المغرب ومدى استعداده لتطبيق عقوبة الإعدام بعد تعليقها منذ 27 عامًا
آخر تحديث GMT05:12:01
 العرب اليوم -

نُفِّذت آخر مرَّة بحقّ عميد شرطة مُتورِّط في جرائم أخلاقية

المغرب ومدى استعداده لتطبيق عقوبة الإعدام بعد تعليقها منذ 27 عامًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغرب ومدى استعداده لتطبيق عقوبة الإعدام بعد تعليقها منذ 27 عامًا

لتطبيق عقوبة الإعدام
الرباط ـ العرب اليوم

مرّ على تنفيذ آخر عقوبة إعدام في المغرب 27 عاما ونُفذت بحق عميد شرطة متورط في جرائم أخلاقية، وهي عقوبة أثيرت في مناسبات مختلفة بين مؤيد ومعارض لها، لتعود إلى ساحة النقاش العام مجددا، وبقوة كبيرة، إثر الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها طفل في الـ11 من العمر.

إعلان
فجَّرت قضية اغتصاب وقتل الطفل عدنان البالغ 11 عاما من العمر نقاشا قديما جديدا حول عقوبة الإعدام في المغرب بين مؤيد ورافض لها، بسبب ما خلفته هذه الجريمة البشعة من حزن عميق في نفوس المغاربة، واختلاف وجهات النظر في التعاطي القانوني مع هذا النوع من الجرائم.
وقضية الطفل عدنان التي هزت مشاعر المغاربة منذ أيام، تورط فيها شخص في الـ24 من العمر، قام باستدراج الضحية إلى منزله في مدينة طنجة شمال المغرب، وقام باغتصاب الطفل وقتله بدم بارد، بل إنه حاول إخفاء جريمته بدفن جثة الضحية في حديقة غير بعيدة من منزل والديه، إلا أن الشرطة نجحت في الوصول إليه وتفكيك خيوط الجريمة.
كان لهذه الجريمة وقع الصدمة على الرأي العام المغربي، الذي استنكرها بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح مجددا نقاشا قديما في المملكة حول عقوبة الإعدام، بل إن بشاعة الجريمة جرت البعض في تعليقه، إلى تجاوز القوانين المعمول بها وطرح مفاهيم انتقامية من الجاني.

جدل ساخن بين مؤيد ومعارض لعقوبة الإعدام
المفكر والباحث أحمد عصيد انتقد بشده هؤلاء "الذين تسابقوا في التعبير عن رغبتهم في قتل المجرم والتمثيل بجثته في الفضاء العام"، واعتبر عصيد أنهم "لا يقلون وحشية عن الوحش الذي يريدون الثأر منه"، معبرا عن موقفه الرافض لعقوبة الإعدام أيضا، وفي رد غاضب منه، هاجم الباحث والمحلل السياسي إدريس الكنبوري عصيد ومن ينشطون ضد عقوبة الإعدام. وكتب في تدوينة: "ليس مفاجئا أن يخرج بعض المرضى الذين يعتاشون على القمامات والمزابل للدفاع عن مغتصب وقاتل الطفل ذي الأحد عشر ربيعا. أمثال هؤلاء يوجدون في كل مجتمع وفي كل عصر، وهم برهان على وجود الشر وصراعه مع الخير".
ويرى الكنبوري أن "الذين يدافعون عن القاتل تحت دعوى رفض الإعدام، ويستعملون عبارات الرحمة والقسوة وغيرها مع المجرم، هؤلاء يحتقرون البشر ويريدون أن ينزعوا من الناس الرحمة بأبنائهم. ماذا لو كان أحد هؤلاء هو المعني؟ ماذا لو كان الطفل عدنان ابن أحد هؤلاء؟"، أما "الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام" جدد معارضته للعقوبة، مشددا على رفض "ضرب المكتسبات الحقوقية والدستورية التي ضحى من أجلها الشعب المغربي وقواه الحية..."، وأكد الائتلاف تمسكه "بالمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام وحماية الحق في الحياة"، ورفضه "التحريض على القتل والثأر والانتقام، وأي استغلال سياسوي لدم الضحية ومأساة عائلته".

هل يعود المغرب لتطبيق عقوبة الإعدام؟
ومع هذا الجدل الحاد بين الأطراف المؤيدة والرافضة لعقوبة الإعدام، يطرح سؤال حول مدى استعداد المملكة لاستئناف تطبيقها مجددا بعد أن تم تعليقها منذ 1993، حين تم تنفيذها بحق عميد شرطة تورط في جرائم أخلاقية في مدينة الدار البيضاء، وهو ما يستبعده رئيس مركز التحولات المجتمعية والقيم في المغرب وحوض المتوسط وعضو المجلس الوطني لـ"لاتحاد الاشتراكي" المحسوب على الائتلاف الحكومي، سعيد جعفر.
ويؤكد جعفر أن المملكة لا يمكنها أن تقوم بخطوة للوراء بشأن عقوبة الإعدام، "ولو أن الجاني يستحقها"، نتيجة "التزامات المغرب الدولية ومصادقته على عدد من الاتفاقيات ضمًنها في ديباجة الدستور"، وتشير إحصائيات أوردها وزير الدولة وحقوق الإنسان مصطفى الرميد في منشور له، إلى أن عدد المحكوم عليهم بالإعدام المتواجدين في السجون المغربية حتى 2019 بلغ 70 شخصا.
ولا يعتقد الباحث المغربي بأن المغرب مستعد اليوم لتغيير رأيه بخصوص هذه العقوبة "رغم ضغط رأي عام، جزء منه موضوعي وعقلاني وحقوقي، وآخر اندفاعي عاطفي وثالث إيديولوجي"، ويخلص إلى القول إن "الدولة تقيس مصالحها وأهدافها، إلا أنه سيتم الإبقاء على هذه العقوبة ضمن القانون الجنائي"، الذي يعاقب بالإعدام حسب "الفصول 471 إلى 473، على الاختطاف إذا تبعه موت القاصر".
ويفسر جعفر رسالة الملك محمد السادس إلى أسرة الضحية بكونها "إنسانية وسياسية أيضا" أمام ضغط شعبي متزايد للمطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام، فقدت في بحره الحكومة صوتها، وفضلت متابعة ما يجري من بعيد، فيما اكتفى وزير الدولة في حقوق الإنسان مصطفى الرميد عن حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي بنشر مداخلة سابقة له، تم "تنقيحها وتحيينها" كما جاء في حسابه الرسمي على "فيسبوك".

المغرب والالتزامات الحقوقية الدولية
وصادق المغرب على مجموعة من الاتفاقيات ذات العلاقة بحقوق الإنسان أبرزها معاهدة مناهضة التعذيب، إلا أنه امتنع عن التصويت في 2016 على مشروع القرار المتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة المتخصصة في قضايا حقوق الإنسان.
وقامت الحكومة المغربية بتخفيض الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام من 31 جريمة إلى ثماني جرائم، ضمن مشروع القانون الجنائي، مع إضافة ثلاث جرائم ينال مرتكبوها نفس العقوبة، وهي كالتالي: جريمة الإبادة الجماعية، جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، ليصبح عدد القضايا التي يعاقب عليها بالإعدام 11.
ويعتبر الحقوقيون المغاربة أن هذه العقوبة تتعارض مع دستور المملكة الذي تنص المادة 21 منه على حماية الحق في الحياة، كما أنه "لن يكون بإمكانها الزجر والحد من الجرائم البشعة كجرائم الإرهاب أو القتل"، حسب تصريح للقيادي في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عمر أربيب لصحيفة "الوطن" المغربية.
وعلى إيقاع هذا الجدل الناري، فضل البعض الدعوة إلى التهدئة من منطلق الحرص على حماية الطفولة. وكتب الإعلامي عبدالمولى البصراوي في تدوينة له أن "الحرب الكلامية وصلت حد التراشق وتبادل الاتهامات بين مؤيدي الإعدام والرافضين له. الأفضل أن تنكب جهودنا على كيفية حماية الطفولة المغتصبة بشكل يومي وحفظ حقوقها"، وأشار في الوقت نفسه إلى أن "مسطرة العفو يجب أن تستثني مرتكبي جرائم القتل و تحديدا ضد الأطفال..."

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

كلب مُغامر يعيش أفضل حياة بعد تجنّب عقوبة الإعدام في مأوى للحيوانات

.الحكومة الإيرانية تلجأ الى تنفيذ عقوبة الإعدام للقضاء على موجة من الجرائم المالية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب ومدى استعداده لتطبيق عقوبة الإعدام بعد تعليقها منذ 27 عامًا المغرب ومدى استعداده لتطبيق عقوبة الإعدام بعد تعليقها منذ 27 عامًا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 03:21 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عواصف قوية تقطع الكهرباء في ولاية أوكلاهوما

GMT 23:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب شمالي العراق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab