اتهامات إلى عون بتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة في مخاطبة البرلمان اللبناني
آخر تحديث GMT03:14:36
 العرب اليوم -

بعد الرسالة التي أرسلها مع برّي بشأن مسألة التدقيق الجنائي المالي

اتهامات إلى عون بتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة في مخاطبة البرلمان اللبناني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اتهامات إلى عون بتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة في مخاطبة البرلمان اللبناني

رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون
بيروت - العرب اليوم

أكدت مصادر سياسية إن المجلس النيابي سيأخذ عِلمًا في جلسته التي تُعقد غدًا بالرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية ميشال عون، إليه من خلال رئيسه نبيه بري والمتعلقة بالتدقيق الجنائي المالي، ويعود للهيئة العامة حصريًا التعامل مع مضامينها لجهة الاكتفاء بأخذ العلم أو ترجمتها إلى اقتراحات قوانين رغم أن كتلة “التنمية والتحرير” النيابية برئاسة بري بادرت قبل أيام إلى التقدُّم بمجموعة من اقتراحات القوانين تشكّل نقطة التقاء مع كل ما طرحه عون في رسالته.

ولفتت إلى أن عون أراد أن يعفي الحكومة المستقيلة من مسؤوليتها في إعداد كل ما هو مطلوب لوضع التدقيق الجنائي على سكة التطبيق، وذهب بعيدًا في رميها على عاتق البرلمان، وقالت إن حكومة الرئيس حسان دياب وقبل أن تتحول إلى حكومة تصريف أعمال لم تتمكن من التوافق على مشاريع القوانين لتسريع السير في التدقيق الجنائي وأسقطت نفسها في خلافات تمدّدت باتجاه التباين الذي أخَّر إنجاز التدقيق في الحسابات المالية، وهذا ما أعاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي تعد الممر الإجباري للحصول على مساعدات مالية من شأنها أن تُسهم في وقف الانهيار الذي وضع البلد على حافة الزوال.

وأكدت المصادر السياسية أن من حق عون أن يخاطب شخصيًا البرلمان، لكن من غير الجائز أن يراسله باسم السلطة الإجرائية وبالنيابة عنها كأنه أراد أن يتصرف كأن لبنان محكوم بنظام رئاسي، وقالت إن متابعة التدقيق الجنائي تتطلب وجود حكومة فاعلة لا مستقيلة مع أنه أُدرج في صلب المبادرة الفرنسية التي توافق عليها جميع الأطراف في اجتماعهم مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

واتهمت المصادر نفسها رئيس الجمهورية بمصادرة صلاحيات السلطة الإجرائية التي ينطق باسمها رئيس الحكومة، وسألت إذا كان قرر التعايش وبمباركة من فريقه السياسي مع حكومة مستقيلة على حساب الانصراف لتشكيل حكومة جديدة؟ ورأت أن عون يتصرف في مخاطبته البرلمان كأنه هو من يقرر، وبالتالي بادر إلى رمي كرة تعذّر السير بالتدقيق الجنائي في مرمى المجلس النيابي ومن خلاله القوى السياسية التي هي على خلاف معه رغم أن جميعها كانت قد أيَّدت إجراء التدقيق المالي.

وكشفت أن الكتل النيابية، أو معظمها على الأقل، بدأت تتحضّر للرد على رسالة عون في ضوء مشاريع واقتراحات القوانين التي أقرها البرلمان وباتت في عهدة الحكومة وهي في حاجة إلى إصدار المراسيم التنظيمية لتأخذ طريقها إلى التطبيق، وقالت إن هذه الكتل سارعت إلى التنسيق، ليأتي الجواب على رسالته حسب الأصول بعيدًا عن الشعبوية التي حضرت بامتياز في رسالته وحاول أن يختصر الاستجابة لمضامين المبادرة الفرنسية المدعومة دوليًا بالتدقيق الجنائي وتقديمه على أنه وحده خشبة الخلاص للبنان.

ورأت أن الدافع الأساسي لمبادرة عون إلى تحريك التدقيق الجنائي يكمن في الرد على العقوبات الأميركية التي استهدفت رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، من زاوية اتهام الآخرين بالفساد وهدر المال العام، وقالت: “لسنا في موقع الدفاع عن الذين أساءوا استخدام المال العام”.

وسألت المصادر السياسية عن الأسباب الخفيّة وراء لجوء هذا الفريق أو ذاك إلى استحضار عناوين خلافية بدلًا من أن تتضافر الجهود لتأمين احتياجات اللبنانيين الذين لا قدرة لديهم لتأمين لقمة العيش لعائلاتهم، وقالت إن الأولوية يجب أن تُعطى لوقف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يحضر على جدول أعمال الأطراف الرئيسة.

وأكدت المصادر أن التذرُّع بأن الحريري يريد مصادرة التمثيل المسيحي في الحكومة ليس في محله. وقالت إن العقبة الرئيسة التي تؤخّر ولادتها تقع على عاتق عون الذي يبدو أن تعطيل تشكيلها لا يقلقه، ولفتت إلى أنه لم يستحضر التدقيق الجنائي إلا بعد أن تعذّر على فريقه السياسي تطييف تشكيل الحكومة والتحريض على الحريري في محاولة لم يُكتب لها النجاح حتى الساعة لتأليب القيادات المسيحية من سياسية وروحية على الحريري بذريعة أنه يصادر حقوق المسيحيين.

ويبقى السؤال: كيف سيتصرف الحريري حيال اصطدام مشاورات التأليف مع عون بحائط مسدود؟ وهل نفد صبره أم أنه يمدّد الفرصة للاتصالات التي تقوم بها باريس؟ مع أن عامل الوقت ليس لمصلحته ولم يعد في مقدوره أن يبقى صامتًا إلى ما لا نهاية، وبالتالي أوشك على الانتهاء من دراسة خياراته، وأن عون سيكون على رأس المتضررين من تعطيل تشكيل الحكومة التي ستضيّع عليه آخر فرصة لإنقاذ عهده.

ويقول المقربون من الحريري إنه سيقول كلمته عاجلًا أم آجلًا، وسيكون لها مفاعيل سياسية محلية وخارجية لن يكون في وسع عون تطويقها مع أنه ابتدع بدعة عندما سمح لنفسه بأن ينطق في رسالته إلى البرلمان باسم السلطة الإجرائية متجاوزًا صلاحيات رئيس الحكومة وفي يقينه أن البديل يكون في إعادة تعويم الحكومة المستقيلة، مع أن تعويمها يصطدم بعائق دستوري من جهة وبعدم قدرتها على توفير الحد الأدنى من الحلول للنكبات التي حلّت بالبلد بعد انفجار مرفأ بيروت.

وعليه، فإن عون يميل للإبقاء على الحكومة المستقيلة لأنها تطلق يده في اتخاذ القرارات من دون العودة إليها بعد أن استحال عليه المجيء بحكومة شبيهة بها تتيح له السيطرة على قراراتها وإنما بالاستعانة بأسماء جدد، وهذا ما أعاد مشاورات التأليف إلى المربع الأول.

قد يهمك ايضا:

رسالة ودعوة إسرائيلية للرئيس اللبناني ميشال عون

اتهامات للرئيس اللبناني باتباع سياسة المكابرة بعد خطابه الأخير في عيد الاستقلال

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتهامات إلى عون بتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة في مخاطبة البرلمان اللبناني اتهامات إلى عون بتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة في مخاطبة البرلمان اللبناني



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 20:11 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايا دياب تغني مع مصطفى قمر لأول مرة
 العرب اليوم - مايا دياب تغني مع مصطفى قمر لأول مرة

GMT 01:49 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 02:06 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هل إيران مع تنفيذ القرار 1701؟

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 01:16 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

البيانات والأرقام شمعة تضيء الظلام!

GMT 22:56 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

اتهامات لقوات الدعم السريع بقتل 12 في غرب السودان

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 17:17 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إندونيسيا تحظر هواتف جوجل بيكسل فى البلاد

GMT 02:03 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هروب “الزمن الجميل”!

GMT 14:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب إنتر ميامي الأمريكي يحسم موقفه من ضم نيمار

GMT 21:54 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد وحدة صواريخ في "حزب الله"

GMT 17:11 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العاصفة المدارية «لين» تتشكل شرق المحيط الهادئ

GMT 17:00 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق 115 صاروخا من لبنان باتجاه إسرائيل منذ صباح اليوم

GMT 22:43 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال يستهدف المنازل بشكل مباشر في قطاع غزة

GMT 10:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار كونج ري يودي بحياة 3 أشخاص في تايوان

GMT 08:08 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عمر تتسبب في أزمة لعمرو سعد وتأجيل مسلسل "سيد الناس"

GMT 12:23 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يستهدف ضم لوكاس شوفالييه حارس ليل الفرنسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab