عدد من عناصر المعارضة السورية المسلحة
دمشق ـ جورج الشامي
سيطر الجيش السوري الحر على معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية، واستهدف ساحة الأمويين ومبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق، ونجح في تأمين انفصال 12 عنصرًا من قوات الأسد، فيما ارتفع عدد القتلى الأحد إلى 139، بينما رفض الائتلاف استقالة رئيسه أحمد معاذ الخطيب، وأسف وزير خارجية
قطر الشيخ للاستقالة، وحثه على "إعادة النظر في قراره." وأعرب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية عن "اعتقاد حكومة بلاده أن رئيس الائتلاف خدم الشعب السوري بصورة جيدة وفي ظل أصعب الظروف"، في غضون ذلك أكد مصدر عربي أن "الوزراء أكدوا على "الالتزام بقرار مجلس الجامعة بدعوة الائتلاف السوري المعارض إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سورية في القمة". وأوضح المصدر أنه "لم يتم اتخاذ قرار الأحد بشأن مسألة منح مقعد سورية للمعارضة"، فيما اعتبر أمين عام الجامعة أن "تحقيق الحل السياسي للأزمة في سورية ما زال ممكناً إذا توفر الموقف العربي الموحّد والمتماسك"، واصفاً الوضع السوري الحالي بالـ"كارثي".
في حين أكدت المعارضة العلوية التي أنهت اجتماعها في القاهرة، الأحد، ضرورة محاسبة الرئيس الأسد على جرائمه في حق الشعب السوري، بينما قصف الجيش الإسرائيلي صاروخ تموز في اتجاه مجموعة مسلحين سوريين في منطقة تل فارس، جنوب هضبة الجولان، بعد أن تعرضت دورية للجيش صباحًا، للمرة الثانية، إلى إطلاق نيران من الطرف السوري.
ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى بغداد في زيارة مفاجئة تهدف إلى عزل الحكومة السورية بشكل أكبر، فيما كانت أبرز التطورات ميدانيًا معارك في دمشق، واشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي، وسط قصف متواصل للريف الدمشقي.
وشهدت الساعات الماضية تطورات ميدانية مهمة، حيث أعلن الجيش الحر سيطرته بشكل كامل على معبر نصيب الحدودي الواقع على الحدود الأردنية السورية. وكانت مصادر من الجيش الحر أعلنت ظهر الأحد محاصرتها للمعبر، ويأتي ذلك بعد أن سيطر الجيش الحر على ما يقارب 25 كيلومترًا من المناطق الحدودية بين الأردن والجولان المحتل الذي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منه في جنوب البلاد. حيث أفاد المرصد أن "مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري" الواقع شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب)، وذلك "إثر انسحاب القوات الحكومية منه". وأوضح المرصد أنه بذلك "تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الأردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة القوات الحكومية ".
وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في الأيام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان "إثر اشتباكات عنيفة وحصار استمر لأيام"، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أن القوات الحكومية تكبدت جراء الاشتباكات "خسائر بشرية ومادية"، بينما غنم مقاتلو المعارضة "عددا من الآليات والأسلحة والذخائر".
وتقع هذه المناطق خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الجزء السوري من هضبة الجولان، والأجزاء التي تحتلها إسرائيل منذ حرب العام 1967. وكان مقاتلو المعارضة حققوا السبت تقدما في المناطق الجنوبية، بسيطرتهم على مقر قيادة لواء للدفاع الجوي في محافظة درعا بعد معارك لأكثر من أسبوعين، بحسب المرصد.
في غضون ذلك ارتفعت حصيلة قتلى سورية حتى اللحظة إلى 139 قتيلًا بينهم ثمان سيدات، و15 طفلا واثنين في عدرا في ريف دمشق جراء استخدام السلاح الكيماوي، وستة قتلى تحت التعذيب، و 75 في دمشق وريفها، و26 في حلب، و20 في حمص، ثمانية في درعا، وأربعة في إدلب، وثلاثة في دير الزور، واثنان في كل من حماة والحسكة.
فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات الحكومة في 135 نقطة، قام من خلالها في دمشق بتحرير الكثير من المباني في حي تشرين ومنطقة الحفيرية وكبد قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها خسائر كبيرة، وقد استهدف الحر أيضًا ساحة الأمويين ومبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق، وفي مدينة الحراك في درعا نجح الحر في تأمين انشقاق 12 عنصرًا بعتادهم الكامل على الحاجز الشرقي، وقد أجبر الحر قوات الحكومة الانسحاب من مزرعة الأبقار بين اليادودة والمزيريب، أما في الرقة، فقد استهدف الحر مطار الطبقة العسكري بصاروخين.
في الوقت نفسه، رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية استقالة رئيسه أحمد معاذ الخطيب، التي أعلنها في وقت سابق الأحد، بحسب ما جاء في بيان وزعه الائتلاف. وجاء في البيان أن "المكتب الرئاسي في الائتلاف لم يقبل استقالة السيد معاذ الخطيب، وطلب من الهيئة العامة التقرير في هذا الشأن"، مضيفاً إن أعضاء الهيئة "لم يقبلوا الاستقالة كذلك، وهم يطلبون من السيد الخطيب العودة إلى عمله كرئيس للائتلاف".
وأسف وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لـ"استقالة زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب"، وحثه على "إعادة النظر في قراره."
وأعرب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية عن "اعتقاد حكومة بلاده أن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب خدم الشعب السوري بصورة جيدة وفي ظل أصعب الظروف"، ودعا الائتلاف إلى "البقاء موحداً". وأبلغ المتحدث يونايتد برس إنترناشونال أن حكومته تتطلّع إلى أن "يستمر الخطيب في لعب دور مؤثر في الثورة السورية". وقال إنه "من الأهمية بمكان الآن أن يبقى الائتلاف الوطني موحداً، ويختار طريقاً إلى الأمام بما يخدم تطلعات الشعب السوري لبناء مستقبل أفضل لجميع السوريين".
وكان الخطيب أعلن صباح الأحد استقالته من منصبه، عبر صفحته على الفيس بوك، مؤكداً انه كان وعد السوريين بالاستقالة حين سيجد ذلك متاحاً في وقته، موضحاً:" لقد وعدت أبناء شعبنا العظيم ، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبَرُّ بوعدي وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني؛ كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية. وإننا لَنفهمُ المناصب وسائلَ تخدم المقاصد النبيلة، وليست أهدافاً نسعى إليها أو نحافظ عليها"،مشيرًا إلى أن الشعب السوري "يُذبح تحت سمع العالم وبصره منذ عامين، من قِبل حكومة متوحشة غير مسبوقة. وكثيرون هم من قدَّموا يدَ عون إنسانية صرفة، ونشكرهم جميعًا. إلا أن هناك واقعًا مرًا وهو ترويض الشعب السوري، وحصارُ ثورته، ومحاولة السيطرة عليها"، مشددًا على أن "كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي الأخرى ليس كافيًا كي يُتخَذ قرارٌ دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه".
وقال الخطيب "مَن هو مستعد للطاعة فسيدعمونه، ومن يأبَ فله التجويع والحصار. ونحن لن نتسوّل رضا أحد، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنَمُت كما نريد نحن، وإن باب الحرية قد فُتح ولن يُغلق، ليس في وجه السوريين فقط بل في وجه كل الشعوب". واعتبر أن الحكومة السورية "أضاعت برعونتها أثمن الفرص من أجل مصالحة وطنية شاملة، وحاولت العديدُ من الجهات الدولية والإقليمية جرَّ المركب السوري إلى طرفها"، وأضاف "رسالتنا إلى الجميع أن القرار السوري سوف يتخذه السوريون، والسوريون وحدَهم".
وقال: "سنتابع الطريق مع إخواننا الذين يهدفون إلى حرية شعبنا، وستكون هناك رسائل وتفاهمات مع كل الأطراف التي تشاركنا الآلام والآمال".
في سياق متصل أنهى وزراء الخارجية العرب اجتماعهم التحضيري للقمة العربية، التي تستضيفها الدوحة الثلاثاء المقبل من دون إعلان قرار حول منح مقعد سورية للمعارضة السورية، فيما خيمت على تحضيرات القمة الاستقالة المفاجئة لرئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب.
وقد أكد مصدر عربي دبلوماسي رفيع، شارك في الاجتماع الوزاري، لوكالة فرانس برس أن "الوزراء أكدوا على "الالتزام بقرار مجلس الجامعة بدعوة الائتلاف السوري المعارض إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سورية في القمة". وأوضح المصدر أنه "لم يتم اتخاذ قرار اليوم حول مسالة منح مقعد سورية للمعارضة"، فيما "ترك القرار لرئيس القمة أمير قطر، بالتشاور مع القادة العرب".
وأفادت مصادر دبلوماسية أن "الجزائر والعراق تحفظتا على هذه الخطوة، فيما أكد لبنان النأي بنفسه عن أي قرار يتعلق بالملف السوري". إلا أن مسألة مشاركة المعارضة ومقاربة الملف السوري في القمة عموماً تعقدت جراء استقالة معاذ الخطيب.
وأكد مندوب المعارضة السورية لدى قطر نزار الحراكي قبل الإعلان عن استقالة الخطيب أن "ائتلاف المعارضة السورية تلقى دعوة رسمية للمشاركة في القمة العربية" وقال إنه "من المنتظر وصول الشيخ معاذ الخطيب ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو والوفد المشارك الثلاثاء"، تزامناً مع وصول قادة الدول العربية.
وجدد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في الاجتماع، التأكيد على "الدعوة إلى مشاركة المعارضة في القمة"، مطالباً بـ"وقفة عربية قوية مع الشعب السوري الذي يقاتل من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويتشرد الملايين من أبنائه في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ، بينما يقف مجلس الأمن الدولي عاجزاً عن القيام بواجبه ومسؤوليته تجاه شعب يتعرض للقتل والإبادة".
فيما اعتبر أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أن "تحقيق الحل السياسي للأزمة في سورية ما زال ممكناً إذا توفر الموقف العربي الموحّد والمتماسك"، واصفاً الوضع السوري الحالي بالـ"كارثي". ونقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا" عن العربي قوله إن "عدم استجابة الحكومة السورية لتطلعات شعبه في التغيير والإصلاح الديمقراطي الحقيقي وإعماله آلة البطش والتدمير ونزيف الدم أوصلنا الى هذا الوضع الكارثي"، وأمل، خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العربي التحضيري للقمة العربية في الدوحة في "إمكانية تحقيق الحل السياسي الذي يجنب الشعب السوري المزيد من الويلات".
واعتبر أن "هذا الحل ما يزال ممكناً بوجود موقف عربي موحد ومتماسك، يصوغ موقفاً إقليمياً داعماً ويدفع، كما تقضي مسؤولياته في المحافظة على السلم والأمن الدوليين". ودعا العربي مجلس الأمن إلى إصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار، وإرسال قوات حفظ سلام والاستفادة من التطورات الإيجابية التي طرأت مؤخراً على المعارضة السورية وتحليلها التحليل السليم".
وشدد على "أهمية الاتصال بين مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي وبين كل من الحكومة والمعارضة، ممثلة بالائتلاف السوري المعارض وحكومته لاستطلاع الرأي بشأن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماع جنيف، وسؤال كل من الحكومة والمعارضة عن كيفية البدء بالمرحلة الانتقالية، وتشكيل الحكومة الانتقالية التي اتفق عليها في اجتماع جنيف". كما دعا إلى "تحرك عربي فاعل يتصدى لمعاناة الملايين من النازحين واللاجئين السوريين"، مطالباً "الدول العربية بالاستعداد للمساهمة في إعادة إعمار سورية".
في غضون ذلك قام رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة السورية غسان هيتو الأحد بزيارته الأولى إلى محافظة حلب في شمال سوريا، والتي يسيطر المقاتلون المعارضون على أجزاء واسعة منها، بحسب الصفحة الرسمية للحكومة على موقع فيسبوك.
وأتت زيارة هيتو متزامنة مع إعلان الجيش السوري الحر رفضه الاعتراف به لعدم حصوله على توافق وسط أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والذي أعلن رئيسه احمد معاذ الخطيب استقالته الأحد من منصبه.
وجاء في الصفحة "عقد رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة السورية الموقتة غسان هيتو، اجتماعا استمر لمدة ساعتين مع وفد ضم أعضاء من المجلس المحلي لمحافظة حلب وممثلين عن مجلس القضاء الموسع". وأضافت أن الاجتماع جرى "في محافظة حلب في أجواء إيجابية".
وقال رئيس المجلس يحيى نعناع الذي شارك في اللقاء، إن "الزيارة كانت جيدة، ولدي انطباع بأن هيتو يريد فعلا أن يحاول مساعدتنا للحصول على الدعم الذي نحتاج إليه". وأشار إلى أن "نائبة رئيس الائتلاف سهير الأتاسي رافقت هيتو في زيارته"، موضحا "أننا ناقشنا معهما الحاجات الإنسانية الطارئة في حلب. قالا إنه علينا تقديم مشاريع وسيقومان بما في وسعهما".
وأظهرت صور عرضتها الصفحة هيتو بعد عبوره برفقة عدد من الأشخاص المدنيين والمسلحين، معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، والذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وبدا في الصورة عبد القادر صالح، قائد لواء التوحيد، أقوى المجموعات المقاتلة في حلب. وأوضحت الصفحة أن هيتو زار مقر قيادة اللواء.
ورفض الجيش السوري الحر الأحد الاعتراف بهيتو، بحسب ما أفاد المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد. وقال "نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل إلى توافق" حول انتخابه الذي تم الثلاثاء في اسطنبول.
وانتخب هيتو بأصوات 35 من أعضاء الائتلاف البالغ عددهم حوالي 50 عضوا، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من أعضاء الائتلاف قبل التصويت.
وقصف الجيش الإسرائيلي في جنوب البلاد صاروخ تموز في اتجاه مجموعة مسلحين سوريين في منطقة تل فارس، جنوب هضبة الجولان، بعد أن تعرضت دورية للجيش صباحًا، للمرة الثانية، إلى إطلاق نيران من الطرف السوري.
وبحسب الجيش الإسرائيلي فلم يصَب أيٌّ من الجنود فيما دمر صاروخ "تموز" نقطة تجمع في سورية أصيب فيها مسلحان سوريان.
ورفع الجيش حال التأهب والاستعداد إلى أقصى درجاتها على طول الحدود مع سورية، وأوقف العمل في بناء السياج الحدودي، الذي كان تقرر تكثيف العمل في بنائه لضمان إنجازه حتى الشهر المقبل.
وتعرضت دورية للجيش الإسرائيلي إلى إطلاق مباشر من النيران من قبل مسلحين، تمركزوا في نقطة مراقبة كانت تابعة للجيش السوري لكن المتمردين سيطروا عليها، وينتشرون حولها، ويقتربون من السياج الحدودي، على حد قول الإسرائيليين. وبحسب ما نشر في إسرائيل فإن إطلاق النار، صباح الأحد، كان يستهدف دورية للجيش، بينما النيران أطلقت في اتجاه الدورية، السبت، وصلت بالخطأ في أعقاب احتدام المواجهات بين الأطراف السورية.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، إطلاق النيران في اتجاه إسرائيل تطورًا خطيرًا مؤكدًا أن "الردّ الإسرائيلي جاء وفق السياسة التي قررتها الحكومة، تجاه المخاطر التي تتعرض لها من جهة سورية. وحمل يعالون الحكومة السورية مسؤولية أي اعتداء يهدد الحدود الإسرائيلية"، وقال "كل إطلاق نار من سورية يمس بالسيادة الإسرائيلية سيواجه برد فوري، يضمن إخماد مصادر النيران المنطلقة من سورية".
وأعلن مسؤول إسرائيلي أن الاعتذار الذي قدمه رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، لتركيا جاء في أعقاب التطورات التي شهدتها سورية، خلال العامين الأخيرين، وأدت إلى تغييرات غير مطمئنة في هذه الدولة المجاورة لحدود إسرائيل من جهة وتركيا من جهة أخرى.
ويرى الإسرائيليون أن المخاطر من قبل الحدود السورية متزايدة، وبحسب المسؤول الإسرائيلي فقد سبق وجرت محاولات عدة للتفاهم بين إسرائيل وتركيا، وإعادة توثيق العلاقة بينهما، والتوصل إلى تفاهمات ترضي الطرفين، بشأن كل ما حدث في سفينة مرمرة، لكن الجهود باءت بالفشل، وفقط بعد دخول الأزمة السورية سنتها الثالثة وتصعيد المخاطر المنطلقة من هناك في اتجاه إسرائيل وتركيا بذلت الأطراف الجهود لتحسين العلاقات بين الدولتين المجاورتين لسورية.
ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى بغداد في زيارة مفاجئة تهدف إلى "حث القادة العراقيين على مزيد من التعاون بشأن النزاع في سورية". كما سيحث القادة العراقيين على "التعاون بشكل أكبر من أجل عزل الحكومة السورية المحاصرة".
وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن إيران، التي تقوم بإرسال معدات عسكرية عبر المجال الجوي العراقي، بواسطة رحلات طيران مدنية، تقول عنها طهران إنها تحمل إمدادات إنسانية فقط.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية رافضًا كشف اسمه "كيري سيتحدث عن أهمية مشاركة العراق في اجتماعات بشأن مستقبل سورية، لكن في الوقت ذاته لن يكون ملائمًا للعراق المشاركة طالما أنه يسهل عبور المقاتلين والأسلحة الإيرانية من خلال الرحلات الجوية لدعم الأسد".
وبحسب المسؤول الأميركي فإن "الأمر الأساسي هنا هو مناقشة المستقبل السياسي في سورية، والعراق يجب أن يكون جزءًا من ذلك، والذي يجب أن يكون على أساس رحيل الأسد، لا على أساس السماح باستمرار الدعم الإيراني للأسد".
ودعا مسؤول أميركي الأسبوع الماضي العراق إلى "تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سورية، مشيرًا إلى أن واشنطن قدمت شكوى إلى كل أطراف الحكومة العراقية" بشأن النقص في إجراءات التفتيش".
وقال "من المنطقي إيقاف الطائرات وتفتيشها. على الأقل، فليقوموا بذلك بطريقة قانونية وليختاروا الطائرات عشوائيًا، علمًا أنهم يقومون بدل ذلك بغض النظر".
وأكدت المعارضة العلوية خلال اجتماعها في مؤتمر "كلنا سوريون" في القاهرة أن المطلوب ليس إسقاط الحكومة فحسب، بل تفكيك بنيتها المتسلطة بكامل رموزها، وبناء دولة المواطنة والقانون.
وطالبت أكثر من 100 شخصية علوية لمحاكمة الأسد على جرائمه في حق الشعب السوري، وكان الهدف الرئيس للاجتماع الذي اختتم، الأحد، هو دعم بديلٍ ديمقراطي لحكم بشار الأسد، وذلك في محاولة لفصل مصير الطائفة العلوية عن مصير الرئيس الأسد.
ودعت المعارضة العلوية إلى التصدي للمشكلة الطائفية التي يؤججها النظام، وقالت إن الورقة الأخيرة التي يمكن أن يستغلها النظام هي الحرب الأهلية وتقسيم البلاد.
وبدأ بمشاركة عدد من الأحزاب والفعاليات والشخصيات الوطنية ملتقى الحوار الوطني السوري، الأحد، أعماله في فندق "داما روز" في دمشق.
أرسل تعليقك