كييف - جلال ياسين
أعلنت المناطق الخاضعة لسيطرة الروسية في أوكرانيا عن خطط لإجراء ما وصف بالاستفتاءات الشعبية العاجلة حول موضوع الانضمام إلى روسيا، وذلك بعد قرابة سبعة أشهر من الغزو الروسي للبلاد.وقد توقف التقدم الروسي في الأشهر الأخيرة وتمكنت أوكرانيا من استعادة مساحات واسعة من الأراضي في مناطق شمال- شرقي البلاد.
و يقول المسؤولون الموالون لروسيا في الشرق والجنوب إنهم يريدون أن يبدأ التصويت على الانضمام هذا الأسبوع.
وسبق وضمّت شبه جزيرة القرم إليها في العام 2014، بعد تصويت أُدين على نطاق واسع باعتباره مزوراً.
ولم يعترف المجتمع الدولي بتاتاً بعملية الضم لكن كان واضحاً منذ فترة طويلة أن روسيا تعتزم المصادقة تلقائياً على استيلائها على المناطق المحتلة الأخرى بنفس الطريقة.
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، في وقت مبكر الثلاثاء، إن إجراء التصويت في مناطق دونيتسك ولوهانسك الشرقية- والمعروفة أيضاً باسم إقليم دونباس- من شأنه أن يعيد "حقاً تاريخياً" وأن يكون قراراً لا رجوع عنه. وقال ميدفيديف: "بعد التعديلات على دستور دولتنا، لن يتمكن أي زعيم مستقبلي لروسيا أو مسؤول من التراجع عن هذه القرارات".
وبعد ذلك بوقت قصير، قالت السلطات الانفصالية المدعومة من روسيا في دونيتسك ولوهانسك إنها ستجري الاستفتاء الشعبي في الفترة بين 23-27 من سبتمبر/ أيلول الجاري. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اعترف باستقلال المنطقتين قبل ثلاثة أيام من غزو القوات الروسية لأوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب.
وقال المسؤولون المعينون من روسيا في منطقة خيرسون الجنوبية إنهم سيجرون أيضاً الاستفتاء الشعبي ، وجاء إعلان مماثل من منطقة زابوريجيا الخاضعة للاحتلال الروسي.
وحاولت السلطات المنصّبة من روسيا طوال شهور تنظيم استفتاءات شعبية ذاتية، لكن الحرب المتواصلة جعلت إجراء مثل هذه الاستفتاءات أمراً غير عملي. وزاد من صعوبة الأمر الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية على مواقع القوات الروسية في المنطقة.
وفي حين تخضع معظم مناطق لوهانسك للسيطرة الروسية منذ يوليو/ تموز الماضي، إلا أن القائد الأوكراني في لوهانسك أعلن، الاثنين، أن الجيش أعاد السيطرة على قرية "بيلوريفكا".
ولا تزال معظم مناطق دونيتسك تخضع للسيطرة الأوكرانية، على الرغم من أن روسيا سيطرت على الشريط الساحلي بمحاذاة بحر آزوف.
وعلى الرغم من أن القوات الروسية استولت بسرعة على خيرسون في بداية الحرب، إلا أن القوات الأوكرانية استعادت بعض المناطق وواجهت السلطات المُعينة من روسيا هجمات متكررة. وتم تأجيل المحاولات السابقة لإجراء استفتاء هناك.
كما أن معظم أجزاء زابوريجيا ما يزال تحت السيطرة الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة الإقليمية التي تحمل الاسم نفسه. وعلى الرغم من أن التصويت الذي جرى في القرم في 2014 رُفض على نطاق واسع باعتباره غير شرعي وقوطع من قبل أعداد كبيرة من السكان، فإن الجيش الروسي كان يسيطر على شبه الجزيرة.
ولا تبعد القوات الأوكرانية كثيرا عن مدينة دونيتسك، التي اتهم عمدتها المدعوم من روسيا القوات الأوكرانية، الاثنين، بقصف المدينة بالمدفعية ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل.
وأي محاولة لعمليات ضم إضافية لأراضي أوكرانية سيادية من شأنها أن تشعل غضب القادة في كييف وتدمر أي أمل بالتوصل إلى حل عبر التفاوض.
وأشار مستشار وزارة الدفاع الأوكرانية أوليكسي كوبتيكو إلى أن تلك المحاولات تُعد "مؤشراً على الهستيريا" في موسكو. فقد اعتبرت المحللة الروسية المحترمة تاتيانا ستانوفايا الخطوة الأخيرة "إنذاراً لا لُبس فيه" من روسيا إلى أوكرانيا والغرب، ومفاده انه إذا لم يتصرفوا بشكل مناسب فإن روسيا ستحشد قواتها المسلحة بالكامل من أجل الحرب.
وبالفعل كانت هناك دعوات من أوساط معينة في روسيا بالحشد العسكري الكامل للقوات الروسية. وفي الوقت الحاضر، يصف فلاديمير بوتين الغزو بأنه "عملية عسكرية خاصة".
و دعم مجلس الدوما الروسي فرض أحكام طويلة بالسجن على الجرائم المرتكبة خلال الحشد العسكري أو القتال، من بينها الغياب بدون إجازة والفرار من الجندية والاستسلام الطوعي.
وفي مؤشر على أن الكرملين يستعد لدعم ما وصف بالاستفتاءات، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا أرادت منذ بداية العملية أن يكون القرار للسكان: "الوضع الحالي برمته يؤكد أنهم يريدون أن يكونوا المقررين لمصيرهم".
ويأتي هذا التغير في المزاج بعد ساعات فقط من صدور تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه إن الرئيس الروسي يبحث عن مخرج من الحرب. وقال أردوغان في حديث لشبكة بي بي أس الأمريكية: "في الحقيقة أنه أبدى لي استعداده لإنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن".
وقالت لا أيضاً إنه سيتم قريباً تبادل 200 من "الرهائن" بين الطرفين. ولم يقدم المزيد من التفاصيل حول من ستشملهم عملية تبادل الأسرى هذه.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال ليلة الاثنين إن "المحتلين يعيشون حالة من الذُعر".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك