أكد الاشتراكيون الديمقراطيون في ألمانيا، الأحد، قدرتهم على تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك بعد أن أفادت استطلاعات للرأي بتقدمهم في الانتخابات على تحالف المحافظين الذي كانت تقوده المستشارة أنجيلا ميركل.واعترف المحافظون في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ترأسه ميركل، والاتحاد الاجتماعي المسيحي، بالخسارة.
وأقر الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي باول زيمياك، بما وصفه "خسائر مريرة" في الانتخابات التشريعية، وقال في تعليق على النتائج "هذا مؤلم".وتترك هذه التائج الباب مفتوحاً أمام الطرف الذي سيقود الحكومة المقبلة، في وقت تستعد أنجيلا ميركل للتنحي بعد 16 عاماً في السلطة.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته محطة "ARD" أن كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي فازت بنسبة 25% من الأصوات، وهي أضعف نتيجة لها في الانتخابات الفيدرالية منذ الحرب العالمية الثانية، في حين أظهرت استطلاعات رأي أخرى، تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بفارق ضئيل.
من جانبه، قال الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينجبيل، إن حزبه لديه تفويض لتشكيل ائتلاف، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أن تفوقه على كتلة المحافظين المنتهية ولاية زعيمتها.وأشار كلينجبيل إلى أن "الحزب الاشتراكي الديمقراطي لديه تفويض للحكم. نريد أن يكون أولاف شولتز مستشاراً". وأضاف أن استطلاعات الرأي تضع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المقدمة.
وكان شولتز قد أدلى بصوته في بوتسدام القريبة من برلين، واعتبر أن الأحوال الجوية الجيدة "مؤشر جيد" لوسط اليسار الذي يحقق منذ الصيف صعوداً غير متوقع.وبلغت نسبة المشاركة حتى الساعة الثانية من ضهر الأحد بتوقيت ألمانيا 36.5%، في تراجع بلغ 4.6 نقاط عن تلك التي سجلت في آخر انتخابات تشريعية في 2017.
وعزا رئيس اللجنة الانتخابية يورغ تيل هذا التراجع إلى الارتفاع المنتظر لنسبة المقترعين عبر البريد، والذي لم يتم احتسابه في هذا الرقم، علماً أن المستشارة ميركل اختارت التصويت بهذه الطريقة.
وبعد أن نأت ميركل بنفسها عن السجالات الانتخابية، بذلت جهوداً مكثفة في الشوط الأخير من الحملة لدعم أرمين لاشيت الذي واجهت حملته صعوبات منذ الصيف.وقد يتراجع المسيحيون الديمقراطيون، لأول مرة منذ أكثر من 70 عاماً إلى ما دون عتبة 30% من الأصوات، بعد أن تصدروا استطلاعات الرأي لفترة طويلة.
وتُشير التوقعات إلى أن حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف الذي دخل لأول مرة إلى مجلس النواب قبل 4 سنوات، سيُرسخ حضوره في البرلمان بحصوله على حوالي 10% من الأصوات، لكنه يبقى مستبعداً من أي ائتلاف محتمل.
ورغم الهفوات التي قد تكون تخللت حملة أرمين لاشيت، المرشح عن حزب ميركل لخلافتها في المستشارية، لكنه، وفقاً لـ"وكالة فرانس برس"، يتمتع بموهبة انتزاع النصر من بين فكي الهزيمة، ما يعني أن احتمال فوزه في انتخابات الأحد ما زال قائماً.
ويعرف المرشح البالغ 60 عاماً بقدرته على التحمل، وما وصفته مجلة "دير شبيجل" بأنه قدرة خارقة على "الانتظار والتريث". وذكرت أنه "لا يصوّب باتجاه خصومه ضربة قاضية سريعة، بل ينهكهم ببطء، على خط مستمر، بما يتمتع به من قدرة كبيرة على التحمل".وكان لاشيت الذي انتخب رئيسا للاتحاد الديمقراطي المسيحي لبعض الوقت في يناير الماضي، المرشح الأوفر حظاً ليصبح المستشار التالي لألمانيا بعد انسحاب ميركل من السياسة عقب انتخابات الأحد.
لكن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن التحالف المحافظ بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، يتخلف عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وهو في طريقه لتحقيق أسوأ نتيجة انتخابية منذ الحرب العالمية الثانية.كما تعرض لانتقادات على نطاق واسع بسبب استجابته لوباء كورونا في تلك المنطقة فيما وصفته صحيفة "زودويتشه تسايتونغ" بأنه "متردد ويتصرف أحيانا باندفاع".
قد يهمك ايضا
مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين في برلين بمناسبة عيد العمال
إصابة 4 اشخاص في هجوم بسكين بمحطة مترو برلين
أرسل تعليقك