سيناريوهات مطروحة في حال عدم حصول حكومة المشيشي على ثقة البرلمان التونسي
آخر تحديث GMT13:23:33
 العرب اليوم -

التباين الحاد في مواقف الأحزاب السياسية يترك المجال مفتوحًا على جميع الاحتمالات

سيناريوهات مطروحة في حال عدم حصول حكومة المشيشي على ثقة البرلمان التونسي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سيناريوهات مطروحة في حال عدم حصول حكومة المشيشي على ثقة البرلمان التونسي

رئيس الحكومة التونسي المكلف هشام المشيشي
تونس - العرب اليوم

ترك التباين الحاد في مواقف الأحزاب السياسية التونسية من حكومة، هشام المشيشي، المجال مفتوحا على جميع الاحتمالات بما فيها فشل الحكومة الجديدة في نيل ثقة البرلمان، وهو ما يستدعي التساؤل عن مصير السلطة التنفيذية في جزئها المتعلق بالقصبة.

ولم تحز حكومة المشيشي، إلى حد اليوم، سوى على تأييد معلن من كتل لا تملك ثقلا كبيرا في البرلمان التونسي، وهي كل من كتلة الحزب الدستوري الحر (16 نائبا)، وكتلة الإصلاح الوطني (16 نائبا)، والكتلة الوطنية (11 نائبا)، وكتلة تحيا تونس (10 نواب)، الذين يكوّنون في مجملهم 53 صوتا، في وقت تحتاج فيه الحكومة إلى 109 أصوات لنيل ثقة البرلمان.

في المقابل لاقت هذه الحكومة معارضة صريحة من قبل حزب التيار الديمقراطي (22 نائبا) الذي أعلن بشكل رسمي أنه لن يمنح ثقته لـ"حكومة الأمر الواقع"، وهو نفس الموقف الذي تبنته كل من كتلة ائتلاف الكرامة (19 نائبا) المقربة من دوائر النهضة وكتلة المستقبل (9 نواب).

إلى ذلك، ما تزال مواقف كل من حركة النهضة (54 نائبا) وحزب قلب تونس (27 نائبا) وحركة الشعب (15 نائبا) مبهمة ورهينة ما ستفرزه مجالسها الوطنية من قرارات، وهو ما يغذي هواجس البعض بشأن احتمالية تكرر سيناريو حكومة الحبيب الجملي التي فشلت في امتحان نيل الثقة.

سيناريو حل البرلمان

وفي هذا الصدد، صرحت أستاذة القانون الدستوري منى كريم لـ"سبوتنيك"، أنه في حال فشلت حكومة المشيشي في تحصيل الـ 109 أصوات المطلوبة لنيل الثقة فإن الكرة ستكون في ملعب رئيس الجمهورية الذي أتيحت له إمكانية حل البرلمان بمقتضى الفصل 89 من الدستور.

وأكدت كريم أن الدستور التونسي لم يضبط لرئيس الجمهورية توقيتا معينا لحل البرلمان، ما يعني أن رئيس الدولة بإمكانه استخدام هذا الحق الدستوري بعد يوم واحد من سقوط الحكومة أو حتى بعد شهر، وتابعت "لكنه مجبر في حال حل البرلمان على الدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في أجل أدناه 45 يوما وأقصاه 90 يوما".

وأضافت: في الأثناء تواصل حكومة إلياس الفخفاخ عملها كحكومة تصريف أعمال إلى حين انتخاب برلمان جديد تنبثق عنه حكومة جديدة، ومواصلة العمل الحكومي ستتم في حال حل البرلمان عبر مراسيم يصدرها رئيس الجمهورية بالتشاور مع رئيس الحكومة.

وأشارت كريم إلى أن مرور الحكومة الجديدة من البرلمان لا يعني بالضرورة بقاءها في السلطة، ونبهت إلى أن الدستور يمنح أعضاء مجلس نواب الشعب إمكانية سحب الثقة منها بعد تجميع الـ109 أصوات اللازمة لذلك، مشيرة إلى أن "سحب الثقة غير مرتبط بأجل محدد، أي أنه بإمكان البرلمان سحب الثقة من الحكومة حتى بعد يوم واحد من منحه إياها".

إمكانية التأويل

على الجانب الآخر، قال الخبير في القانون الدستوري عبد الرزاق المختار في حديثه لـ"سبوتنيك" إن الفصل 89 من الدستور يطرح إشكالا فيما يتعلق بتأويله.

وأوضح أن هذا الفصل ينص على أنه في حال عدم نيل الحكومة للثقة فإن "لرئيس الجمهورية الحق في حل البرلمان"، وبيّن أن صيغة "لـ" تحيل في اللغتين العربية والفرنسية على الإمكانية.

وتابع: "لكن هذا الفصل منح لرئيس الجمهورية الحق في حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة ولم يحدد إمكانية أخرى ما فتح المجال لتأويله".

وتبعا لذلك، اعتبر المختار أن الفصل يمكن أن يحيل على ثلاث قراءات، الأولى أن يمر رئيس الجمهورية مباشرة إلى حل البرلمان في حال عدم نجاح الحكومة الجديدة في نيل الثقة.

في حين تتمثل القراءة الثانية في الإبقاء على البرلمان الحالي والسماح لحكومة تصريف الأعمال بمواصلة عملها فيما يطلق عليه بـ"تأبيد تصريف الأعمال".

أما الفرضية الثالثة، فتتمثل وفقا للمختار في إعادة تكليف شخصية حكومية جديدة وإعطائها أجلا محددا بشهر لخوض مشاورات تشكيل الحكومة.

واعتبر أستاذ القانون الدستوري أن هذه القراءات ليست محسومة وإنما هي محاولة لشرح نص دستوري، مضيفا أن التأويل الرسمي سيبقى بيد رئيس الجمهورية.

وشدد المختار على أنه "في حال حل البرلمان لا يمكن لرئيس الجمهورية أو الحكومة أن يغيرا القانون الانتخابي، لأن الفصل 70 ينص على أن التشريع في الفترة الفاصلة ما بين الحل وانتخاب برلمان جديد يكون لرئيس الجمهورية بالتوافق مع رئيس الحكومة، وأن تستثنى من مجال المراسيم النصوص المتعلقة بالمادة الانتخابية".

سحب الثقة

وفيما يتعلق بفرضية سحب الثقة من الحكومة بعد التصويت عليها، قال المختار إن هذه المسألة واردة وممكنة من الناحية الدستورية، متابعًا: "لكن الإمكانيات الدستورية تبقى دائما رهينة التقييم السياسي لها"، موضحا أن تكلفة التصويت على حكومة ثم اسقاطها ستكون باهظة من الناحية السياسية وخاصة الشعبية.

وتصاعد الحديث في الآونة الأخيرة حول نية بعض الأطراف السياسية في منح الثقة لحكومة هشام المشيشي، تجنبا لفرضية حل البرلمان ثم تمرير عريضة لسحب الثقة منها بعد فترة من مباشرة عملها، في مشهد مماثل لما حصل مع حكومة إلياس الفخفاخ.

وكانت كتل برلمانية قد وقعت في منصف يوليو/ تموز 2020 عريضة لسحب الثقة من رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية إلياس الفخفاخ، تضمنت توقيعات كل من نواب حركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة وكتلة المستقبل وعدد من المستقلين، على خلفية شبهات تضارب مصالح وفساد.

قد يهمك ايضا :

رئيس وزراء تونس يُعلن تشكيل حكومة تكنوقراط مُستقلِّة عن الأحزاب

تباين في مواقف الأحزاب التونسيّة حول حكومة المشيشي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناريوهات مطروحة في حال عدم حصول حكومة المشيشي على ثقة البرلمان التونسي سيناريوهات مطروحة في حال عدم حصول حكومة المشيشي على ثقة البرلمان التونسي



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء
 العرب اليوم - قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 04:42 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أول تصريح لوزير دفاع أميركا عن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل
 العرب اليوم - أول تصريح لوزير دفاع أميركا عن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل

GMT 10:00 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

سلوت سعيد بأداء ليفربول ويثني على محمد صلاح
 العرب اليوم - سلوت سعيد بأداء ليفربول ويثني على محمد صلاح

GMT 06:10 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح
 العرب اليوم - أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين... لبنان ثم اليمن

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إيران والخوار الاستراتيجي

GMT 03:52 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين وإسرائيل وتنفيذ حل الدولتين

GMT 22:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هنا الزاهد تخرج من منافسات دراما رمضان 2025

GMT 18:31 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الأردن يعلن تعليق حركة الطيران في مجاله الجوي بشكل مؤقت

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان فوق مستوطنات في الضفة الغربية

GMT 18:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب والنفط تقفز بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل

GMT 15:40 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة دقيقة على بيروت

GMT 18:08 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد قتلى عملية قطارات يافا إلى 8 إسرائيليين

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل فلسطيني بشظية صاروخ إيراني في الضفة الغربية

GMT 21:08 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء حول لبنان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

منى زكي خارج دراما رمضان 2025

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

سيرة التعب

GMT 17:29 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعزز قواتها في شمال سوريا بأنظمة دفاع جوي ورادارات

GMT 12:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

انفجارات تهز محيط العاصمة دمشق في سوريا

GMT 15:18 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تستهدف مواقع عسكرية في ريفي درعا والسويداء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab