هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن سيحول قطاع غزة إلى جحيم إذا لم تطلق حركة حماس الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس بحلول الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم السبت المقبل . وهدّد الرئيس ترامب مصر والأردن بوقف المساعدات الأميركية إذا رفض البلدين قبول فلسطينيين نازحين من سكان قطاع غزة.
و سبق للرئيس الأميركي أن قال إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى قطاع غزة، بموجب خطته، التي تقضي بـ"استيلاء" الولايات المتحدة على القطاع الفلسطيني.
جاء ذلك في مقتطفات من مقابلة مع شبكة فوكس نيوز نُشرت يوم الاثنين، إذ أوضح ترامب أن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة، لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل كثيراً على حد وصفه.
وقال ترامب في المقابلة إنه "بعبارة أخرى، أنا أتحدث عن بناء مكان دائم لهم".
وفي وقت سابق اليوم، جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده على خطته لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وترحيل الفلسطينيين منها، قائلاً إنه "ملتزم بشراء وامتلاك غزة"، والتأكد من أن حماس لن تعود إليها.
جاء ذلك في تصريح جديد لترامب مساء الأحد، على متن طائرة الرئاسة وهو في طريقه إلى نيو أورليانز لحضور مباراة السوبر بول، الحدث الرياضي الأبرز في دوري كرة القدم الأمريكية.
وقال ترامب: "أنا ملتزم بشراء وامتلاك غزة. وفيما يتعلق بإعادة إعمارها، فقد نمنحها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبناء أجزاء منها، وقد يفعل ذلك أفراد آخرون تحت إشرافنا".
وأعاد ترامب التأكيد على أن قطاع غزة "موقع مُهدم" لا يمكن عودة الفلسطينيين إليه، مضيفاً أنه "سيُهدم ما تبقى"، مع الاعتناء بالفلسطينيين وضمان أن يعيشوا "في سلام ووئام وأنهم لن يتعرضوا للقتل"، بعد أن أصبحت غزة "الموقع الأخطر في العالم للعيش فيه".
وفي إجابة على سؤال حول مدى استعداد واشنطن السماح لبعض اللاجئين الفلسطينيين بدخول الولايات المتحدة، استبعد المسافة، مضيفاً انه منفتح على النظر في الطلبات الفردية.
تصريحات "تعكس جهلاً عميقاً بفلسطين والمنطقة"
من جانبها، استنكرت حماس التصريحات الأخيرة لترامب، التي وصفتها الحركة بأنها "عبثية" و"تعكس جهلاً عميقاً بفلسطين والمنطقة".
وفي بيان نشرته على حسابها على تليغرام، شددت الحركة على أن غزة "ليست عقاراً يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
وأضاف البيان أن التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية "تاجر العقارات"، ما هو إلا "وصفة فشل"، مؤكداً أن الفلسطينيين سيعملون على إفشال كل مخططات التهجير والترحيل.
واختتمت حماس بيانها بأن أهل غزة لن يرحلوا عن غزة إلا إذا كانوا سيعودون إلى مدنهم وقراهم "المحتلة عام 1948".
في السياق ذاته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، خليل الحية خلال احتفال بالذكرى السادسة والأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية في طهران، إن خطط الغرب والولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة "محكوم عليها بالفشل، وسنسقطها كما أسقطنا المشاريع التي سبقتها".
كما صرح الكرملين يوم الاثنين بأنه ينتظر مزيداً من التفاصيل حول خطة الرئيس الأمريكي لشراء قطاع غزة.
وعندما سُئل عما إذا كانت خطة ترامب مقبولة بالنسبة لموسكو، رد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر افتراضي: "إن الأمر يستحق انتظار بعض التفاصيل إذا كنا نتحدث عن خطة عمل متماسكة. نحن نتحدث عن ما يقرب من 1.2 مليون فلسطيني يعيشون هناك، وهذه هي المعضلة الرئيسية على الأرجح".
وأضاف بيسكوف: "هؤلاء هم من وعدتهم قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحل الدولتين لمشكلة الشرق الأوسط، وما إلى ذلك. هناك الكثير من الأسئلة من هذا القبيل. لا نعرف التفاصيل بعد، لذا يتعين علينا التحلي بالصبر".
ترامب صاحب "نهج ثوري"
أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقترح ترامب للسيطرة الأمريكية على غزة وترحيل سكانها ووصفه بأنه "نهج ثوري إبداعي"، وذلك بعد عودته إلى إسرائيل من واشنطن.
وقال نتنياهو في كلمة أمام مجلس وزرائه، إنه اتفق والرئيس ترامب على أهداف الحرب التي حددتها إسرائيل في بداية حربها التي استمرت 15 شهراً ضد حماس، ومنها "ضمان عدم تشكيل غزة تهديداً لإسرائيل".
وأوضح نتنياهو أن ترامب "جاء برؤية مختلفة تماماً وأفضل كثيراً لإسرائيل"، وأن مقترحه بشأن مستقبل غزة، تناقشه إسرائيل حالياً، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي "في غاية التصميم على تنفيذها، وأعتقد أنها تفتح العديد من الاحتمالات لنا".
"ادعاءات وتضليل متعمد"
من ناحية أخرى، أدانت مصر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عدم فتح القاهرة لمعبرها الحدودي أمام الفلسطينيين الذين يطلبون مغادرة قطاع غزة.
ففي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية في الثامن من فبراير/شباط، قال نتنياهو إنه تلقى طلبات من فلسطينيين يريدون مغادرة غزة قبل الحرب، لكن "مصر لم تفتح الباب".
وأضاف أن بعضهم كان "يرشي حراس البوابة في مصر. كانوا يشترونهم. لذا خرج الأغنياء للغاية، لكن من أرادوا المغادرة لم يتمكنوا من ذلك".
وردت مصر بأن تصريحات نتنياهو تضمنت "ادعاءات وتضليل متعمد ومرفوض يتنافى مع الجهود التي بذلتها وتبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة".
وأضافت وزارة الخارجية في بيان لها على "فيسبوك" مساء الأحد أن مصر تؤكد أن مثل هذه التصريحات تهدف إلى "التغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الأساسية الفلسطينية، فضلاً عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين".
وذكرت أن مصر سهلت دخول 5000 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.
وهذه هي المرة الأولى التي تذكر فيها مصر نتنياهو صراحة في بيان إدانة منذ بدء الصراع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكدت مصر "رفضها التام" لأي تصريحات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن أو السعودية، معربة عن تضامنها مع سكان غزة "البواسل" الذين "يتمسكون بأرضهم رغم كل ما يتعرضون له من أهوال للدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة".
قد يهمك أيضــــاً:
ترمب يُعلن دعمه الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة
دونالد ترامب يفوز بالانتخابات التمهيدية في ولاية داكوتا الشمالية
أرسل تعليقك