كييف - جلال ياسين
أجلي عشرات المدنيين من مدينة ماريوبول، إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وتلك التي تسيطر عليها أوكرانيا بعد أسابيع من الحصار.
وغادر البعض مصانع الصلب في آزوفستال، آخر معقل للقوات الأوكرانية في المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقالت روسيا إن عشرات المدنيين وصلوا إلى قرية تسيطر قواتها عليها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مجموعة كبيرة في طريقها أيضاً إلى زابوريجيا التي تسيطر عليها أوكرانيا.
وكتب على تويتر "أول مجموعة قوامها نحو مئة شخص تتجه بالفعل إلى المنطقة الخاضعة للسيطرة. سنلتقي بهم غداً في زابوريجيا، ممتنون لفريقنا! الآن، مع الأمم المتحدة، يعملون على إجلاء مدنيين آخرين من المصنع".
وأكدت الأمم المتحدة أنها شاركت في العملية إلى جانب الصليب الأحمر و"أطراف النزاع".
وقالت الأمم المتحدة إن قافلة الإجلاء وصلت صباح السبت، لكنها لم تذكر تفاصيل حول المكان الذي نُقل إليه الأشخاص أو عدد الذين غادروا، قائلة إن مشاركة التفاصيل قد تعرض سلامة العملية للخطر.
وقال أحد الذين جرى إجلاؤهم إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا : "لا يمكنك تخيل ما مررنا به.. الإرهاب".
وقالت ناتاليا عثمانوفا البالغة من العمر 37 عاماً: "كنت أخشى ألا يصمد الملجأ المحصن، كان لدي خوف رهيب. عندما بدأ المخبأ يهتز، كنت في حالة هستيرية، ويمكن لزوجي أن يشهد على ذلك: كنت قلقة للغاية.
وتمكّن المدنيون الأوائل من مغادرة مصنع آزوفستال يوم السبت، لكن مصيرهم لم يتضح للجزء الأكبر من اليوم التالي.
والآن تقول وزارة الدفاع الروسية إن حوالي 80 مدنياً غادروا مصانع الصلب المحاصرة ونقلوا إلى بيزيميني، وهي قرية تقع في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا. وأضافت أنهم زُودوا بالرعاية الطبية والإمدادات.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وسائل إعلام روسية، إن المدنيين الذين أرادوا المغادرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة أوكرانيا "سلموا إلى ممثلي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر .
وقال شهود عيّان أنً أكثر من 50 شخصاً يصلون في قافلة، وأفادت بأن موظفي الأمم المتحدة كانوا في المنطقة.
وتعرضت ماريوبول لقصف مكثف من المدفعية الروسية لأسابيع.
وتعتبر مصانع الصلب في آزوفستال، حيث يتحصن آخر المدافعين عن أوكرانيا مع بعض المدنيين المتبقين، منطقة صناعية شاسعة فيها شبكة من الأنفاق تحت الأرض، ما يجعل الاستيلاء عليها صعباً على القوات الروسية.
وفي الشهر الماضي، بعد إعلان الاستيلاء على المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بإغلاق مصانع الصلب "حتى لا تمر الذبابة عبرها".
وكان الدمار الذي أصاب ماريوبول من أشد الخسائر في الصراع، حيث تحول جزء كبير من المدينة إلى أنقاض وإلى أزمة إنسانية واسعة النطاق. وتحدث السكان الفارون عن نقص الطعام والماء وترك جثث القتلى في الشوارع.
و قال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويشينكو: "المواطنون الذين غادروا المدينة يقولون إن الجحيم موجود فعلاً وهو في ماريوبول".
ونظراً إلى أن معظم المدينة هي الآن تحت السيطرة الروسية، يظل التركيز على مصانع الصلب المتضررة من الصراع.
وبعد وقت قصير من ظهور أنباء عن مشروع الإجلاء الأوسع نطاقاً يوم الأحد، قال مسؤولون في ماريوبول إن الإجلاء من مناطق أخرى في المدينة غير مصنع أزوفستال الصناعي قد عُلّق حتى صباح يوم الاثنين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك