرعية، والتوافق مع الأجندة التشريعية للحزب"، مشيرًا إلى أن الاستعدادات للانتخابات تسير على أوجها، ويجري إعداد أسماء وقوائم المرشحين، للإعلان عنها في القريب العاجل.
وأرجع مرسي أن عدم اشتراك الأحزاب ذات الشعبية الكبيرة، مثل "الحرية والعدالة"، و"النور"، و"البناء والتنمية"، في التحالق، لسبب اختلاف المنهج السياسي، وقال مضيفًا "الحزب لديه إيمان بأن دخول الإسلاميين بعدد من التحالفات يزيد من فرصهم تحت قبة البرلمان، والتمثيل المناسب لهم"، موضحًا أن هناك معايير وضعت لاختيار النواب، منها "التواصل مع الشارع والمجتمع، وأن يكون التوجه السياسي هو نفس توجه الحزب، والإيمان بمبادئه".
من جانبه، قال القيادي في حزب "الوطن" محمد المسلاوي "لن نشارك في تحالف أبو إسماعيل، لأن لدينا ترتيبات مع أطراف إسلامية أخرى، لخوض الانتخابات المقبلة، وسنعلن ذلك قبل العملية الانتخابية".
وفي سياق منفصل، دعا حزب "النور" جميع القوى السياسية إلى الموافقة على المبادرة، التي طرحها لـ"رأب الصدع والعمل على مصلحة الوطن"، كذلك تم تداول بعض الأنباء عن نية حزب "الحرية والعدالة" (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر) التحالف مع حزب "الراية" بقيادة حازم أبو إسماعيل، كبديل عن حزب "النور"، الذي تحالف معه في الانتخابات السابقة، الأمرالذي تبعه خلافات كبيرة بينهما، وحرب سياسية معلنة حاليًا، وهو ما دفع "الإخوان" للجوء إلى أبو إسماعيل، للاستفادة من جماعته ومريديه، المنتشرين في أنحاء الجمهورية حبًا في شخص الشيخ حازم، وهو ما يراه محللون أمر غير مستبعد، سيما وأنه دائم الدعم والمساندة للرئيس مرسي ضد التيار المدني.
هذا، وقد بدأت حرب التصريحات والملاسنات، بين بعض أعضاء التيار السلفي، تأخذ شكلاً حادًا، حيث أعلنت قيادات "سلفية" رفضها لمبادرة حزب "النور"، الداعية إلى التوافق بين القوى السياسية، وسخروا منها، مؤكدين أنها لا تلبي مطالب القوى "الإسلامية"، كما تم كذلك رفض مبادرة "النور" للخروج من الأزمة الاقتصادية، وإنشاء مجلس قومي للتنمية الاقتصادية.
كذلك ظهرت المشاحنات والحروب الثنئية الفردية، حيث وجَّه النائب السلفي السابق في مجلس الشعب ممدوح إسماعيل رسالة، عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي قائلاً " دخولك إلى السياسة كان خطأ، توقيته والطريقة كلاهما خطأ، ولن تصل إلى ما تريده، لأن المقدمات حساباتها خاطئة، ولا يجعلك خلافك مع الإخوان تزيد من قوة خصوم المشروع الإسلامي، فهم لا يختلفون مع الإخوان، لكنهم يختلفون مع المشروع كله، ولو حكم سلفيون لوجدت منهم أشد من ذلك مليون مرة".
واختتم النائب إسماعيل رسالته بالقول "هذا رأيي ببساطة، والتفصيل له مكان أخر، وأنا مع حق الشيخ ياسر في الرد، وهو لم يدخل السياسة إلا من سنتين، فمن حقي أن أختلف، وأنا مغموس فيها من سنين طويلة، ولا يفسد الخلاف للود قضية بين المسلمين، ومع احترامي للشيخ ياسر، وأنا في انتظار قاموس شتائم لجنة النور الإلكترونية".
يذكر أن حزب "النور" قد طرح مبادرة للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية، وإنشاء مجلس للتنمية الاقتصادية، الهدف منه "التباحث بشأن سبل الخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وتحديد أولويات المرحلة المقبلة، والمشروعات الضرورية لكل مرحلة، ولكل منطقة، بما يفيد ويساهم في نهضة الاقتصاد المصري وتعافيه"، وهو الاقتراح الذي لم ترحب به القوى والأحزاب السلفية، التي كانت قد رفضت مبادرات سابقة لـ"النور"، لحجة أنه اقترب من الأحزاب "الليربالية"، وذلك عقب التقارب الذي حدث بين "النور" و"جبهة الإنقاذ" أخيرًا، بل وصل الأمر إلى القول أن "الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق على منصب الرئاسة أمام محمد مرسي، هو من وراء تلك المبادرة، التي أطلقها النور، ووافقت عليها الجبهة".
وقال هشام كمال المتحدث باسم الجبهة السلفية حينها أن "مبادرة حزب النور جريمة في حق التيار الإسلامي، وجريمة في حق شرعية الرئيس"، واصفًا حزب "النور" ورئيسه بأنهم "اتجهوا نحو دائرة كل من فيها فلول، ومناصري نظام مبارك".
أرسل تعليقك