مفتي سورية حسون السوريين و الرئيس الأسد
دمشق - جورج الشامي
دعا مفتي سورية، أحمد بدر الدين حسون، السوريين إلى "الوقوف مع الرئيس بشار الأسد وحث أبنائهم على الانضمام إلى صفوف الجيش السوري من أجل حماية البلاد، والدفاع عنها في وجه المؤامرة الكونية التي تستهدفها أرضًا وشعبًا ومؤسسات"، فيما اعتبر الداعية السعودي الشيخ عائض القرني، مفتي سورية "كذابًا أشر ومن
علماء السوء"، داعيًا علماء الإسلام إلى إصدار فتوى جماعية ضد بشار الأسد ونظامه، وسط أنباء عن قيام خبراء أميركيين بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات في الأردن".
وأكد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، أن "لبنان يقف مع الشعب السوري وثورته وليس مع نظام الرئيس بشار الأسد وإيران"، في حين أكد وزير الخارجية الروسية أن "الأطراف الخارجية الداعمة للمعارضة المتطرفة، تحاول منذ اندلاع الأزمة في سورية إعاقة تحقيق الحل السلمي للأزمة"، في الوقت الذي شدد فيه المبعوث الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي على أن "الحل الوحيد لحل الأزمة في سورية هو الحل السياسي"، بينما أعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة عن الوضع السوري أن "البلاد تنزلق إلى حرب أهلية مدمرة، وأن تصرف الأطراف بشكل مستهتر هو السبب الأساسي لسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والنزوح الواسع والدمار".
وقال المفتي العام للجمهورية السورية، أحمد بدر الدين حسون، في لقاء مع التلفزيون الرسم، إن "سورية اليوم مهددة من قبل أكثر بلدان العالم تكنولوجيا وبعض أبناء العمومة والقرابة حسدًا وحقدًا وكراهية، لأنها النموذج الباقي للأمة الحضارية التي تجعل من التنوع ثراء، ومن التعدد قوة، وليس ضعفًا وصدامًا، وأن سورية ذاهبة إلى النصر لتكون نموذجًا للعالم العربي والإسلامي، ونموذجًا بين أبنائها في الحب والتنوع والخير، وأن الجيش العربي السوري هو جيش أمة ومكلف بحماية الوطن ويدافع عن الأمتين العربية والإسلامية بأكملهما، وليس جيشًا يتبع لشخص أو حزب أو طائفة، كما تدعي وتروج له القنوات المغرضة الشريكة بسفك الدم السوري"، داعيًا "كل الأمهات والآباء في الوطن إلى حث أبنائهم على الانضمام إلى صفوف الجيش العربي السوري، من أجل حماية سورية والدفاع عنها في وجه المؤامرة الكونية التي تستهدفها أرضًا وشعبًا ومؤسسات".
فيما اعتبر الداعية السعودي الشيخ عائض القرني، مفتي سورية "كذابًا أشر ومن علماء السوء"، داعيًا علماء الإسلام إلى إصدار فتوى جماعية ضد بشار الأسد ونظامه، وأن يتكلموا بكلمة الحق، موجهًا رسالته إلى هيئة كبار العلماء في السعودية والأزهر الشريف في مصر بأن يقدموا بيانًا جامعًا "يفتون فيه بشأن بشار الأسد ونظامه"، مضيفًا أنه "يجب على الشعب السوري بكل طوائفه أن يقاتل هذا النظام الخارج على الإسلام"، مشيرًا إلى "جرائم النظام من قتل العزّل والنساء، والخروج على تعاليم الإسلام".
ورأى مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، في تصريحات صحافية نشرت الإثنين، أن "لبنان يقف مع الشعب السوري وثورته، وليس مع نظام الرئيس بشار الأسد وإيران، وأن التواصل بينه وبين مفتي سورية وقياداتها الدينية مقطوع منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري"، مضيفًا "نحن مع الشعب السوري وثورته ولسنا مع النظام ولا مع إيران ومخططاتها التوسعية، ونؤيد سياسة (النأي بالنفس) المعتمدة من الحكومة اللبنانية حيال الأزمة السورية"، مشيرًا إلى "تآكل مؤسسات الدولة اللبنانية ما يجعلها عاجزة عن تقديم الإغاثة الشاملة لآلاف النازحين السوريين".
وأكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، خلال لقائه وفدًا من هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير السلمي، الإثنين، أن "الأطراف الخارجية الداعمة للمعارضة المتطرفة، تحاول منذ اندلاع الأزمة في سورية إعاقة تحقيق الحل السلمي للأزمة، وأن الرعاة الخارجيين للمعارضة المتطرفة يعيقون وقف العنف، تمهيدًا للوصول إلى حل سلمي عبر الحوار رغم الإدراك المتنامي من قبل جميع الأطراف لضرورة ذلك"، معربًا عن استعداد موسكو "للعمل من أجل بدء الحوار بين المعارضة والحكومة السورية".
واطلع المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على الوضع في سورية، خلال اجتماعه بهم في بروكسل الإثنين، موضحًا في تصريح للصحافيين بعد الاجتماع "ناقشنا وسائل الحل السياسي والذي لا غنى عنه لحل الأزمة الحالية، واعتقد أن الاتحاد الأوروبي لديه دور ليؤديه مع الأطراف الأخرى في المجتمع الدولي إزاء الأزمة السورية، وقد أخبرني الوزراء الأوروبيون أنهم سيؤدون دورهم على أفضل وجه"، مشددًا على أن "الحل الوحيد لحل الأزمة في سورية هو الحل السياسي".
وقد وافق الوزراء الأوروبيون خلال اجتماعهم الأخير، على مبادرة لندن لتخفيف حظر السلاح المفروض على سورية، للسماح بإرسال المزيد من المعدات "غير القاتلة" كالعربات المصفحة والدروع ومعدات الحماية الأخرى، فيما دعا وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ، إلى "دعم عمل المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية للسعي من أجل التوصل لتسوية دبلوماسية وسياسية للأزمة في سورية".
واعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة في أحدث تقرير لها عن الوضع في سورية، أن "البلاد تنزلق إلى حرب أهلية مدمرة"، مؤكدة أن "تصرف الأطراف بشكل مستهتر هو السبب الرئيسي لسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والنزوح الواسع والدمار"، حيث قال رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو، أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، "يشير ما توصلنا إليه إلى أن أطراف الصراع، في إدارتها للعمليات العدائية، فشلت في حماية المدنيين وفي اتخاذ التدابير الاحترازية الضرورية لإنقاذ حياة المدنيين، والأكثر من ذلك فشلت الأطراف في التمييز بينها وبين المدنيين في المناطق التي تعمل فيها بما يعرض السكان من دون داع لقسوة الحرب، ويقوم سكان بعض المناطق بتشكيل لجان شعبية لحماية أحيائهم من الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة والعصابات الإجرامية، وإن بعض أولئك الأشخاص يبدو أنهم مدربون ومسلحون من قبل الحكومة، وأن التقارير تفيد بأن بعض اللجان الشعبية دعمت القوات الحكومية أثناء العمليات العسكرية".
واتَّهَمَت لجنة تابعة للأمم المتحدة، تُحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، "حكومة دمشق باستخدام ميليشيات محلية تعرف بـ(اللجان الشعبية) لارتكاب جرائم قتل جماعي ذات طبيعة طائفية في بعض الأوقات"، حيث قال محققو اللجنة التي يترأسها البرازيلي باولو بينييرو، في أحدث تقاريرها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، "اتخذ القتل الجماعي الذي يزعم أن اللجان الشعبية ترتكبه، منحى طائفيًا في بعض الأوقات في اتجاه مزعج وخطير، وأن طرفي الحرب الأهلية الدائرة في سورية لا يبذلان الجهود الكافية لحماية المدنيين"، مشيرًا إلى أن "نحو 2.5 مليون سوري نزحوا داخل البلاد وفر مليون آخرون خارجها".
وجاء في التقرير الذي صدر الإثنين، أن "الفشل في حل هذا الصراع الذي يتزايد عنفًا سيجعل سورية والمنطقة وملايين المدنيين المحاصرين وسط تبادل إطلاق النار، يواجهون مستقبلاً مظلمًا للغاية، وأن القوات الحكومية تستهدف المدنيين في الطوابير أمام المخابز ومواكب الجنازات، في حين تواصل القوات المناهضة للحكومة استخدام الأماكن التي تحظى بحماية، مثل المساجد، كقواعد لشن الهجمات أو كمستودعات لتخزين الأسلحة".
وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، أن خبراء أميركيين يدربون في الأردن مقاتلين من المعارضة السورية على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات"، مؤكدة أنه "لم يتضح بعد إن الأميركيون يعملون في شركات خاصة، أو ينتمون إلى الجيش الأميركي، وأن هناك خططًا لتدريب 1200 عنصر من الجيش السوري الحر".
أرسل تعليقك