عناصر من الأمن الجزائري في تيقنتورين
الجزائر ـ حسين بوصالح
قامت السلطات الجزائرية، بتسليم معلومات أكيدة إلى المحققين الكنديين، تفيد بتوّرط رعايا حاملين للجنسية الكندية في الاعتداء الإرهابي على الموقع الغازي في تيقنتورين منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، فيما فرضت قوات الأمن المشتركة تغطية أمنية مشددة على الشركات الفرنسية العاملة في الجنوب،
تخوفًا من أي رد فعل من طرف الجماعات الإرهابية، انتقامًا لمقتل قياديين في تنظيم "القاعدة".
وأوضح مصدر أمني مسؤول، أن "السلطات الجزائرية منحت نظيرتها الكندية معلومات عن تورط إرهابيين حاملين للجنسية الكندية في الهجوم الإرهابي، على الرغم من عدم وجود اتفاق يؤطر مثل هذا التنسيق"، في حين رفضت السلطات الكندية الإعلان عن طبيعة المعلومات والوثائق"، بعدما صرحت الجزائر بوجود إرهابيين من جنسية كندية، متورطين في الاعتداء الذي نفذته كتيبة "الموقعون بالدماء".
وكثفت قوات الأمن الجزائرية، من الدوريات حول مواقع تواجد الشركات الفرنسية، إضافة إلى إعطاء تعليمات صارمة لعناصر الأمن المكلفين بحراسة هذه المؤسسات لتوخي اليقظة والحذر وتفتيش الزائرين لهذه المؤسسات والتصدي لأي حركة مشبوهة وعدم السماح للعمال الأجانب بالتنقل إلا بوجود مرافقة من العناصر الأمنية المكلفة بالحراسة.
وتأتي هذه الإجراءات تزامنًا مع التقارير التي أفادت بمقتل زعيمي "القاعدة" في إمارة الصحراء مختار بلمختار وعبدالحميد أبو زيد، وذلك تحسبًا لأية عملية انتقام تستهدف الشركات الفرنسية والعمال على حد سواء، في الوقت الذي انسحب فيه 39 عاملاً فرنسيًا من موقع أسبع في ولاية أدرار الحدودية، تخوفًا من أي عملية شبيهة بالاعتداء على تيقنتورين.
وأكد مصدر أمني مسؤول لـ"العرب اليوم"، في وقت سابق، هجرة جماعية لعمال فرنسيين وصينيين من موقع أسبع المختص في تمييع الغاز في أدرار أقصى الجنوب الجزائري، موضحًا أن 39 عاملاً فرنسيًا، من بينهم 13 مهندسًا، و26 تقنيًا غادروا مركب تمييع الغاز أسبع، حيث تشرف الشركة الفرنسية على إنجاز أهم مشروع لتمييع الغاز في أفريقيا بالشراكة مع مجمع "سوناطراك".
وأفادت مصادر محلية من شمال مالي، أن القوات الفرنسية والتشادية والمالية المتحالفة معها، تحاول قدر المستطاع عدم الاشتباك بصفة مباشرة مع قوة الحماية الشخصية التي تتحصن مع زعيم جماعة "أنصار الدين إياد أغ غالي" في منطقة إن زواك شمال شرق مدينة كيدال، وذلك خوفًا من انتقام قبيلته "توارف إيفوغاس" التي سميت عليها الكتلة الجبلية أدغاغ إيفوغاس حيث تجري المعارك.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن القوات المشتركة تركز العمليات العسكرية على 10 من قادة "القاعدة" والفصائل السلفية المسلحة التي تدور في فلكها، وتلاحق القوات المتحالفة القيادي أقوما عبدالله، الذي يعتبر من أخطر قيادات التنظيمات المسلحة المقربة من آغ غالي، بالإضافة إلى أمير "التوحيد والجهاد" حماده ولد محمد الخيري وأحمد التلمسي الموريتانيين، اللذان انشقا عن "القاعدة" نهاية العام 2010.
وتوجه قوات التحالف أنظارها، بعد تسرب مقتل زعيمي "القاعدة" مختار بلمختار وعبدالحميد أبو زيد، إلى أمير منطقة الجنوب "أبو الهمام" واسمه الحقيقي جمال عكاشة، وعبدالرحمن التندغي الموريتاني الذي يحظى بمكانة خاصة في التنظيم، بالإضافة إلى التونسي أبو محمد والجزائري تومي ناصر، وهي القائمة التي تحاول قوات التحالف القضاء عليها لكسر ظهر التنظيمات المسلحة الدخيلة على شمال مالي.
أرسل تعليقك