استراتيجية سودانية جديدة تدفن اتفاقية سواكن مع تركيا
آخر تحديث GMT17:44:39
 العرب اليوم -

استراتيجية سودانية جديدة "تدفن" اتفاقية سواكن مع تركيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - استراتيجية سودانية جديدة "تدفن" اتفاقية سواكن مع تركيا

السودان
الخرطوم - العرب اليوم

تكشف التحركات السودانية الأخيرة سعي الخرطوم إلى التعاون مع العمق العربي بشكل خاص، لا سيما مع مصر والسعودية، وهو الأمر لا يخدم مصالح آخرين وخاصة تركيا.وكانت أنقرة وجدت الفرصة سانحة إبان حكم نظام الرئيس السابق عمر البشير، للتوغل في السودان ومن خلفه قارة إفريقيا.

لكن انهيار النظام قطع الطريق أمام أنقرة، التي باتت متهمة في السودان بـ"دعم الثورة المضادة" وإيواء عناصر "إرهابية".ويقول مراقبون إن ثمة ملفات عديدة تنتظر الحسم ترتبط بالعلاقة بين البلدين، وبشكل خاص اتفاقية جزيرة "سواكن" التي وقعتها تركيا في العام 2019 مع نظام البشير، وحصلت أنقرة بموجبها على الحق في إعادة تأهيل الجزيرة في البحر الأحمر، بما يتيح لها حضورا استراتيجيا في تلك المنطقة المهمة.

رسائل المراجعة

وبحسب ما نقلته تقارير إعلامية عن المتحدث باسم مجلس السيادة السوداني، محمد الفكي سليمان، فإن بلاده، وفي إطار استراتيجية جديدة بعد عودتها للمجتمع الدولي، تعمل على وضع استراتيجية جديدة حول منطقة البحر الأحمر، سوف يتم مناقشتها قريبا.

يأتي هذا في الوقت الذي نقلت فيه تقارير إعلامية أخرى عن مسؤولين سودانيين اثنين، وهما عضو مجلس شركاء الحكم جمال إدريس الكنين، وعضو مجلس السيادة محمد الفكي، تأكيداتهما على أن "أي اتفاق يمس السيادة الوطنية سوف يتم إنهائه من جانب السلطة الانتقالية الحالية بالبلاد".وتعكس هذه التصريحات التوجه السوداني الرامي إلى التخلي عن اتفاقية "سواكن".

 يعتقد المحلل السوداني كمال كرار، بأن مسألة مراجعة الاتفاقية باتت قاب قوسين أو أدنى بعد تلميح السودان إلى ذلك الأمر، على اعتبار أن "هذا الملف يواجه ضغطاً شعبياً، وربما كانت هنالك دول خارجية أيضاً تدفع الحكومة السودانية في هذا الاتجاه".وأوضح في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "مراجعة الاتفاق حول جزيرة سواكن والهيمنة التركية عليها إبان النظام السابق تأخرت كثيراً، وكان من المأمول أن تلغى الاتفاقية منذ أن سقط نظام عمر البشير، باعتبارها نوع من الاستعمار الأجنبي لأرضٍ سودانية".

وأشار المحلل السوداني إلى أن "تركيا أرادت موطئ قدم لها في المنطقة؛ لتهديد الدول المجاورة، وتخطط لإنشاء قاعدة عسكرية عليها".وأوضح أن "سواكن نفسها جزيرة أثرية لا يمكن أن تعطى لدولة أجنبية تريد أن تسترجع نفوذ العثمانيين في المنطقة". واختتم تصريحاته قائلاً: "من المهم أن تلغى الاتفاقية لأن وجودها إلى الآن يستفز سكان شرق السودان، ولابد أن ينأي السودان بنفسه من سياسة المحاور".وكان وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الإفريقية، أحمد بن عبد العزيز قطان، قد أكد قبل أيام في تصريحات إعلامية، على أنه "ليس لديه شك" في تعطيل اتفاقية "سواكن" بعد ما شهده السودان من تغيير.

ولفت قطان إلى أن تركيا تحاول أن تجد موطئ قدم في البحر الأحمر.

أطماع تركية

ويقول المحلل السياسي السوداني، الهادي محمد، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الاتفاقية"تأتي ضمن المخطط التوسعي للأطماع التركية وسط بلدان القارة الأفريقية.ويشير الهادي إلى أن "هذا التوسع الهدف منه الهيمنة والسيطرة على الموانئ البحرية من خلال بناء خط بحري يبدأ من تركيا مروراً بموانئ السودان وإريتريا والصومال وجيبوتي، هذا فضلاً عن وجود تركيا في غرب القارة، خاصة في غينيا وساحل العاج وبوركينا فاسو".

وينظر المحلل السياسي السوداني إلى الوجود التركي في ساحل البحر الأحمر على أنه "وجود قديم وله امتدادات تاريخية"، لكن بعد تولي رجب طيب أوردغان السلطة في تركيا تجددت أطماع أنقرة على نحوٍ جعل الصومال أهم محطة لتركيا من خلال سيطرة أنقرة على الموانئ وكذلك مطار مقديشو وخطتها لبناء الجيش الصومالي وتسليحه.وأضاف الهاي إلى أنه كان من المتوقع أن تكتمل تلك الخطة التوسعية بعد التنسيق مع نظام البشير، أن تمد جسور مالتواصل مع إثيوبيا ليكون الوجود التركي ممتدداً من السودان مروراً بإثيوبيا.

حاولت تركيا استعادة أمجادها القديمة بالاتجاه نحو مينائي بورتسودان وسواكن، وتم التوقيع على اتفاقية كاملة لإحياء مدينة سواكن التاريخية، وبالفعل بدأ التنفيذ العملي للخطة، بيد أن الثورة الشعبية قطعت الطريق أمام التمدد التركي، لذلك تجمدت الخطة، وفقا للمحلل السياسي السوداني.

تحولات داخلية

التحولات أو التغيرات الداخلية بالسودان وكذلك على المستوى الإقليمي، بالتزامن مع التقارب السوداني المصري كبح التوسع التركي مع الانفتاح السوداني نحو الخليج العربي والسعودية ومصر.ويمكن ملاحظة ذلك من خلال جولات عبد الله حمدوك وزيارته بصورة متتابعة للسعودية ومصر فكانت مخرجات هذه الزيارات عبارة عن نعي لاتفاقية سواكن وتحرير شهادة وفاة لها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

خبراء يتوقعون أن يستخدم السودان 3 أوراق ضغط بشأن "سد النهضة"

إثيوبيا ترد على مساع السودان لـ"وساطة رباعية" بشأن سد النهضة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استراتيجية سودانية جديدة تدفن اتفاقية سواكن مع تركيا استراتيجية سودانية جديدة تدفن اتفاقية سواكن مع تركيا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:49 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي
 العرب اليوم - تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 03:21 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عواصف قوية تقطع الكهرباء في ولاية أوكلاهوما

GMT 23:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب شمالي العراق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab