صورة من الارشيف لعناصر مشكلة في السودان
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
وقعت الحكومة السودانية وحركة "العدل والمساواة" الدارفورية، مساء السبت، في العاصمة القطرية الدوحة الاتفاق النهائي لسلام دارفور على أساس وثيقة الدوحة ، بحضور النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه ، وذلك بعد جولات من المحادثات استضافتها دولة قطر بين الطرفين. ومن المقرر أن تنطلق الأحد
والاثنين المقبلين أعمال المؤتمر الدولي للتنمية وإعادة الإعمار في إقليم دارفور، و أكد طه أن التحديات التي تواجه إنزال السلام في إقليم دارفور كبيرة إلا أن ما تم إنجازه حتى الآن أكبر ويمثل دافعًا قويًّا للمضي نحو أعمال السلام والاستقرار في الإقليم بصورة كاملة.
وجدد طه في كلمته أثناء الاحتفال بتوقيع الاتفاق النهائي ، التزام الحكومة بالمضي في هذه الشراكة الجديدة التي وصفها بأنها دعمًا قويًّا لاتفاق الدوحة لسلام دارفور الموقع مع حركة "التحرير والعدالة" العام قبل الماضي، مشيرًا إلى أن هذا التوقيع هدية للاتحاد الأفريقي وهدية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار الأقليمي والدولي ، معتبرا انه بعد هذا التوقيع ستكون دارفور إضافة جديدة للاستقرار في هذه المنطقة والإقليم.
وأضاف أن بلاده بهذه الخطوة ستكون أكثر قدرة على مشاركة الأفارقة في صنع السلم وإطفاء البؤر الملتهبة، مشيرًا إلى توجيه الرئيس البشير له بضرورة إكمال التوقيع على هذا الاتفاق الأخير وضرورة إنجاح مؤتمر المانحين ، وأعرب عن تقدير تقدير الحكومة السودانية لجهود الشقيقة قطر واهتمامها بقضايا بلاده.
وأكد نائب رئيس حركة "العدل والمساواة" أركو سليمان أن الحركة ستكون سندًا قويًّا للاستقرار في دارفور، مناشدًا كل الأطراف للعمل على إنجاح مؤتمر المانحين للتنمية وإعادة إعمار دارفور.
فيما هاجمت مجموعات تضم حركات دارفور المسلحة مناطق مهاجرية ولبدة في ولاية شرق دارفور، وقال مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "العرب اليوم" إن هذه المجموعات ظلت حتى عصر السبت في هذه المناطق التي سبق وأن تعرضت لهجوم من قوات مني أركو مناوي "حركة تحرير السودان"، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة السودانية كانت قد طردت من هذه المناطق القوات التابعة لمني اركو مناوي قبيل مغادرته القصر الرئاسي عندما كان كبيرًا لمستشاري الرئيس البشير ، لتتأزم العلاقات بينه والحكومة ويغادر بعدها إلى صفوف الحركات المسلحة العام قبل الماضي متهما الحكومة السودانية بالتنصل عن تنفيذ بنود اتفاقها معه.
وقال مستشار والي شرق دارفور صديق عبد النبي في اتصال عبر الهاتف من مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور لـ"العرب اليوم"، إنه وعند الساعة السادسة من صباح، السبت، فوجئ السكان في منطقة لبدة بإطلاق نار كثيف بعدها اتضح أن القوات المهاجمة تتبع لمني اركومناوي بقيادة قائده العسكري "تقلات"، مشيرًا إلى أن القوة تمكنت من السيطرة على مركز تابع للشرطة به حوالي 15 عنصرًا وتبادلت معهم النيران لتحتمي الشرطة بقوات البعثة الأممية وتبادلت القوات المهاجمة التابعة لمناوي النيران مع القوات المسلحة المتركزة في منطقة لبدة، والتي تبعد من عاصمة الولاية الضعين قرابة 80 كيلو مترًا.
وكشف عن وجود 4 شهداء في صفوف القوات المسلحة وعدد من الجرحى في آخر إحصائية، كما هاجمت قوات مني التجار واستولت على كميات من الوقود ، وبعدها هاجمت منطقة أخرى هي منطقة مهاجرية وهي تبعد من منطقة لبدو قرابة 18 كيلو مترًا.
وأعرب مستشار والي شرق دارفور، عن دهشته من أن المسلحين في مهاجرية خاطبوا المواطنين وابلغوهم بضرورة إخلاء المنطقة باعتبارها منطقة محررة تتبع للجبهة الثورية وهو تحالف يضم "خصوم الحكومة من الحركات المسلحة والحركة الشعبية قطاع الشمال"
وأعلنوا أنهم بصدد القيام بهجمات أخرى في دارفور ،ولن تسلم من هجماتهم مناطق البترول بعد ذلك، وهاجموا محالًا تجارية بشكل انتقائي ونهبوا محتوياتها ، واصفًا إعلان هؤلاء احتلال المناطق باسم الجبهة الثورية محاولة للتضليل، موضحًا أن القوات التي قامت بالهجوم تتبع لمني اركو مناوي الذي قام بهذه العملية بدافع الانتقام لإخراجه منها عنوة في الماضي.
وأوضح مستشار والي شرق دارفور، أن القوات المسلحة استطاعت السيطرة على الموقف، وأجبرت القوات المهاجمة على الانسحاب إلى المناطق البعيدة ، مشيرًا إلى أن هؤلاء يحاولون إفساد أجواء السلام، وإرسال رسائل سالبة لمؤتمر الدوحة الخاص بإعمار دارفور، كما قصدوا بالهجوم إرسال رسالة للتوقيع الذي تم في الدوحة بين الحكومة وحركة العدل والمساواة حيث كان التوقيع معلن عنه قبل أيام .
أرسل تعليقك