رحب رئيس الوزراء محمد اشتية، بالبيان الصادر عن الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، والذي اعتبرت فيه قرار إسرائيل إخلاء المواطنين الفلسطينيين، أصحاب البيوت الأصليين في حي الشيخ جراح من منازلهم لصالح إحلال المستوطنين مكانهم، انتهاكا للقانون الدولي، وأن القدس الشرقية ما تزال جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة على أن جميع الإجراءات الإسرائيلية التشريعية والإدارية ملغاة وباطلة وفقا للقانون الدولي، ومعبرة عن إدانتها لاعتداء الاحتلال على المحتجين في حي الشيخ جراح بالضرب والاعتقال.
كما رحب رئيس الوزراء الفلسطيني بالبيان الصادر أمس عن وزراء خارجية خمس دول أوروبية هي: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا، والذي طالبوا فيه إسرائيل بالتوقف عن سياسة التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة، ودعوها للتراجع عن قرار بناء (540) وحدة استيطانية في مستوطنة (هار حوماه) المقامة على أراضي جبل أبو غنيم جنوب شرق القدس المحتلة، وكذلك التوسع الاستيطاني في مستوطنة (جفعات هماتوس) بالقدس الشرقية، وعمليات التهجير القسرية لسكان حي الشيخ جراح، معتبرين أن تلك السياسة من شأنها تقويض الجهود المبذولة لحل الدولتين.
وطالب اشتية الأمم المتحدة، والدول الأوروبية، للقيام بما هو أكثر من مجرد إصدار البيانات على أهميتها إلى إجراءات عملية تفضي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، ولجم سياسة التوسع الاستيطاني، التي تستفيد من ضعف المواقف الدولية الرادعة لها. وأكد رئيس الوزراء بأن شعبنا مصمم على الدفاع عن أرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية، وأن أهالي الشيخ جراح لن يغادروا منازلهم التي يتعرضون لخطر التهجير منها، مشيرا إلى أن ما يجري في الحي اليوم ما هو إلا استمرار لسياسة التهجير الممنهجة التي يتبعها قادة الاحتلال بغرض الاستيلاء على الأرض.
وإفراغ سكانها منها، وفق جاء في التقرير الذي نشرته منظمة (هيومن رايتس وتش) والذي أشارت فيه إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من سياسات اضطهاد وعنصرية، إضافة إلى ما يمارس ضد الأطفال والنساء والشبان من اعتداءات وإعدامات ميدانية، مشيرا إلى أن سكان حي الشيخ جراح الذين يتعرضون للتهجير اليوم سبق وأن هجروا من منازلهم في حيفا ويافا عام ثمانية وأربعين. ووجه رئيس الوزراء التحية لحراس المسجد الأقصى وللمصلين الذين يدافعون عن أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين من محاولات سلطات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، معربا عن إدانته لاقتحام قوات الاحتلال ساحات الأقصى هذه الليلة والاعتداء على المصلين وإصابة عدد منهم بجروح.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي طريق الواد في القدس القديمة، ومنعت الأهالي من الدخول باتجاه المسجد الأقصى عقب أذان المغرب. وقالت مصادر محلية إن الاحتلال أغلق الطريق بحواجز عسكرية ومنع وصول الصائمين القادمين للإفطار في المسجد الأقصى من الدخول عبره، واستخدم الأسلحة لترهيبهم وإجبارهم على الابتعاد عن المكان. اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع تجاه المصلين، ما أدى إلى إصابة 13 مواطنا تركزت إصاباتهم في الرأس والعيون، واعتقال آخرين.
وأفاد مراسلنا بأن مواجهات اندلعت قرب باب السلسلة داخل الأقصى، عقب انتهاء صلاة المغرب والإفطار، بعد أن تعمد الاحتلال استفزاز المصلين لدى خروجهم من المسجد، وأغلق بابي العامود والسلسلة وطريق الواد في القدس القديمة، ومنع الأهالي من الدخول إلى المسجد الأقصى، لإقامة صلاة العشاء والتراويح. وهاجمت قوات الاحتلال المصلين قبل أذان العشاء ومنعتهم من أداء صلاة العشاء والتراويح.
وأصيب مواطنان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مساء اليوم الجمعة، خلال مواجهات اندلعت في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، بحسب ما أفاد به الهلال الأحمر. وكان مستوطنون، اقتحموا مأدبة إفطار أقيمت أمام المنازل المهددة بالإخلاء في حي الشيخ جراح بالقدس، وأدوا صلوات تلمودية استفزازية. ويواصل أهالي حي الشيخ جراح المهددين بالتهجير من منازلهم، الاعتصام وتناول طعام الإفطار أمام منازلهم في ظل منع شرطة الاحتلال لغير ساكنيه من الدخول إليه.
وإصيب 53 مواطنًا خلال اقتحام قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك. وأفاد الهلال الأحمر في بيان له: أن طواقمها تعاملت مع 53 إصابة، جرى نقل 23 منها إلى المستشفى بعد تعرضها لإصابات بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت، فيما سجلت معظم الإصابات في منطقة الرأس وتحديدًا في العيون. واندلعت قرب باب السلسلة داخل الأقصى، عقب انتهاء صلاة المغرب والإفطار، بعد أن تعمد الاحتلال استفزاز المصلين لدى خروجهم من المسجد، كما أغلق بابي العامود والسلسلة، ومنع الدخول الى البلدة القديمة من القدس.
كما أعرب الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن إدانته لاستمرار السلطات الإسرائيلية في بناء المستوطنات والتهجير وإخلاء حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعبر الأمين العام عن خطورة ما تقوم به إسرائيل في الاستمرار في مخالفة مبادئ القانون الدولي والجهود الدولية، والتي لا تزال تشكل عقبة كبيرة أمام احياء السلام في منطقة الشرق الأوسط للوصل إلى حل نهائي للصراع الدائر فيها.
وطالب الأمين العام المجتمع الدولي بالضغط على السلطات الإسرائيلية للحد من بناء مستوطنات جديدة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، مشددا على الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم القضية الفلسطينية ومساندته للشعب الفلسطيني الشقيق، وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وفق لحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المبادرة العربية للسلام وفي إطار القرارات الشرعية والقوانين الدولية.
قد يهمك ايضا:
اصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال الاسرائيلي برطعة جنوب جنين
مؤسسة "الرؤيا الفلسطينية" تُطلق "كرنفال" ومتحف الشارع في نابلس
أرسل تعليقك